لغز الطائرات الغامضة فوق نيوجيرسي: هل هي خطر أم مجرد ظاهرة؟

اعداد رزان الحاج

2024.12.14 - 10:44
Facebook Share
طباعة

 منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2024، سجلت ولاية نيوجيرسي مئات التقارير عن أجسام طائرة غامضة يُعتقد أنها طائرات بدون طيار، ظهرت فوق 12 مقاطعة، بما في ذلك مناطق استراتيجية تضم منشآت عسكرية وبنية تحتية حيوية مثل محطات الطاقة، السكك الحديدية، والسدود.
التقارير تكثفت خلال الأيام الأخيرة، مع وصف الشهود لهذه الأجسام بأنها بحجم سيارة، وأحيانًا تطير منفردة أو في تشكيلات جماعية، ووصف السيناتور الجمهوري جون برامنيك الظاهرة بأنها "حالة طوارئ محدودة"، مطالبًا بتحرك سريع من السلطات الفيدرالية.


الطائرات الغامضة: هويات مجهولة
حتى اللحظة، لم تتمكن السلطات من تحديد هوية الأجسام الطائرة أو الجهة المسؤولة عنها، وأكد البيت الأبيض والبنتاغون أنها لا تنتمي للجيش الأميركي، ولا توجد أدلة على أي تورط أجنبي أو خطر على الأمن القومي.
في المقابل، أشار الحاكم الديمقراطي لنيوجيرسي، فيل مورفي، في رسالة للرئيس جو بايدن، إلى ضرورة تحقيق فيدرالي مكثف، مشيرًا إلى حجم هذه الأجسام، والذي يصل إلى 6 أقدام، ما يجعلها غير مناسبة لوصفها بطائرات الهواة.
كما أوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي أن السلطات ما زالت تجمع الأدلة حول الظاهرة، بينما أشار مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى احتمال وجود خطأ في تحديد الهوية، حيث إن بعض الطائرات التي يتم الإبلاغ عنها قد تكون طائرات مأهولة تعمل بشكل قانوني.


الغموض يمتد إلى الولايات الأخرى
الظاهرة لم تقتصر على نيوجيرسي، إذ سجلت مشاهدات مماثلة في ولايات ماريلاند، نيويورك، بنسلفانيا، وفيرجينيا، وأفاد لاري هوجان، الحاكم الجمهوري السابق لماريلاند، بأنه رصد بنفسه أكثر من عشر طائرات بدون طيار تحلق فوق منزله لمدة 45 دقيقة.
وعلى الصعيد الدولي، شوهدت طائرات مشابهة فوق قواعد عسكرية أميركية في ألمانيا وقواعد سلاح الجو الملكي البريطاني المستخدمة من قبل القوات الأميركية.
حتى الآن، لم تربط السلطات بين هذه الحوادث، لكنها تثير تساؤلات حول وجود شبكة أوسع من العمليات الجوية الغامضة.


ردود فعل سياسية متباينة
الظاهرة أصبحت محور جدل سياسي، حيث انتقد الجمهوريون، خاصة أعضاء الكونغرس مثل جيف فان درو، تعامل الحكومة مع الحادثة، واعتبروا أن الردود الرسمية لا تعكس خطورة الموقف.
فان درو ذهب إلى حد الادعاء بوجود "سفينة أم" إيرانية قبالة السواحل الأميركية تُطلق هذه الطائرات، واتهم الحكومة بمحاولة التعتيم على الحقيقة.
في المقابل، طالب الحاكم مورفي بدعم فيدرالي إضافي لتعزيز التحقيقات، مشيرًا إلى أن التصاعد السريع في وتيرة المشاهدات يمثل تهديدًا محتملاً لا يمكن تجاهله.


إجراءات أمنية وقانونية
لضمان السلامة، فرضت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) مناطق حظر للطيران فوق مواقع حساسة مثل منشأة عسكرية في مقاطعة موريس ومنتجع الغولف للرئيس الأسبق دونالد ترامب في بيدمينستر.
كما طلب مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وشرطة ولاية نيوجيرسي مساعدة الجمهور لتقديم معلومات قد تساعد في تحديد هوية هذه الطائرات أو مشغليها.
من ناحية أخرى، تخضع الطائرات بدون طيار لقوانين صارمة، تتطلب تسجيلها وتحديد أماكن الطيران المصرح بها، إلا أن إسقاط هذه الطائرات يُعتبر جريمة فدرالية، مما يحد من خيارات التعامل المباشر معها.


فرضيات وتكهنات
رغم غياب أدلة قاطعة، يطرح الخبراء والمراقبون عدة فرضيات حول هذه الطائرات:
عمليات تجسس محتملة: قد تكون الطائرات مرتبطة بجهات أجنبية تستهدف مراقبة منشآت أميركية استراتيجية.
تكنولوجيا متقدمة مجهولة المصدر: يشير البعض إلى احتمال أنها جزء من تجارب عسكرية غير معلنة.
نشاط تجاري أو خاص: قد تكون مرتبطة بشركات أو جهات خاصة تستخدم طائرات متقدمة بشكل غير قانوني.
أجسام طائرة مجهولة الهوية (UFOs): رغم أن البنتاغون يستبعد وجود تهديد فضائي، إلا أن البعض يربطها بتقارير حول نشاطات مماثلة غير مفسرة في مناطق أخرى من العالم.


التداعيات المحتملة
الظاهرة تسلط الضوء على نقاط ضعف في نظم مراقبة المجال الجوي الأميركي، خاصة مع تطور التكنولوجيا التي تجعل الطائرات بدون طيار أصغر حجمًا وأكثر قدرة على تنفيذ مهمات معقدة دون رصدها بسهولة.
قد تؤدي هذه الحوادث إلى فرض قوانين أكثر صرامة على استخدام الطائرات بدون طيار، إضافة إلى تعزيز التعاون بين السلطات المحلية والفيدرالية لضمان مراقبة فعّالة للمجال الجوي.


ألغاز بلا إجابات واضحة
رغم الجهود المستمرة، يبقى الغموض يكتنف طبيعة الأجسام الطائرة الغامضة التي أثارت قلق سكان نيوجيرسي. هل هي مجرد ظاهرة محلية أم جزء من شبكة أوسع؟ الإجابات قد تحتاج إلى وقت أطول، لكن الواضح أن العالم أصبح يواجه تحديًا جديدًا في عصر التكنولوجيا المتطورة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 3