أعلن أحمد الشرع (المعروف بـ الجولاني)، قائد "إدارة العمليات العسكرية" في سوريا، عن خطط لحل الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد المخلوع وإغلاق السجون السيئة السمعة.
وتأتي هذه الخطوات في إطار "الجهود المبذولة لإعادة هيكلة المؤسسات وتحقيق العدالة بعد سقوط النظام" ، بحسب مصادر مقربة من الهيئة.
حل الأجهزة الأمنية وتأمين الأسلحة الكيماوية
في تصريح لوكالة رويترز يوم الخميس 12 كانون الأول، أكد الشرع عزمه على إنهاء عمل الأجهزة الأمنية التي ارتبطت بجرائم النظام، مشيرًا إلى متابعة مكثفة لمخازن الأسلحة الكيماوية المحتملة بالتنسيق مع المنظمات الدولية لتأمينها ومنع أي تهديد مستقبلي.
وشدد على أن الأولوية الحالية هي تشكيل حكومة تكنوقراط لتقود المرحلة الانتقالية، حيث ستستمر الحكومة المؤقتة الحالية في أداء مهامها حتى آذار 2025.
محاسبة المتورطين بجرائم النظام
أشار الشرع إلى أن القيادة العامة ستعمل على ملاحقة كل المتورطين في قتل المعتقلين وتعذيبهم، مطالبًا الدول التي فرّ إليها المتهمون بتسليمهم لتحقيق العدالة.
وأكد الشرع أن الوضع في سوريا تحت السيطرة، وأن الجهات المعنية وضعت خططًا مدروسة لتحقيق الاستقرار ومواجهة التحديات، مع التركيز على التنمية وإعادة الإعمار.
وقال: "الناس أنهكتها الحرب، والبلاد ليست مستعدة لدخول نزاعات جديدة. بسقوط نظام الأسد، نتطلع إلى مرحلة جديدة من التنمية والاستقرار". وأشار إلى أن المخاوف الأساسية كانت من النظام السوري والداعمين له.
التزام التعليمات وعدم الاعتداء
في بيان رسمي صدر عن "إدارة العمليات العسكرية"، دعت القيادة العامة جميع المقاتلين إلى الالتزام بالتعليمات الصادرة عنها وعن القيادة العامة، محذرة من أي تصرفات فردية قد تضر بالممتلكات أو الأفراد، وأكد البيان أن أي مخالفة لهذه التعليمات ستواجه بحزم، وسيُحاسب مرتكبوها بشكل صارم.
فرار الأسد وحالة الفوضى
من جهته، صرح رئيس حكومة تصريف الأعمال في سوريا، محمد البشير أن رئيس الوزراء السابق محمد الجلالي أبلغه بأن بشار الأسد فرّ من البلاد دون إعلان رسمي، تاركًا خلفه الحكومة والأجهزة الأمنية في حالة فوضى.
وأشار البشير إلى أن مكتبًا أمنيًا تابعًا للأجهزة الأمنية كان يتحكم في عمل الحكومة، حيث لم يكن يُتخذ أي قرار دون موافقته.
وأكد البشير أن الأولوية القصوى للحكومة الانتقالية الحالية هي ضبط الأمن واستعادة الاستقرار. كما أشار إلى أن تشكيل الحكومة الجديدة سيتم الإعلان عنه خلال الأيام القليلة المقبلة.
تشكيل حكومة تصريف أعمال
تم تكليف محمد البشير برئاسة حكومة تصريف الأعمال لفترة مؤقتة حتى 1 آذار 2025، عقب سقوط النظام السوري وفرار الأسد إلى موسكو إثر عملية "ردع العدوان"، التي قادتها فصائل المعارضة.
وكانت عملية "ردع العدوان" قد بدأت في 27 تشرين الثاني ووصلت إلى دمشق في 8 كانون الأول، ما أدى إلى الإطاحة بالنظام.
من هو محمد البشير؟
محمد البشير كان رئيسًا لحكومة "الإنقاذ" العاملة في إدلب منذ كانون الثاني الماضي، وسبق أن شغل منصب وزير التنمية والشؤون الإنسانية في الحكومة ذاتها خلال عامي 2022 و2023.
ولد البشير عام 1983 في جبل الزاوية، جنوبي محافظة إدلب، ويُعد من أبرز الشخصيات التي تولت مسؤوليات قيادية في المرحلة الانتقالية الجديدة.
التحديات المقبلة
تواجه سوريا مرحلة حساسة بعد سقوط النظام، حيث تحاول القيادة الجديدة العمل على تحقيق الأمن والاستقرار، وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة، والتوجه نحو التنمية وإعادة الإعمار. يبقى تنفيذ هذه الخطط مرهونًا بتعاون الجهات الدولية والمحلية لتحقيق رؤية مستقبلية مستقرة لسوريا.