درعا.. ملاحقة قائد ميليشيا تابعة للنظام السابق

سامر الخطيب

2024.12.12 - 10:27
Facebook Share
طباعة

 شهدت محافظة درعا تطورًا أمنيًا لافتًا تمثل في مداهمة مجموعات محلية لمنزل القيادي السابق بمجموعة تابعة لـ"المخابرات الجوية" التابعة لنظام بشار الأسد، المعروف بـ"أبو علي اللحام"، حيث يُعد هذا التحرك الأول من نوعه للفصائل المحلية في درعا منذ سقوط النظام السابق.

 

اقتحام وملاحقة مستمرة
أفاد مصدر معارض أن الفصائل المحلية تمكنت، يوم الأربعاء 11 كانون الأول، من السيطرة على بلدة أم ولد بريف درعا الشرقي، حيث اقتحمت منزل اللحام، الذي فر برفقة مجموعته باتجاه محافظة السويداء.
وأكد القيادي المحلي المنشق عن "اللواء الثامن"، أشرف الصياح، أن المجموعات المحلية تواصل ملاحقة اللحام في محافظة السويداء، وتمكنت من إلقاء القبض على اثنين من عناصره، كما تجري عمليات تفتيش في منازل البلدة لضبط أي نشاط مرتبط بمجموعة اللحام.
وأشار الصياح إلى أن المداهمات أسفرت عن العثور على أدوات تعذيب (مثل الجنازير والكلاليب) ومواد مخدرة داخل منزل اللحام، حيث تم إتلافها على الفور.


اتهامات وأدوار مشبوهة
يُتهم اللحام، الذي اتخذ موقفًا داعمًا للنظام السابق خلال المعارك الأخيرة التي أدت إلى سقوطه، بارتكاب جرائم قتل، وفرض إتاوات على المدنيين، والتنسيق مع عصابات خطف وسرقة.
عملية ملاحقة اللحام تعتبر الأولى من نوعها في درعا منذ سيطرة فصائل المعارضة على المحافظة، وتأتي في إطار مساعي "غرفة عمليات الجنوب"، التي أُسست في 6 كانون الأول وتضم فصائل من درعا والسويداء والقنيطرة، لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.


سقوط النظام وتشكيل غرفة العمليات
تمكنت "غرفة عمليات الجنوب"، بالتنسيق مع "إدارة العمليات العسكرية" القادمة من الشمال، من السيطرة على المحافظات الجنوبية الثلاث (درعا، السويداء، القنيطرة) والتوجه نحو دمشق، وأسفرت هذه الجهود عن سقوط النظام السابق في 8 كانون الأول.


من هو "أبو علي اللحام"؟
محمد الرفاعي، المعروف بـ"أبو علي اللحام"، كان قياديًا سابقًا في "جيش اليرموك"، أحد فصائل "الجيش الحر". اشتُهر بلقب "اللحام" نسبة إلى عمله كقصاب قبل عام 2011.
قاد اللحام معركة "سحق الطغاة" التي نجحت في السيطرة على اللواء "52 ميكا" عام 2015، وشن هجومًا على مطار "الثعلة" العسكري غربي السويداء، الذي أصبح لاحقًا ملاذه الآمن.
بعد سيطرة النظام على درعا في عام 2018، خرج اللحام ضمن قوافل التهجير إلى الشمال السوري، لكنه عاد بعد ستة أشهر بوساطة من قيادي آخر يدعى عماد أبو زريق.


نشاطات اللحام المثيرة للجدل
بعد عودته، انضم اللحام إلى مجموعة تابعة لـ"المخابرات الجوية"، ونجح في تجنيد عشرات الشباب، خاصة من قريتي أم ولد والمسيفرة.
في 19 آب 2020، شنت مجموعات تابعة لـ"الأمن العسكري" حملة مداهمة في قرية أم ولد بزعم وجود خلايا لتنظيم "د ا ع ش"، حيث تم اعتقال عدد من الأشخاص، بينهم الشيخ تركي الأيوب وشقيقه صلاح، ومحمد رضوان الأيوب، كما اختفى الناشط الإعلامي وليد جادو الرفاعي خلال الحملة، ولا يزال مصيره مجهولًا حتى اليوم.


اشتباكات مع اللحام
في آذار الماضي، وقعت اشتباكات بين مجموعات اللحام بقيادة عماد الكردي ومجموعات محلية في بلدة المسيفرة، حيث تدخل "اللواء الثامن" حينها وتمكن من طرد اللحام إلى بلدة أم ولد، حيث بقي تحت حماية حواجز "المخابرات الجوية".

لاحقًا، نفذت مجموعات اللحام هجمات على المسيفرة، بما في ذلك محاولات اغتيال قياديين محليين، وردًا على ذلك، شكل "اللواء الثامن" مجموعة محلية لحماية البلدة، بالتنسيق المباشر مع قيادته.


مستقبل درعا في ظل التحولات الجديدة
تعد ملاحقة "أبو علي اللحام" رمزًا لتحول جذري في المشهد الأمني في درعا، حيث تسعى الفصائل المحلية لإعادة فرض الأمن والاستقرار بعد سنوات من الصراعات والانتهاكات، يبقى التحدي الأكبر هو القضاء على بقايا النفوذ المرتبط بالنظام السابق وضمان مستقبل آمن لأبناء المنطقة، بحسب المصدر المعارض.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 2