أعلنت الولايات المتحدة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفّذ أول عملية انسحاب جزئي لقواته من بلدة الخيام بجنوب لبنان، حيث حلت وحدات من الجيش اللبناني محل قواتالاحتلال الإسرائيلية، وذلك ضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وذكرت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان أن قائدها، الجنرال إريك كوريلا، حضر في مقر المراقبة خلال عملية الانسحاب، وأشار كوريلا إلى أن هذه الخطوة تمثل بداية مهمة نحو تحقيق وقف دائم للأعمال العدائية، بما يتيح الفرصة لإحراز تقدم مستمر في تعزيز الاستقرار.
العودة مؤجلة والتحذيرات مستمرة
تزامنًا مع الانسحاب، دعت بلدية الخيام المواطنين إلى الالتزام بتعليمات الجيش اللبناني والسلطات المحلية. وأفادت بأن الجيش تمركز في خمسة مواقع حول المدينة بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، مشيرة إلى أن المرحلة المقبلة ستشمل مسحًا هندسيًا لإزالة الذخائر غير المنفجرة، وأكدت البلدية أن العودة الآمنة إلى المدينة تعتمد على انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية وإصدار بيانات رسمية تحدد موعد العودة.
تعزيز التعاون العسكري والأمني
في بيروت، التقى الجنرال كوريلا قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، حيث ناقشا الوضع الأمني في المنطقة، خصوصًا في ظل المتغيرات في سوريا وتأثيرها على الاستقرار. وشدد اللقاء على تعزيز الشراكة العسكرية بين الجيش اللبناني والقيادة المركزية الأميركية.
من جانبه، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن تمركز الجيش اللبناني في منطقتي الخيام ومرجعيون يمثل خطوة أساسية نحو تعزيز انتشار الجيش في الجنوب، تنفيذًا لبنود وقف إطلاق النار.
استمرار الخروقات الإسرائيلية
رغم الانسحاب الجزئي، استمرت الخروقات الإسرائيلية، حيث شنت غارات جوية على جنوب لبنان تزامنًا مع الانسحاب من بلدة الخيام، وأسفرت هذه الغارات عن سقوط خمسة شهداء، وفق وزارة الصحة اللبنانية، مع تحليق مكثف للطيران المسير الإسرائيلي في أجواء العاصمة بيروت والمناطق الجنوبية.
وبحسب الإحصائيات، ارتفع عدد الخروقات الإسرائيلية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار قبل 14 يومًا إلى 207 خروقات، أسفرت عن 28 شهيدًا و30 جريحًا. وشملت الخروقات قصفًا مدفعيًا وتحليقًا مكثفًا للطيران المسير، إضافة إلى عمليات دهم وتفجير منازل وتمشيط بالأسلحة الرشاشة.
ورغم المساعي الدولية لإرساء الهدوء، يبقى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار تحديًا في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، مما يعقد الجهود الرامية لإعادة الاستقرار إلى الجنوب اللبناني.