اغتيال عالم سوري بارز في دمشق.. من المستفيد؟
رزان الحاج – وكالة أنباء آسيا
أكدت مصادر محلية في دمشق العثور على الدكتور حمدي إسماعيل ندى، أحد أبرز علماء الكيمياء العضوية السوريين، مقتولًا في منزله في ظروف غامضة، مما أثار صدمة في الأوساط الأكاديمية والعلمية. وتأتي الجريمة في سياق مرحلة جديدة من الفوضى الأمنية بعد سقوط نظام بشار الأسد وفراره إلى روسيا، وهو ما خلق فراغًا أمنيًا يُستغل من قبل أطراف دولية وإقليمية.
الدكتور ندى وإسهاماته
الدكتور ندى، الذي اشتهر بأبحاثه في الكيمياء العضوية وتطوير مواد متقدمة ذات استخدامات استراتيجية، كان يُعتبر من العقول البارزة في سوريا، ما يجعله هدفًا محتملاً لأجهزة استخبارات تسعى لحرمان الدول العربية من عقولها العلمية.
لماذا يُتهم الاحتلال الإسرائيلي؟
إسرائيل لها تاريخ طويل في استهداف العلماء العرب الذين يُعتقد أن لهم دورًا في تطوير المعرفة العسكرية أو العلمية التي قد تؤثر على مصالحها. ومن أبرز الأسباب التي تُعزز احتمالية تورط "إسرائيل" في اغتيال الدكتور ندى:
- خبرات استراتيجية: كان الدكتور ندى متخصصًا في مجال الكيمياء العضوية، وهو مجال حيوي يمكن أن يُستخدم في التطبيقات العسكرية مثل تطوير مواد متقدمة أو تقنيات كيميائية دقيقة.
- فراغ أمني في سوريا: استغلال "إسرائيل" للوضع الأمني المضطرب بعد سقوط الأسد، حيث يُمكن لعناصرها تنفيذ عمليات داخل الأراضي السورية دون معوقات كبيرة، أو عبر عملاء لها في الداخل.
- سجل اغتيالات مشابه: "إسرائيل" لها سوابق في اغتيال علماء عرب، مثل العالِم المصري الدكتور يحيى المشد والعالم الإيراني محسن فخري زاده، مما يجعلها مشتبهاً به رئيسياً في أي عملية استهداف لعالم بارز في المنطقة.
- تعزيز الهيمنة الإقليمية: تسعى "إسرائيل" إلى ضمان تفوقها النوعي في مختلف المجالات، واستهداف العقول السورية جزء من هذه الاستراتيجية.
تداعيات الحادثة
اغتيال الدكتور ندى يُمثل ضربة كبيرة للوسط الأكاديمي والعلمي في سوريا، ويُثير تساؤلات حول دور القوى الإقليمية والدولية في تصفية العقول العلمية. كما يعكس مدى استغلال "إسرائيل" للأوضاع المضطربة لتنفيذ عمليات تصب في مصلحتها، سواء عبر عملائها أو من خلال خلق بيئة من الفوضى.
الجريمة تسلط الضوء أيضًا على أهمية حماية الكفاءات العلمية العربية وتوفير بيئة آمنة تُمكنهم من العمل بعيدًا عن التهديدات.
