أيزنكوت يكشف كواليس الإخفاقات في إدارة صفقة تبادل الأسرى والحرب على غزة

عادل أبو شحادة – وكالة أنباء آسيا

2024.12.10 - 12:30
Facebook Share
طباعة

 كشف رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق، غادي أيزنكوت، في مقابلة مطولة، عن الخلافات العميقة داخل القيادة الإسرائيلية بشأن إدارة الحرب في غزة، والتعامل مع صفقة تبادل الأسرى. وأشار إلى الفترة ما بين يناير وفبراير 2024، حيث أوضح أنه مع وزير الدفاع السابق بيني غانتس، ركزا على ضرورة إعادة المستوطنين إلى الشمال، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومستشاريه أصروا على إبقاء التركيز على غزة. أيزنكوت وصف هذا القرار بأنه خطأ استراتيجي، حيث أدى إلى إهدار أشهر دون تحقيق تقدم حاسم.

 

وأكد أن نتنياهو كان مترددًا في اتخاذ قرار بالدخول في حرب برية شاملة في غزة، رغم تأكيده على قدرة الجيش على إنجاز المهمة. وأشار إلى أن اثنين من وزراء الكابينيت كانا يعارضان التدخل البري، ثم غيرا رأيهما لاحقًا. كما تحدث عن دور وزيري اليمين المتطرف، بن غفير وسموتريتش، في التأثير على القرارات، مؤكدًا أن تأثيرهما كان عائقًا كبيرًا أمام إبرام صفقة تبادل الأسرى.

 

وأوضح أيزنكوت أن نتنياهو عرقل الصفقة في اللحظات الأخيرة، حيث أوقف المفاوضات مع بعثة مصرية كانت تسعى لإتمام الاتفاق. كما كشف عن وثيقة أعدها نتنياهو بعنوان "مبادئ عامة لاتفاق بشأن تبادل الأسرى واستعادة الهدوء المستدام"، تضمنت مراحل محددة لانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وفتح المعابر، لكن نتنياهو تراجع عن تنفيذ المراحل النهائية، مما دفع حركة حما. س إلى رفض الخطة بشروط جديدة.

 

وأشار إلى أن تصريحات نتنياهو المتناقضة أثارت جدلًا كبيرًا، حيث استغل الإعلام هذه التصريحات لتوجيه اتهامات إلى غانتس وأيزنكوت بأنهما دعوا إلى وقف الحرب، في حين أن الخطة التي تضمنت وقفًا دائمًا لإطلاق النار كانت من إعداد نتنياهو نفسه. كما كشف أن حما.س أعربت عن استعدادها لقبول الخطة بشرط عدم العودة إلى الحرب بعد المرحلة الأولى، وهو ما اعتبره فرصة كان يمكن استغلالها.

 

وأكد أيزنكوت أن إدارة ملف الأسرى والحرب في غزة عكست انقسامات عميقة بين الاعتبارات الأمنية والمصالح السياسية، مشيرًا إلى أن الأولويات الإسرائيلية كان ينبغي أن تتركز على استعادة الأسرى، ونزع سلاح غزة، وضمان إعادة الإعمار عبر المجتمع الدولي، مع منع عودة حما.س إلى الحكم في القطاع. يرى أيزنكوت أن هذه الأهداف كانت قابلة للتحقيق لو أن القيادة السياسية أبدت التزامًا حقيقيًا بالخطة التي طرحتها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 2