سوريا على أعتاب مرحلة انتقالية: ملامح وتحديات

سامر الخطيب

2024.12.09 - 09:13
Facebook Share
طباعة

 مع سقوط نظام بشار الأسد فجر الأحد، 8 ديسمبر 2024، تتجه الأنظار إلى ملامح الفترة الانتقالية في سوريا وكيفية إدارة المرحلة الراهنة.
وتشير تصريحات الخبراء والقادة الميدانيين إلى خطوات أولية نحو بناء نظام جديد يحافظ على مؤسسات الدولة ويضمن استقرار البلاد.


إدارة المرحلة الانتقالية
الدكتور زيدون الزعبي، المتخصص في إدارة الجودة والحوكمة، أشار في بث مباشر عبر "فيسبوك" إلى أهمية استمرار عمل مؤسسات الدولة خلال هذه المرحلة، معتبرًا ذلك مسؤولية مشتركة بين المعارضة والموظفين العاملين حاليًا في هذه المؤسسات. وأكد الزعبي أن الفوضى التي ترافق الثورات ليست مستغربة، مستشهدًا بأحداث اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي في يناير 2021.


تشكيل مجلس عسكري ومجالس مدنية
وفق الزعبي، لا يتوقع حل الجيش السوري أو حزب البعث في الوقت الحالي، بل يُرجح تشكيل مجلس عسكري انتقالي يضم جميع الأطراف. ولا تزال مشاركة "الإدارة الذاتية" في هذا المجلس غير مؤكدة. كما أشار إلى تطبيق محتمل لقرار مجلس الأمن الدولي 2254 كأساس لعملية الانتقال السياسي.

كما دعا الزعبي إلى تشكيل مجالس وجهاء محلية لإدارة الأحياء ومنع الانفلات الأمني والانتقام، مع ضرورة عودة قوى الأمن والشرطة إلى مواقعها. واعتبر أن اللامركزية وتوزيع السلطة من الركائز الأساسية لإدارة المرحلة الانتقالية وضمان مدنية الدولة.


دور المجتمع المدني
شدد الزعبي على أهمية دور المجتمع المدني في تحقيق السلم الأهلي وتوفير إطار تطمين للسكان، إضافة إلى ضمان توفير الاحتياجات الأساسية دون تمييز. وأكد أن تعزيز الثقة بين المواطنين والجهات الجديدة المسؤولة عن إدارة البلاد أمر بالغ الأهمية في هذه المرحلة الحساسة.


توجيهات لمنع الفوضى
دعا أحمد الشرع، القائد العام لإدارة العمليات العسكرية، فصائل المعارضة إلى تجنب العبث بالممتلكات العامة وحمايتها، فيما أكدت "إدارة العمليات العسكرية" في بيانها على ضرورة إبقاء المؤسسات العامة تحت إشراف الحكومة الحالية حتى تسليمها بشكل رسمي، ومنعت إطلاق الرصاص في الهواء لتجنب الفوضى.


استعداد لتسليم السلطة
في تسجيل مصور من منزله، أعلن رئيس الحكومة السورية، محمد غازي الجلالي، استعداده لتسليم مقر رئاسة الوزراء، مشددًا على أهمية انتقال السلطة بشكل سلمي ومنظم لضمان استمرار عمل المؤسسات.


مرحلة جديدة لسوريا
مع دخول فصائل المعارضة إلى دمشق، تبدو سوريا على أعتاب مرحلة جديدة، تتطلب توافقًا وطنيًا ودوليًا لضمان الاستقرار وإعادة بناء البلاد. التحدي الأكبر يكمن في تحقيق توازن بين الحفاظ على مؤسسات الدولة وتلبية تطلعات الشعب السوري الذي أنهكته سنوات طويلة من الصراع.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 9