شهدت دمشق حالة من الفوضى عقب الإعلان عن إسقاط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، إذ اتُّفق بين قائد عمليات "ردع العدوان"، أحمد الشرع (المعروف بالجولاني)، ورئيس الحكومة السورية محمد الجلالي على استمرار عمل الحكومة الحالية لضمان استقرار المؤسسات حتى تشكيل حكومة جديدة.
وأظهرت تسجيلات مصورة اصطحاب مسلحين مجهولين للجلالي في سيارة، بينما أفادت مصادر إعلامية بأن لقاءً جمع الجلالي والشرع دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
دعوة الجلالي للحفاظ على الأملاك العامة
في خطاب نُشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد سقوط النظام، دعا الجلالي السوريين إلى حماية الأملاك العامة، مؤكدًا أنها ملك للشعب بأكمله، وقال: "أيها السوريون الأعزاء، أنا في منزلي، ولم أغادره ولن أغادر إلا بسلام، لأنني أنتمي إلى هذا الوطن وليس لدي بديل عنه. أهيب بالجميع الحفاظ على الممتلكات العامة لأنها ليست ملكًا لي أو لأي فرد، بل هي ملك لكل السوريين."
وتابع الجلالي: "علينا التفكير بعقلانية خلال هذه اللحظات الحرجة، ومد يد التعاون لضمان استمرار عمل مؤسسات الدولة وإشاعة الأمن والاطمئنان. نحن مستعدون للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري لضمان انتقال سلس للسلطة."
وأكد أن مؤسسات الدولة مثل الجامعات والهيئات الصحية وقطاع الطاقة هي ثمرة جهود السوريين وتضحياتهم، مشددًا على أن الهدف الأول هو حماية هذه المكتسبات بعيدًا عن أي نزاعات شخصية أو سياسية.
تعليمات الجولاني والموقف الدولي
في بيان موجه للقوات العسكرية، أصدر أحمد الشرع الملقب بـ الجولاني تعليماته بمنع الاقتراب من المؤسسات العامة أو العبث بها، مؤكداً أن هذه المؤسسات ستبقى تحت إشراف الجلالي مؤقتًا، كما حظر إطلاق النار في الهواء لضمان عدم تصعيد الفوضى.
من جانبه، صرح هادي البحرة، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بأن المرحلة القادمة ستشهد مشاورات مع أطراف دولية وعربية لتحديد ملامح الانتقال السياسي. في سياق متصل، أكد غير بيدرسن، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، على ضرورة ترتيب انتقال شامل وعادل يُراعي تطلعات الشعب السوري. وأعلن استعداد الأمم المتحدة لدعم هذه المرحلة لضمان مستقبل مستقر.
احتفالات شعبية ومخاوف إنسانية
تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على دمشق بعد معارك حاسمة بدأت في أواخر نوفمبر الماضي، ما أدى إلى مغادرة بشار الأسد وإنهاء حقبة دامت لعقود. وشهدت الساحات السورية احتفالات واسعة، كان أبرزها في حماة، مع تحطيم تماثيل للأسد في عدة مدن.
إلا أن المرحلة لم تخلُ من تحديات، حيث تعرضت مقار أمنية مثل "فرع فلسطين" و"المخابرات الجوية" للاقتحام، وتم تحرير المئات من المعتقلين، وسط مخاوف الأهالي من مصير المفقودين. وأفادت تقارير بفراغ سجن المزة العسكري من المعتقلين، ما أثار تساؤلات حول مصيرهم.
ختام مرحلة وبداية جديدة
مع وصول أرتال غرفة عمليات "ردع العدوان" إلى دمشق تدريجيًا، يتطلع السوريون إلى مرحلة جديدة من الاستقرار. ورغم الفوضى التي أعقبت سقوط النظام، يسود الأمل بإعادة بناء سوريا على أسس الحرية والوحدة الوطنية.