انتشرت فصائل المعارضة المسلحة بقيادة "هيئة تحرير الشام" وفصائل مدعومة من تركيا في نحو 60% من مدينة حلب شمال سوريا صباح السبت، في أعقاب هجوم مباغت بدأ قبل يومين واستهدف مناطق شمال وشمال غرب البلاد. هذا التقدم هو الأوسع للمعارضة المسلحة منذ سنوات.
تقدم سريع
أكد مصدر معارض أن مسلحي المعارضة دخلوا الأحياء الجنوبية والغربية من حلب بعد تراجع الجيش السوري من مواقعه في تلك المناطق. ووفقًا للمصدر، تمكن المقاتلون من الوصول إلى قلعة حلب، أحد أبرز معالم المدينة التاريخية، دون تسجيل اشتباكات كبيرة، ما تسبب في حالة من الذعر بين السكان المحليين.
تداعيات إنسانية
أدت المعارك المتواصلة إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، حسب تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وصرّح ديفيد كاردن، نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية: "نشعر بقلق بالغ من الوضع في شمال غرب سوريا. الهجمات أودت بحياة 27 مدنيًا على الأقل خلال الأيام الثلاثة الماضية، بينهم أطفال."
ردود الحكومة السورية والتحركات العسكرية
ردًا على التطورات، أغلقت السلطات السورية مطار حلب وألغت جميع الرحلات الجوية، وأرسلت تعزيزات عسكرية لمحاولة استعادة المناطق التي فقدتها. كما شنت الطائرات السورية والروسية أكثر من 20 غارة جوية استهدفت مواقع في إدلب.
في هذا السياق، صرح الجيش السوري: "هذه التنظيمات الإرهابية المنضوية تحت ما يسمى جبهة النصرة تعتمد على مجموعات كبيرة من المسلحين الأجانب وتستخدم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والطيران المسيّر. قواتنا المسلحة تمكنت من تكبيدها خسائر فادحة، ودمرت عشرات الآليات وأسقطت 17 طائرة مسيّرة."
أهمية المواقع الاستراتيجية
إلى جانب سيطرتها على أجزاء واسعة من حلب، سيطرت المعارضة المسلحة على مدينة سراقب في محافظة إدلب، وهي عقدة مواصلات استراتيجية تربط بين حلب، اللاذقية، ودمشق. ويبدو أن الهدف من هذا التحرك هو عرقلة محاولات الجيش السوري لاستعادة السيطرة على المناطق المحررة.
المواقف الإقليمية والدولية
في حين أدان الكرملين الهجوم واعتبره "انتهاكًا لسيادة سوريا"، أعلنت روسيا عن تعزيز دعمها العسكري للحكومة السورية. في المقابل، دعت تركيا إلى وقف الهجمات وحذرت من تصعيد التوتر في المناطق الحدودية.
موقف مصري داعم
على صعيد آخر، ناقش وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره السوري بسام صباغ تطورات الأوضاع في إدلب وحلب، وأكد عبد العاطي دعم مصر للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية، مشددًا على أهمية دورها في بسط الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب.
الوضع الحالي
تستمر المعارك في محيط حلب وإدلب، مع تحركات متسارعة لكلا الطرفين. المعارضة المسلحة تسعى لتثبيت مكاسبها، بينما يواصل الجيش السوري عمليات استعادة السيطرة مدعومًا بالغطاء الجوي الروسي.