أوردت صحيفة الواشنطن بوست خبراً مفاده، أنّ الرئيس المنتخب دونالد ترامب اتّصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس وناقشا الحرب في أوكرانيا، وفقًا لأشخاص مطلعين على المكالمة، وذلك في أول محادثة هاتفية بين الرجلين منذ فوز ترامب بالانتخابات.
وخلال المكالمة، التي أجراها ترامب من منتجعه في فلوريدا، نصح الرئيس الروسي بعدم تصعيد الحرب في أوكرانيا، وذكّره بالوجود العسكري الكبير لواشنطن في أوروبا، حسبما قال شخص مطلع على المكالمة، وقال المصدر: إنّ الرجلين ناقشا هدف السلام في القارة الأوروبية، وأعرب ترامب عن اهتمامه بإجراء محادثات متابعة لمناقشة "حل حرب أوكرانيا قريبًا".
وقال ترامب خلال حملته الرئاسية إنه سيضع نهاية فورية للحرب في أوكرانيا، لكنه لم يقدم تفاصيل حول الكيفية التي يعتزم بها القيام بذلك. وقال أشخاص مطلعون على الأمر إنه أشار سرا إلى أنه سيدعم اتفاقا تحتفظ فيه روسيا ببعض الأراضي التي استولت عليها، وخلال المكالمة أثار لفترة وجيزة مسألة الأرض.
هذا وقد صرّح ترامب لشبكة NBC يوم الخميس أنّه تحدث إلى حوالي 70 من قادة العالم منذ الانتخابات، بما في ذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي – وهي مكالمة انضم إليها أيضًا إيلون ماسك.
وقال شخصان مطلعان على الأمر: إنه تم إبلاغ المسؤولين الأوكرانيين بمكالمة بوتين ولم يعترضوا على إجراء المحادثة. وقالت المصادر إن المسؤولين الأوكرانيين أدركوا منذ فترة طويلة أن ترامب سيتعامل مع بوتين بشأن حل دبلوماسي للحرب.
وقال ستيفن تشيونغ، مدير اتصالات ترامب، في رسالة بالبريد الإلكتروني: “لهذا السبب بدأ القادة عملية تطوير علاقات أقوى مع الرئيسين الخامس والأربعين والسابع والأربعين لأنه يمثل السلام والاستقرار العالميين”.
في البداية، ردت موسكو بفتور على فوز ترامب، حيث قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين: إن بوتين ليس لديه خطط للاتصال بالرئيس القادم لـ "دولة غير صديقة متورطة بشكل مباشر وغير مباشر في حرب ضد دولتنا".
لكن يوم الخميس، هنأ بوتين ترامب علناً على فوزه، وأشاد برد فعله “الرجولي” على محاولة الاغتيال في بنسلفانيا، وقال: إنه “مستعد” للتحدث مع ترامب.
في حين نفى الكرملين يوم الاثنين إجراء المكالمة، وقال بيسكوف: إنها "غير صحيحة على الإطلاق".
وفي وقت سابق الأحد، نشر الصحفي في قناة "روسيا" التلفزيونيّة الحكوميّة الروسيّة، بافيل زاروبين، مقابلة مع بيسكوف قال فيها المتحدث باسم الكرملين: إن المؤشرات على تحسن العلاقات في ظل رئاسة ترامب "إيجابية"، "على الأقل هو يتحدث عن السلام، وليس عن المواجهة والرغبة في إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا".
وقال أشخاص مطلعون على المكالمة إن مكالمة ترامب مع زيلينسكي يوم الأربعاء كانت ودية ولكنها تأتي في الوقت الذي يشعر فيه المسؤولون في كييف بالقلق بشأن ما قد تعنيه رئاسة ترامب للمجهود الحربي.
وفي الوقت نفسه، تستعد أوكرانيا في منطقة كورسك الروسية لصد هجوم روسيّ مضاد، وأفادت وكالات الاستخبارات الأمريكيّة أنّ هناك الآن ما لا يقل عن 10 آلاف جندي كوري شمالي في منطقة كورسك، ويمكن استخدامهم لدعم المحاولة الروسيّة لاستعادة الأراضي المفقودة.
وقال القادة الأوكرانيون لصحيفة واشنطن بوست: إن القوات الكورية الشمالية موجودة أيضًا في منطقة بيلغورود المجاورة لروسيا.
وفي حين أن ترامب لم يوضح خطة لإنهاء الحرب، إلا أنه قال بحسب الواشنطن بوست: إنه كان من المفيد لأوكرانيا أن تبرم صفقة في وقت مبكر من الحرب حيث تستمر البلاد في خسارة الجنود والمدنيين والبنية التحتية.
وقال ترامب خلال خطاب ألقاه في ولاية كارولينا الشمالية في سبتمبر/أيلول: "إن أي اتفاق كان سيكون أفضل مما لدينا الآن". "لو أنهم أبرموا صفقة سيئة لكان الأمر أفضل بكثير. كانوا سيستسلمون قليلاً وسيعيش الجميع وسيتم بناء كل مبنى وكل برج سيعمر لمدة 2000 عام أخرى. "ما هي الصفقة التي يمكننا عقدها؟ قال: “لقد تم هدمها”. "لقد مات الناس. البلاد تحت الأنقاض”.