تتكشّف يوماً بعد يوم خيوط المؤامرة التي كانت تُحاك ضدّ شعبنا المقاوم في غزّة، والتي استبقتها معركة طوفان الأقصى بأيّام فقط، وهذا ما يقطع الطريق على المتنطّعين المتخاذلين أصحاب الرؤية الصهيونيّة في الإعلام العربي، الذين يقولون زوراً وبهتاناً: إنّ حماس هي من تحرّشت بالمارد الإسرائيلي، وجلبت لنفسها الخراب ولشعبها الموت والدّمار!".
فقد كشفت القناة الـ 12 الإسرائيلية عن خطة أقرّها رئيس الشاباك رونين بار يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول، أي قبل معركة طوفان الأقصى بأسبوع فقط، واعتمدها رئيس الأركان هرتسي هاليفي تقضي بتوجيه ضربة استباقية واغتيال أكبر 6 قيادات في قطاع غزة على رأسهم يحيى السنوار، ومحمد الضيف وآخرين.
إنّ أطماع الكيان بشاطئ غزّة باتت معلنة، فقد أعلنت صحيفة هآرتس في 8 أكتوبر 2024 عن وزير المالية سموتريتش ووزير الأمن القومي بن غفير تمسّكهما بمهمتهما لاستغلال فرصة تاريخية وقعت في طريق الشعب اليهودي في 7 أكتوبر، هدفها احتلال غزة وتوطينها باليهود، وهو ما يملي مواقفهما ولو بالتضحية بالمخطوفين. وهذا ما يرميان إليه بنقل المسؤولية عن المساعدات الإنسانية للقطاع إلى أيدي الجيش الإسرائيلي.
وهذا ما أكّده آفي ديختر، عضو المجلس الوزاري الأمني المصغر، في مؤتمر صحفي مساء الأحد، إن إسرائيل ليست قريبة من إنهاء حربها في غزة.
"نحن لسنا في بداية النهاية. وقال ديختر: "لا يزال أمامنا الكثير من العمل للقيام به"، مضيفا أن القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة حتى تحقق "نصراً حاسما"ً، وهو ما قال إنه قد يستغرق سنوات. وقال ديختر: “غزة لن تشكل مرة أخرى تهديدا لدولة إسرائيل”.
وقُتل ما لا يقل عن 44,211 شخصًا في غزة منذ اندلاع الحرب، أغلبهم من النساء والأطفال. كما جددت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة عمليّاتها العسكريّة في شمال غزّة، وحاصرت مناطق، وضربت أهدافا فيما وصفته بمحاولة لمنع حماس من إعادة تجميع صفوفها هناك؛ وتقول الجماعات الإنسانيّة: إنّ المساعدات انقطعت، وإن الشمال على وشك الانهيار الإنساني.
وقال ديختر، الذي يشغل أيضا منصب وزير الزراعة، إنه لا يعرف من سيقود غزة على المدى الطويل لكنه استبعد السلطة الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
كما أعرب منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن شكوكه يوم الأحد في أنّ اتفاق وقف إطلاق النار بقيادة الولايات المتحدة أصبح وشيكًا، وقال في مؤتمر صحفي في بيروت بعد لقائه مع المسؤولين اللبنانيين: “لا أرى أن الحكومة الإسرائيلية مهتمّة بوضوح بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”.
يقول بعض المطلعين على السياسة الإسرائيليّة، إنّ مثل هذه التصريحات قد تعتبر بمثابة سياسة تهويل تعتمدها "إسرائيل" لتحقيق مكاسب سياسيّة في أيّ مفاوضات تجري لوقف إطلاق النّار.
ولا يخفى على أحد مدى الدّمار والخسائر التي تُمنى بها "إسرائيل" من جرّاء استمرار هذه الحرب التي فقدت كلّ مسوّغاتها على الجبهتين الشماليّة والجنوبيّة، هذا وقد أكّد قادة حماس مراراً بأنّهم غير معنيين بأيّ اتّفاق لا يتضّمن انسحاباً كاملاً من القطاع وفكّ الحصار، الأمر الذي يشيع أجواءً تشاؤميّة فيما يتعلّق بقرب انتهاء الحرب مع دخول الشتاء، وسوء الأحوال الجويّة على النازحين الذين يعانون من الموت والجوع والنّزوح للعام الثاني على التوالي بسبب التعنّت والوحشيّة الإسرائيليين.