دراسة: استراتيجيّة الحزب الديموقراطي الخاطئة تجاه الصين سببت انتكاسته المفجعة أمام الجمهوريين

ثائر منصور

2024.11.24 - 09:49
Facebook Share
طباعة

 اكتسح المرشّح الجمهوري دونالد ترامب منافسته الديموقراطيّة كمالا هاريس في العديد من الولايات، فكانت الانتخابات الأخيرة واضحة النتائج قبل انتهاء اليوم الانتخابي حتّى، وهذا ما لم يحصل في تاريخ الولايات المتحدة مطلقاً، فهل صحيح أنّ الصين هي السبب؟


تقول دراسة قدّمها موقع THE DEPLOMT الذي يُعنى بالدراسات الاستراتيجيّة في منطقة آسيا: إنّ الهزيمة الانتخابية لإدارة بايدن إنّما هي ناجمة عن إخفاقات اقتصاديّة، في المقام الأوّل، ومردّها -كما يقول التقرير- إعطاء الأولويّة للمنافسة الاستراتيجية مع الصين.


اختتمت الانتخابات الأمريكية بشكل حاسم، وحقق الجمهوريون فوزا كاسحا، لقد رفض الناخبون الأمريكيون بشدّة فترة ولاية إدارة بايدن التي استمرت أربع سنوات، تمثل ذلك برفضهم لنائبة الرئيس كامالا هاريس.


كان السبب الرئيسي لهزيمة الديمقراطيين -بحسب التقرير- هو عدم الرضا عن الأداء الاقتصادي في عهد بايدن، وخاصّة التضخّم، ووفقاً لاستطلاعات الرأي، أشار ثلثا الناخبين إلى الاقتصاد باعتباره مصدر قلقهم الأكبر، حيث اختار 69% من الناخبين غير الراضين اقتصادياً ترامب. وأفاد ما يقرب من 80 في المائة من الناخبين أنهم يعانون من التضخم خلال العام الماضي.


ويُذكر أنّه خلال فترة ولاية بايدن، ارتفعت الأسعار بنحو 20%، بمتوسط معدل تضخم سنوي بلغ 5.2% وهو الأسوأ منذ جيمي كارتر. وشهدت أسعار المواد الأساسية والمواد الغذائية ارتفاعاً وصل لأكثر من 20%. وكان هذا التضخم جزئيّا نتيجة لإصرار إدارة بايدن على المنافسة الاستراتيجيّة مع الصين، وإعطائها الأولوية فوق كل القضايا الأخرى.


يتابع التقرير: عندما كان مرشحا، انتقد بايدن تعرفة ترامب الجمركيّة على البضائع الصينيّة ووصفها بأنها ضريبة على المستهلكين الأمريكيين وتضرّ بالتصنيع والزراعة في الولايات المتحدة، وأصر يومها على أن ترامب "يلاحق الصين بطريقة خاطئة". ومع ذلك، حافظت إدارته على ذات التعرفة بل وزادها بعد توليه منصبه. ويقدّر الاقتصاديون أن هذه التعرفة تكلّف الأسر الأمريكيّة ما متوسطه 830 دولارًا سنويًا، وعانت الأسر ذات الدخل المنخفض بشكل أكبر لاعتمادها أكثر على البضائع الصينيّة.


ويقول معد التقرير البروفيسور زهي بي تشي: وفي مواجهة هذا التضخم، أدت الزيادات العنيفة التي أجراها بنك الاحتياطي الفيدرالي في أسعار الفائدة إلى فرض ضغوط على البنوك، وزيادة أعباء الديون على الأميركيين، في دولة لديها ما يزيد عن تريليون دولار من ديون بطاقات الائتمان، يمكن الشعور بزيادة سعر الفائدة على نطاق واسع؛ فدفع 37% من الأمريكيين رسومًا متأخّرة واحدة على الأقل في العام الماضي.


أخيراً نجح ترامب والجمهوريون باستغلال الإخفاقات الاقتصاديّة للحزب الديمقراطي، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أنّ التعامل مع الاقتصاد هو أكبر ميزة يتمتع بها ترامب على هاريس، وتبيّن أن زيادة التعرفة الجمركيّة ليست استراتيجية رابحة.


ويتابع التقرير: إنّ تركيز الإدارة على منافسة تطبيق TikTok. وعلى الرغم من وجود 150 مليون مستخدم أمريكي، خاصة بين الشباب الأمريكيين الذين ساعدوا في انتخاب بايدن في عام 2020 دفعت الإدارة تشريعات لحظر التطبيق في عام الانتخابات، على النقيض من ذلك، اعتنق ترامب تطبيق تيك توك وحصل على المزيد من دعم الشباب، وإلى جانب تعامل الإدارة مع احتجاجات غزة، انخفض دعم الشباب للديمقراطيين، وأظهرت استطلاعات الرأي عند الخروج من مراكز الاقتراع زيادات كبيرة في دعم الناخبين الشباب لترامب في الولايات المتأرجحة الرئيسية – بزيادة 24% في ميشيغان، و18% في بنسلفانيا، و15% في ويسكونسن بين الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا مقارنة بأربع سنوات مضت.


وبينما تستعد إدارة ترامب لتولي السلطة، فهل يكرر الجمهوريون أخطاء الديمقراطيين؟ ويقدر مختبر الميزانية بجامعة ييل أن التعرفة الجمركيّة المقترحة من قبل ترامب ستكلف الأسر الأمريكية ما بين 1900 إلى 7600 دولار سنويّاً في ظل سيناريوهات مختلفة، فهل سيقبل الأمريكان هذا؟
وربما تكون المنافسة بين القوى العظمى في نهاية المطاف أقل إقناعا للناخبين من فواتير البقالة. الجمهوريون على وشك معرفة ذلك.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 3