تحرّشات بريطانيّة جديدة قرب الحدود الروسيّة

ثائر منصور

2024.11.21 - 12:14
Facebook Share
طباعة

 لا تهدأ التحرّشات الغربيّة بروسيا، والذّخائر، إلا أنّ التطوّرات الأخيرة على الساحة تشي بتحوّلات خطيرة قد تقرّب لحظة انفجار الحرب العالميّة الثالثة، فبعد إعطاء بايدن لأوكرانيا الضوء الأخضر لاستعمال الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى ضدّ العمق الروسي، قام الجيش البريطاني بتجربة نظام مدفعية آرتشر موبايل هاوتزر الجديد (النبّال) لأول مرة بالقرب من الحدود الروسية.
وكانت المدفعية الملكية قد اختبرت أحدث قوتها الناريّة في الدائرة القطبيّة الشمالية يوم الاثنين الفائت، على بعد 70 ميلاً فقط من الحدود الروسية، في تمرين Lightning Strike.وهذه التجربة تشكل جزءًا من سلسلة Dynamic Front 25 الأوسع لحلف شمال الأطلسي، والتي ستجرى في خمس دول وتمثل أكبر مناورة مدفعية للحلف على الإطلاق في أوروبا، وسيشارك فيها حوالي 3600 جندي، من بينهم حوالي 1250 جنديًا دوليًا من 28 دولة، في التدريبات الحربية التي تجري بالقرب من روفانيمي في فنلندا، ومن بين هؤلاء، سيتم نشر حوالي 350 جنديًا من قبل الجيش البريطاني.
وهذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها فنلندا مناورة عسكريّة دوليّة كبرى منذ أن أصبحت العضو الحادي والثلاثين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أبريل 2023، بعد 14 شهرًا من شن روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا، وقد أنهت هذه الخطوة عقودًا من الحياد الفنلندي، وضاعفت طول حدود الناتو المباشرة مع روسيا، ويمثّل التدريب أيضًا المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش البريطاني مدفع آرتشر المحمول هاوتزر لإجراء إطلاق نار حيّ، مما يدل على قدرته على تنفيذ ضربات عميقة.
وبحسب الخبراء العسكريين، فقد تم تصميم مدافع آرتشر عيار 155 ملم في المملكة المتحدة لإطلاق قذائف متفجرة أو ذخائر موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ويمكنها ضرب أهداف على بعد 30 ميلاً، مما يضاعف مداها السابق. ويقال: إنّ مدفع الهاوتزر يمكنه إطلاق 12 طلقة في ثلاث دقائق، ويتولى طاقم مكون من ثلاثة، أو أربعة أفراد تحميل المدفع وتوجيهه وإطلاق المقذوفات من داخل حجرة مدرعة.

هذا وتعتزم بريطانيا تقديم 16 قاذفة من نظام آرتشر محل 32 نظام مدفعية من طراز AS-90 تم تقديمها إلى أوكرانيا، ويعد ميدان الرماية ومنطقة التدريب في لابلاند في فنلندا، والذي يُطلق عليه اسم روفا جارفي، الأقرب إلى البيئة الروسيّة حيث تختبر فعالية ومقدرة هذا النّظام.
وهذا ما أكّده الكولونيل جان ماكيتالو، مدير التدريبات، لوكالة فرانس برس بقوله: “المنطقة نفسها هي السبب وراء رغبة الحلفاء في القدوم إلى منطقة تدريبات روفاجارفي للتدريب”.
وقال العقيد ماكيتالو إنه يسمح "بتبادل إطلاق نار تكتيكي متعدد الجوانب للمدفعية الميدانية" أثناء تدريب الجنود على التعامل مع الظروف الصعبة والتضاريس المتنوعة في منطقة القطب الشمالي.
ومن الجدير بالذكر أنّ فنلندا تشترك بحدود طولها 832 ميلاً مع روسيا، وقد اتبعت موقفًا صارمًا لعدم الانحياز منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في محاولة للحفاظ على علاقات وديّة مع موسكو لكنها قررت التخلي عن هذه السياسة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 5