حـ.ـماس تقطع الطريق على من ينتظر فترة "ما بعد وقف إطلاق النّار"

ثائر منصور - وكالة أنباء آسيا

2024.11.19 - 10:30
Facebook Share
طباعة

 ربّما مرّ خبر الحملة التي أطلقتها حم اس على قطّاع الطّرق المدعومين من جنود الاحتلال وبعض العشائر الكبرى في منطقة رفح مرور الكرام، غير أنّ مثل هذا الأمر يشكّل صفعة مدويّة في وجه العدو الإسرائيلي أوّلاً، وأذرعه الدّاخليّة والعربيّة ثانياً، فهو من جهّة يقوّض الدعاية الإسرائيليّة التي روّج لها نتنياهو وقادة جيشه، من أنّ حما س انتهت وليس بمقدورها تصريف شؤون القطاع فيما بعد الحرب، فإذا بحم اس تؤلم العدو في الشمال وتعيد الأمن وتضبطه في الجنوب، ناهيك عن استمرار الصليات الصاروخية على إسرائيل بعد مرور أكثر من سنة على ما يُسمّى السيطرة الناريّة للعدو على القطاع من شماله وحتّى جنوبه.


من جهة ثانية، فإنّ هذه العمليّة تقطع الطريق على المتصدّرين للمشهد من عملاء الاحتلال وقطّاع الطرق الذين عاثوا فساداً في جنوب القطاع منتهكين قوافل الإغاثة، مستغلّين تغطية العدو لهم، ظانّين أنّ ح ماس قد انتهت سيطرتها بالفعل، وبالتالي فهم يحلّون مكنها كمليشيّات مسلّحة حاكمة للمنطقة باسم العشائر، فارضين نفسهم كبديل عن سلطة ح ماس في القطاع.


هذا وقد روّجت إسرائيل مراراً لفترة ما بعد ح ماس، وأنّه لا بدّ من وجود قوّات عربيّة أو عشائريّة تحلّ محلّها، لتأتي هذه العمليّة كرد مناسب على العملاء، وعلى مثل هذه الطروحات.


وأفاد عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، ورئيس مجلس محافظة خان يونس السابق، فايز أبو شمّالة: "إنّ انقضاض الأجهزة الأمنية في غزة على العملاء قطّاع الطرق في جنوب قطاع غزة تركت العدو الإسرائيلي في حيرة سياسية، وأربكت حساباته حول مستقبل قطاع غزة، فقد راهنت الحكومة الإسرائيلية على هؤلاء العملاء في تشكيل قوّة ميدانيّة تشبه قوّة العميل أنطوان لحد في الجنوب اللبناني، لقد انكسر المخطط الصهيوني مبكراً بفعل سواعد أبطال الأجهزة الأمنية".


هذا وقد أفادت مصادر في وزارة الداخلية التابعة لح ماس، الإثنين، بقتل أكثر من 20 شخصا في عملية أمنية ضد ما وصفتهم بـ"عصابات لصوص" شاحنات المساعدات القادمة إلى القطاع، وأضافت المصادر أن "العملية الأمنية لن تكون الأخيرة، وهي بداية عمل أمني موسع تم التخطيط له مطولا و سيتوسع ليشمل كل من تورط في سرقة شاحنات المساعدات".


وتابعت المصادر أن الحملة الأمنية "لا تستهدف عشائر بعينها، وإنما تهدف للقضاء على ظاهرة سرقة الشاحنات التي أثرت بشكل كبير على المجتمع وتسببت في بوادر مجاعة جنوب قطاع غزّة.


وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد كشفت الأحد الماضي أنّ الجيش الإسرائيلي يسمح لعشائر مسلحة في غزة بنهب شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع، وأخذ "إتاوة" منها.


وقالت الصحيفة إن الهجمات المسلحة تنفذ تحت رقابة الجيش الإسرائيلي على بعد مئات الأمتار من قواته، حيث يوقف المسلحون الشاحنات باستخدام نقاط تفتيش مؤقتة، أو بإطلاق النار على إطارات الشاحنات.


أمّا على صعيد التوقيت، فإنّ قرب التوصّل لوقف إطلاق نار على الجبهة اللبنانيّة الذي فرضه الصمود الأسطوري الغزّاوي اللبناني على الجبهتين، استدعى هذا التحرّك الفعّال لح ماس لإعادة الأمور إلى نصابها، ويؤكّد في نفس الوقت التنسيق العالي بين أقطاب محور الممانعة، وهذا يؤكّد أنّ وقف إطلاق النّار لن يتم بشكل منفصل في الشمال، بل سيكون هناك تلازم في خطّة إطلاق النّار، وانسحاب العدو من قطاع غزّة بالكامل، وكذلك من الشريط الحدودي في جنوب لبنان، أو لن يكون هناك اتفاق.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 6