كوريا تدخل التصفيات العالميّة بمائة ألف جندي كمرحلة أولى

ثائر منصور - وكالة أنباء آسيا

2024.11.18 - 02:43
Facebook Share
طباعة

 من المفارقات العجيبة، أنّ دول الغرب مجتمعة تزوّد أوكرانيا بالعتاد المتطوّر والمعلومات الاستخباراتيّة، والأموال والمرتزقة، ولكنّها تصرخ بالمقابل إذا تدخّلت الدول الحليفة لروسيا في هذا النّزاع، هذه الازدواجيّة في المعايير أوصلت العالم إلى حالة من التصادم غير مسبوقة، وهي تنذر بالتصعيد حول العالم، وفي أكثر من مكان.


فكوريا الشمالية عازمة على نشر 100 ألف جندي لمساعدة روسيا في حربها على أوكرانيا وذلك كترجمة للتحالف العميق فيما بين بيونغ يانغ وموسكو، وفقًا لمطلعين على التقييمات التي أجرتها بعض دول مجموعة العشرين.


وأدلى سفير أوكرانيا لدى كوريا الجنوبية دميترو بونومارينكو في مقابلة مع إذاعة صوت أمريكا الشهر الفائت قائلاً: "إن كييف تتوقّع أن يتم نشر ما يصل إلى 15 ألف جندي كوري شمالي للقتال في منطقة كورسك الروسيّة، وربما في المناطق المحتلة في شرق أوكرانيا". فيما لم يعلّق المتحدثون باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية والمكتب الرئاسي على هذا الأمر حتّى الساعة.


وكان قرار الزّعيم كيم بإرسال قوّات كوريّة شماليّة للانضمام إلى الحرب الروسية ضد أوكرانيا قد أثار قلق حلفاء كييف، الذين حذروا من أنّ ذلك يهدد بتفاقم الصراع الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ويعتقد هؤلاء أنّ التعاون الوثيق بين الزعيمين بوتين وكيم يمكن أن يؤثّر أيضًا على التوازن الأمني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث يتصاعد التنافس بين الصين والولايات المتحدة.


وذكر موقع بلومبرج أنّ هذه القضية ستشكّل جدول أعمال أساس للعديد من الحلفاء في قمة مجموعة العشرين في البرازيل هذا الأسبوع، بما في ذلك المستشار الألماني أولاف شولتز عندما يلتقي بالرئيس الصيني شي جين بينغ. وقال شولتز لبوتين الجمعة في مكالمة هاتفيّة: إن نشر القوات الكورية الشمالية يعد "تصعيدا خطيرا" للحرب ضد أوكرانيا.


ومن المقرر أن يضغط شولتس على الزعيم الصيني خلال اجتماعهما في ريو يوم الثلاثاء لاستخدام نفوذه على روسيا وكوريا الشماليّة لتجنب المزيد من التصعيد في الحرب، وفقًا لمسؤولين ألمان.

 

وقال المسؤولون إن نشر القوات الكورية الشمالية يظهر أن الحرب أصبحت عالمية وأن شولتز وشي سيحتاجان إلى مناقشة هذا البعد الجديد للصراع.


ويُعدّ الرئيس "شي"، من أكبر الداعمين للرئيس بوتين، ويعتبر الرئيسان رأس حربة في تقويض النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، لذلك فإنّ صمت الحكومة الصينيّة بشأن إرسال قوات كوريّة شماليّة إلى روسيا قد يُعتبر علامة عدم رضا من قبل الرئيس الصيني على هذا الإجراء بحسب الخبراء.


وفي هذا الصدد، قال الرئيس "شي" للرئيس الأمريكي جو بايدن خلال محادثات يوم السبت على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في ليما: إن الصين "لا تسمح بحدوث صراع واضطراب في شبه الجزيرة الكورية" ولن "تقف مكتوفة الأيدي عندما يتعرض أمنها الاستراتيجي ومصالحها الأساسية للتهديد".


هذا وقد أرسلت كوريا الشماليّة حتّى الآن أكثر من 10 آلاف جندي للقتال إلى جانب جيش بوتين في منطقة كورسك الروسية، حيث احتلت القوّات الأوكرانيّة جزءًا من الأراضي الحدوديّة في توغل مفاجئ في أب الفائت، وفي المقابل، تقدم روسيا بالمقابل الأموال، وتساعد كوريا الشمالية على زيادة قدراتها العسكريّة.


ويخشى المسؤولون الكوريون الجنوبيون من هذا التقارب بالطّبع، زاعمين أنّ هناك "فرصة كبيرة" لأن تسعى كوريا الشمالية إلى نقل التكنولوجيا المتطورة من روسيا - بما في ذلك التكنولوجيا المتعلقة بالأسلحة النووية التكتيكية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات والأقمار الصناعية للاستطلاع وغواصات الصواريخ الباليستية.


وبالإضافة إلى القوى البشرية، فقد أرسلت كوريا الشماليّة ملايين الطلقات من ذخيرة المدفعية وأسلحة أخرى إلى روسيا، وذكرت صحيفة فايننشال تايمز هذا الأسبوع نقلا عن المخابرات الأوكرانية أن بيونج يانج زوّدت موسكو بصواريخ بعيدة المدى وأنظمة مدفعيّة أيضا.
وتطالب أوكرانيا حلفاءها منذ أشهر بالسماح لها باستخدام أسلحة بعيدة المدى قدمها الغرب لضرب أهداف عسكرية في عمق روسيا كوسيلة لمواجهة هجمات موسكو بما في ذلك على البنية التحتية للطاقة في البلاد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 3