هل ستفلح جهود التوصّل إلى وقف إطلاق النّار في لبنان؟

ثائر منصور - وكالة أنباء آسيا

2024.11.17 - 11:09
Facebook Share
طباعة

 تدور مواجهات طاحنة بين عناصر المقاومة الإسلاميّة في لبنان، وبين قوّات العدوّ الإسرائيلي التي تحاول التوغّل في الجنوب اللبناني لتثبيت نقاط لها، تكون مرتكزاً لتطهير الجنوب -على حدّ زعم العدوّ- من عناصر حـ.ـزب الله، مما سيتيح لمستوطني الشمال أن يعودوا لبيوتهم، كما أنّ حرب التدمير الإسرائيليّة بحق البشر والحجر جاريّة على قدم وساق، ولا تحدّ من همجيّتها الصليّات الصاروخيّة المؤلمة التي تسددها المقاومة للعمق الإسرائيلي بشكل مدروس ومطرد ضمن سلسلة عمليّات خيبر، غير أنّ هذا الوضع بات مقلقاً للمنطقة برمّتها إن لم يكن للعالم بأسره، فالكيان الإسرائيلي متروك من قبل داعميه كي يتشفّى من أعداءه باستعمال القوّة المفرطة لأكثر من ثلاثة عشر شهراً، وهذا ما خلق جواً دوليّاً عاماً غاضباً على تلك السياسة الهمجيّة، ناهيك عن تهتّك الجبهة الدّاخليّة الإسرائيليّة بسبب الخسائر الكبيرة وطول أمد الحرب التي تعتبر تاريخيّة لهاتين الناحيتين منذ نشوء الكيان.


حطّ الجمعة في بيروت كمال خرازي، مستشار المرشد العام للجمهوريّة الإسلاميّة، وصرّح بعد لقاءه المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، ورئيس مجلس الوزراء المكلّف نجيب ميقاتي، ليصّرح بعد ذلك: "أنّ هناك نقاطاً إيجابيّة في المسودة التي سلّمتها السفيرة الأمريكيّة في لبنان للسيّد رئيس مجلس النّواب، وهناك نقاط قابلة للبحث والبناء عليها، وأنّ إيران تدعم لبنان في محادثات وقف إطلاق النار، وتسعى لإنهاء المشاكل". كما نقلت مصادر مقرّبة من الرئيس برّي قوله: "إن فرص التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق نار 50%".


من جهتها نشرت صحيفة إسرائيل هيوم، "أنّ مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين يشيدون بالتقدم نحو إنهاء القتال بين حـ.ـزب الـ.ـله والجيش الإسرائيلي". وهذا ما أكّد أيضاً المبعوث الأمريكي الخاص للبنان عاموس هوكشستاين، يوم الثلاثاء، للصحفيين في البيت الأبيض إن “هناك فرصة” لتأمين وقف إطلاق النار قريبًا، وأنه “متفائل” بشأن آفاق الاتفاق.


وفي حديثه للصحفيين يوم الاثنين الفائت، قال وزير الخارجية جدعون ساعر إنه تم إحراز “تقدم معيّن” بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، فما هو ذلك التقدّم؟
مما لا شكّ فيه، أنّه لن يتم التوصّل إلى أي اتفاق، ما لم يقبل اللاعب المركزي في المعركة الشروط، فحـ.ـزب الله ليس في وارد التخلّي عن سلاحه، أو السماح لقوّات دوليّة بالدّخول إلى الجنوب، أو ترك الحريّة للجيش الإسرائيلي بالتحرّك متى شاء لوقف نشاطات الحـ.ـزب، ويعلم الجميع أنّ بيروت لن توافق على ما لا يوافق عليه حـ.ـزب الــ.ـله.


فما هي بوادر الحل التي يبني عليها الطرفان تفاؤلهما؟
يبدو أنّ المقاومة الإسلاميّة في لبنان مستعدة لحرب استنزاف طويلة ضد قوات الجيش الإسرائيلي إذا بقيت في لبنان، وكذلك فإنّ تصعيد، وكذلك فإنّ رئيس مجلس النّواب ليس مستعجلاً في الرّد على مسوّدة الاتفاق، إذ أعطى لنفسه مهلة ثلاثة أيّام للردّ عليها، وهو ردّ معروف سلفاً، لا يعطي الكيان الإسرائيلي ما يتمناه، وإنّما هو تأكيد على القرار 1701 لا غير، أمّا بخصوص ما قاله ترامب من أنّه سيسعى إلى فرض السلام في منطقة الشرق الأوسط، فإنّ رئيس مجلس النوّاب ردّ قائلاً: "لبنان سيكون آخر دولة توقّع على اتفاقيّة سلام مع الكيان لأنّ هذه الاتفاقيّات لا تخدم مصالح الدول الموقّعة، ولأن الكيان لا يحترم اتفاقيّاته أساساً".

 

ومع كل ذلك، يبقى هناك مخرج سريع من القتال في لبنان. وقال حـ.ـزب الله مراراً وتكراراً إنه سيتوقّف إذا انتهت الحرب في غزة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 10