الموساد يضغط على مدّعي عام المحكمة الجنائيّة الدوليّة

كتب ثائر منصور - وكالة أنباء آسيا

2024.11.17 - 11:02
Facebook Share
طباعة

 يتعرّض المدعي العام للمحكمة الجنائيّة الدوليّة كريم خان منذ أيّار الفائت لحملة شعواء وصلت إلى حدّ اتهامه -حسبما ذكرت صحيفة الغارديان- الشهر الماضي، باللمس الجنسي غير المرغوب فيه و"الإساءة" على مدى فترة طويلة، فضلاً عن السلوك القسري وإساءة استخدام السلطة.
وقال محامو خان: "إنّه ينفي جميع الاتهامات"، وإنه "يتطلع إلى المشاركة بشكل كامل" في التحقيق، بينما رفضت الضحيّة المزعومة، وهي موظفة بالمحكمة الجنائية الدولية في الثلاثينيات من عمرها، وكانت تعمل بشكل مباشر مع المدعي العام، التعليق على ذلك، ووفقاً لعدّة مصادر في المحكمة الجنائيّة الدوليّة، فقد أبلغت المرأة سلطات المحكمة بأنها مستعدة للتعاون مع التحقيق بشرط أن يكون مستقلا بما فيه الكفاية، ولكن يقال: إنها أعربت عن مخاوفها بشأن مكتب خدمات الرقابة الداخلية.


وعلمت صحيفة الغارديان أن عددًا من مسؤولي المحكمة أثاروا مخاوف بشأن روابط كريم خان بهيئة الرقابة التابعة للأمم المتحدة التي يجري إعدادها للتحقيق في هذه المزاعم، كذلك بشأن علاقات المدعي العام مع رئيس التحقيقات في مكتب خدمات الرقابة الداخلية، والذي عيّنه خان سابقاً كأحد كبار مسؤوليه عندما عملوا في الأمم المتحدة.


ومن الجدير بالذّكر أنّ هيئة الرّقابة الدّاخلية في المحكمة، أجرت تحقيقًا أوليّاً لتقييم الادعاءات، وقد تبيّن وفي غضون خمسة أيام من تلقي هذه المزاعم، إلى أنّها لا ترقى إلى مستوى الشبهة، لذلك قرر المحققون الداخليون عدم فتح تحقيق بشأنها.

 

وكانت الهيئة الإدارية للمحكمة، وهي جمعية الدول الأطراف، قد أعلنت في وقت لاحق عن إجراء تحقيق خارجي موسّع في هذه المزاعم بعد إعفاء الهيئة داخلية من إعادة النظر في الأمر، ويرجع ذلك جزئيًا إلى "تصورات حول تضارب المصالح المحتمل والمستقبلي".


وتتعلق بعض المخاوف،التي أثيرت على أعلى مستويات المحكمة، بزوجة المدعي العام، وهي محامية في مجال حقوق الإنسان عملت سابقًا كمحقق في مكتب خدمات الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة. ويُزعم أيضًا أن داتو شيامالا ألاخاندرا تصرّفت بشكل غير لائق بعد تقديم الدعاوى ضد زوجها، بما في ذلك الاتصال بالضحية المزعومة.


وتعتبر ألاخاندرا، محامٍ دولي رفيع المستوى متخصص في الجرائم الجنسيّة والجنسانيّة، عملت في مكتب خدمات الرقابة الداخليّة في الفترة الممتدّة من 2019 إلى 2020 كمحقق كبير يركز على التحرش الجنسي والاعتداء الجنسي، لذلك قال مسؤول سابق في الأمم المتحدة: "إنّ ألاخاندرا لديها اتصالات عميقة في الوكالة الرقابية". وأضاف: "لقد كانت محققة وتعرف الكثير من محققيها".


وعلّقت ألاخاندرا على تلك الاتهامات في بيان قائلة: “لم أناقش قط هذه الادعاءات أو أي تحقيق ذي صلة مع ضحية مزعومة، أو مع أيّ شخص من مكتب خدمات الرّقابة الداخلية، ولم أحاول مطلقًا تثبيط أو تهديد أو تخويف أي شخص على الإطلاق، ناهيك عن ضحية مزعومة أو موظف في مكتب المدعي العام، من متابعة أي شكوى أو الإبلاغ عنها، وأضافت: “إنّ هذه الادعاءات مؤلمة للغاية بالنسبة لي، لأن جميع مجالات حياتي كرست للدفاع عن حقوق الضعفاء والمحرومين ودعمها، وهذا يشمل عملي في إعطاء الأولوية لمحاكمة الجرائم الجنسية والجنسانية وكذلك الجرائم ضد الأطفال. لقد كان التزامي في هذا الصدد دائمًا، ولا يزال، ثابتًا”.


ويأتي التحقيق في لحظة حساسة بالنسبة لخان حيث تواصل لجنة من قضاة المحكمة الجنائية الدولية النظر في طلباته لإصدار أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في عام 2018. غزة، وأشار خان إلى أن مزاعم سوء السلوك الجنسي قد تكون جزءًا من حملة ضده، في إشارة إلى "مجموعة واسعة من الهجمات والتهديدات"، لكن صحيفة الغارديان ذكرت يوم الاثنين أن المسؤولين المقربين منه لا يعتقدون أن المزاعم مرتبطة بأي نوع من الاعتداءات. مؤامرة من قبل جهات خارجية معادية.


ويتّضح -بحسب خبراء- أنّ الفضيحة قد تكون ملفّقة، وأنّ توقيت ظهورها مريب، وخاصّةً أنّ الضحيّة المزعومة تركت العمل المحكمة الجنائيّة الدوليّة منذ زمن بعيد، فهل تُعيد الحكاية إلى الأذهان قصّة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ومونيكا لوينسكي؟ وما نشرته صحيفة نيويورك بوست وقتها عن علاقة الأمر بالموساد!

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 6