واشنطن بوست تنشر تقريراً استخباراتيّاً عن عمليّة البيجر

كتب ثائر منصور _ وكالة أنباء آسيا

2024.11.16 - 10:05
Facebook Share
طباعة

 صنّف التقرير عمليّة تفجير البيجر الإسرائيليّة من أهمّ وأنجح العمليّات الاستخباراتيّة في العصر الحديث، وربّما أكبر من عمليّات الحلفاء للتضليل على النازيين قبيل إنزال النورماندي مجتمعة، وإليكم القصّة بحسب التقرير.
نشأت بوادر فكرة عملية النداء -بحسب التقرير- منذ ما يقرب من عقد من الزمن، أي في عام 2015، إذ بدأ الموساد بدأ خطّة تتضمن إدخال أجهزة اتصال لاسلكية مفخخة، إلى لبنان، وكانت تحتوي على حزم بطاريات كبيرة الحجم، ومتفجرات مخفية، ونظام إرسال أعطى إسرائيل ميزة الوصول الكامل إلى اتصالات حــزب الله، وجاء في التقرير أيضاً: "أنّ المسؤولين الإسرائيليين اكتفوا لمدة تسع سنوات بالتنصت على حـزب الله، مع الاحتفاظ بخيار تحويل أجهزة الاتصال اللاسلكي إلى قنابل في أي أزمة مستقبليّة".
وفي عام 2022، بدأ تطوير الخطّة، ولمّا كان الحــزب يعتمد على أجهزة النّداء التي لا يمكن تعقّبها، والتي يمكن أن ترسل رسائل مشفّرة لا أحد يمتلك تفكيكها، من هنا جاءت فكرة تصميم جهاز يفي بمتطلبات الحــزب، فكان جهاز النداء AR924، المصمم ليتحمّل ظروف ساحة المعركة، والذي يتميّز بتصميم تايواني مقاوم للماء، وبطارية كبيرة الحجم يمكن أن تعمل لعدة أشهر دون شحن، والأفضل من ذلك كله هو أنه لم يكن هناك أي خطر من إمكانية تعقبه.
يكمل التقرير: "وبالفعل أعجب قادة حـزب الله بشدّة لدرجة أنهم اشتروا 5000 منها وبدأوا في تسليمها إلى المقاتلين من المستوى المتوسط وأفراد الدعم في فبراير".
يتابع التقرير: "وجاء عرض المبيعات من مسؤول تسويق موثوق به من قبل حــزب الله وله صلات بشركة أبولو، وهي امرأة رفض المسؤولون الكشف عن هويتها وجنسيتها، ممثلة مبيعات سابقة في الشرق الأوسط للشركة التايوانية"، ولم يكن لدى مسؤول التسويق -بحسب التقرير- أيّ علم بالعمليّة، ولم يكن على وأن أجهزة الاستدعاء تم تجميعها فعليًا في إسرائيل تحت إشراف الموساد.
وبحسب الموساد: "تمّ إخفاء القنبلة بعناية شديدة، بحيث لا يمكن اكتشافها فعليّاً، حتى لو تم تفكيك القنبلة"، ويجزم المسؤولون الإسرائيليّون أنّ حــزب الله قام بتفكيك بعض أجهزة النداء، وربما قام بتصويرها بالأشعة السينية، ولم يكتشف القنبلة.
وحيث أنّ اعتماد الحــزب يتركّز على الرّسائل المشفّرة بين عناصره، يقول أحد المسؤولين عن العمليّة: "كان عليك الضغط على زرين لقراءة الرسالة"، وذلك يعني بالضرورة استخدام كلتا اليدين، وبالتالي فإنّ الانفجار الذي أُعدّ له، سيجعل المستخدمين "يجرحون أيديهم، وبالتالي "سيكونون غير قادرين على القتال".
يقول التقرير: "لم يكن القادة السياسيّون في إسرائيل على علم بهذه العمليّة حتى 12 سبتمبر، وهو اليوم الذي استدعى فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستشاريه الاستخباراتيين لعقد اجتماع لمناقشة الإجراءات المحتملة ضد حــزب الله، وفي إشارة إلى عدم ثقة الطبقة السياسيّة بنجاح مؤامرة جهاز النداء، علّق أحد المسؤولين السياسيين الحاضرين ساخراً خلال الاجتماع قائلاً: لا يمكننا اتخاذ قرار استراتيجي مثل التصعيد في لبنان، ونحن نعتمد على لعبة!”.
غير أنّ نتنياهو الذي يسعى لتلقّف أي نجاح، تحمّس للفكرة، وأعطى الضوء الأخضر لتفجير أجهزة النّداء، متمنياً أن تُلحق الآلاف من أجهزة الاستدعاء المنفجرة أضرارا لا حصر لها بحــزب الله، حتّى وإن أدّى ذلك إلى رد فعل عنيف، بما في ذلك ضربة صاروخية انتقامية ضخمة من قبل قادة حــزب الله الناجين، واحتمال انضمام إيران إلى المعركة.
وأشار التقرير إلى أنّ مسؤولي الموساد طلبوا إعلام الولايات المتحدة بالعمليّة، إلا أنّ نتنياهو رفض خشية تعطيل هذه العمليّة تبعاً للمخاوف الأمريكيّة من التصعيد مع إيران.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 9