باعتقادي ان شخصية بينامين نتنياهو واحلامه تحتمان توقع الاسوأ منه بغض النظر عن العوائق والعقبات والعواقب اي ان نتنياهو عاش طويلا في عالم السياسة وهو يعرض بشكل متكرر على الاميركيين مشاركته في ضربة جوية ضد المشروع والمنشآت النووية الايرانية وبالتالي حين تسنح له الفرصة لن ينظر الى العواقب التي قد تجر اسرائيل الى رد ايران مدمر لمنشآت استخراج الغاز والنفط الاسرائيلية الشديدة الاهمية لاقتصاد اسرائيل وللولايات المتخدة التي تراهن على غاز ونفط شرق المتوسط كي تعوض نهائيا الغاز والنفط الروسي الى اوروبا.
لهذا لا اتوقع ان يقوم نتنياهو برد يقل عن استهداف المشروع النووي الايراني مهما كان الرد الايراني سوف يكون قاسيا ومدمرا لان شخصية نتنياهو المغرورة والذي يعتبر نفسه نبيا من انبياء التوراة ويعتبر انه اهم من هرتزل ووايزمن وبن غورويون بالتالي يريد تحقيق انجازات لم يكن لاحد غيره فرصة تحقيقها وقد فعل ذلك باغتياله للسيد حسن نصرالله وبتدميره النهائي لغزة وحصره حماس تحت الارض وبجره اميركا في توقيت انتخابي سيئ للادارة الى تحقيق كل رغباته الشخصية.
ان اكبر احلام نتنياهو الشخصية هي ان يكون الرجل الذي دمر المنشأت النووية الايرانية وبالتالي لن يفوت الرجل هذه الفرصة وسوف يقوم بضرب المنشأت الا اذا قامت اميركا بعمل ردعي يمنع نتنياهو واسرائيل من تنفيذ الامر لكن ادوات اميركا ضعيفة لان الاف 35 والطائرات الاميركية الاخرى يمكنها استخدام بدائل للتزود بالوقود غير المساعدة اللوجستية الاميركية هذا على اتفراض ان اميركا ليست موافقة على هذه الضربة.
فاميركا جهزت الساحة والمسرح لمثل هذه الضربة فهي التي لم تعارض المصالحة الايرانية السعودية والايرانية الاماراتية وبالتالي لا خوف من رد ايراني على المصالح النفطية السعودية الامارتية والكويتية في حال ضربت اسرائيل المشروع النووي الايراني.
هذا المشروع ان ضربه نتنياهو فهو سيحجز لنفسه صورة شمشمون البطل التوراتي التاريخي المعاصر وهذا اعظم حلم لنتنياهو لانه يعتبر انه انقذ بذلك اسرائيل من الفناء وليحصل بعد ذلك ما يخصل فنتنياهو لا يهمه حجم الخسائر التي ستصيب اسرائيل بل المهم عنده ان يحقق هدفه الشخصي والخسائر على اسرائيل لا تهمه بتاتا.
من جهة أخرى هناك اراء لخبراء بالملف الاسرائيلي يقولون رأيا آخر، حيث ان المشروع النووي الايراني ليس هدفا سهلا يمكن لايران ان تفرط به بضربها لاسرائيل ابتداء، بل ان العالم باسره بما فيه اسرائيل يعرفون بان ايران تملك منشآت تحت باطن الارض ولا يمكن تدمير المشروع النووي الخاص بها بضربة جوية ايا كان المنفذ فضلا عن اسرائيل لا يمكنها تنفيذ ضربة جوية تغطي كل مساحة ايران بدون دعم اميركي يؤمن للطائرات مركز هبوط وسيط في الدول المجاورة. وبالتالي بالتأكيد ايران ابلغت الوسطاء بان اي تعرض لمشروعها النووي سوف يكون الرد عليه بتصعيد الحدود التي تلتزم بها أي الذهاب نحو صناعة قنبلة وتجربتها حتى تحمي نفسها.
ويمكن ان يتوقع الاميركي ان الرد على ضرب مشروعها النووي سيكون ضربا لكل منابع النفط ومصبات التحميل الخليجية بغض النظرعن العلاقات الجيدة مع دول الخليج حاليا، فايران يمكنها ان تفعل ذلك من خلال حلفائها في اليمن وفي العراق دون ان تتحمل المسئولية، كما يمكنها تدمير مشاريع استراتيجية في اسرائيل سواء عبر حزب الله الذي يدخر صواريخه الدقيقة لحماية ليوم مثل ذاك رغم دفعه ثمنا باهظا من بيئته الحاضنة لعدم استعماله صواريخه لحماية لبنان ومناطق سيطرته فيه.
وتوقع خبراء اسرائيليون ان تضرب اسرائيل بضغط اميركي مصافي نفطية ايرانية ومشاريع الغاز كي تحرم الشعب الايراني في الشتاء المقبل من التزود بالغاز والوقود وكي تحرم حلفاء ايران من التمويل، خصوصا ان رغبة اميركا قديمة بضرب المشاريع الغازية في جنوب ايران ونفطها في المنطقة نفسها. وبذلك تضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد فتعطل تمويل ايران لنفسها وتعطل تمويلها لحلفائها وتعطل حصول الصين على نفط وغاز ايران المستقل عن النفوذ الاميركي الذي يسيطر على المصادر القريبة الاخرى مثل السعودية والكويت والامارات.
ويعتقد خبراء ان يعمد الموساد الى استهداف المرشد والرئيس وكل الطقم السياسي والعسكري الذي امر ونفذ امر ضرب اسرائيل بالصواريخ . كما ان الرد الاسرائيلي سيكون بعمليات تشبه عملية البايجر في لبنان وربما عبر عمليات ينفذها عملاء محليون تلقى صخبا وتستهدف مشاريع حيوية وهامة بما يتماشى مع الضربات الجوية المتوقعة ويزيد من ارباك الساحة الداخلية لايران.
وايضا يتوقع الخبراء بان لا تقل الغارات في عددها عن مئة وثمانين صاروخا او ضعفهم وضد مقرات عسكرية وامنية وسيادية اولا وثانيا ضد مصاف النفط ومراكز انتاج الغاز ومرافيء التصدير وعقد الاتصالات ومصانع الاسلحة ومقرات القوة الجو فضائية
ولا يتوقع بعض الخبراء ان يجروء نتنياهو على ضرب مشروع ايران النووي لان ذلك يعني حتما حربا ايرانية اميركية مباشرة ووجها لوجه وهو ما لا تريده الدولة العميقة في اميركا. وبايدن ليس وحده من يضغط على نتنياهو لمنعه من التعرض للمشروع النووي خوفا من حرب عالمية ثالثة.