شمال حلب على صفيح ساخن.. اقتتال وشيك بين الائتلاف والإخوان المسلمين

سفيان درويش

2024.09.21 - 08:39
Facebook Share
طباعة

تسود حالة من التوتر الأمني في مناطق شمال محافظة حلب على خلفية التحشيد من قبل ما يسمى بـ "الجيش الوطني"، ضد فصيلي "الجبهة الشامية - صقور الشمال"، وتقول مصادر خاصة لـ "وكالة أنباء آسيا"، أن الحشود من قبل ما يعرف بـ "القوة المشتركة"، التي تعد الذراع الضاربة لـ "الجيش الوطني"، حالياً ستهاجم خلال مدة أقصاها 24 ساعة مقار الفصيلين إن لم يستجد طارئ أو يعلنا استسلامهما وقبولهما بحل "صقور الشمال".


القوة المشتركة المشكلة من فصيلي "الشاه سليمان (العمشات) - فرقة الحمزة (الحمزات)"، استهدفت فجر اليوم مقرات لـ "الجبهة الشامية"، في مناطق غرب عفرين، إلا أن قيادات من قوات الاحتلال التركي فرضت على الفور وقف إطلاق النار، لتطلب من "قادة الجبهة الشامية"، التوجه يوم غد الأحد إلى مقر القيادة التركية في "عفرين"، لعقد اجتماع من شأنه أن يجبر "الجبهة الشامية"، التي تعد أحد فصائل الإخوان المسلمين في سورية على القبول بقرار "الائتلاف المعارض"، بـ "حل فصيل صقور الشمال"، بسبب اتهامات لقياداته وعلى رأسها "حسن خيرية"، بـ ممارسة انتهاكات ضد المدنيين، إلا أن تكليف فصيلي "العمشات - الحمزات"، المتهمين بارتكاب عدد كبير من الانتهاكات بحق المدنيين لتطبيق القرار كان مثيراً للاستغراب من قبل فصائل الجيش الوطني، علماً إن الفصيلين يعدان من الأكثر قرباً لقوات الاحتلال التركي بسبب تشكلهما من مقاتلين يتحدرون من أصول تركمانية في الغالب من جهة، إضافة إلى الرشاوي المالية الضخمة التي تدفع من قبل قيادتهما لقادة القوات التركية المنتشرة في الداخل السوري.


مصادر من الشمال قالت لـ وكالة أنباء آسيا أن الاقتتال الفصائلي يعد من الحالات المستمرة التي تشهدها المناطق التي تحتلها القوات التركية، وغالبا ما يكون سبب عمليات الاقتتال المباشر بين مكونات ما يسمى ب "الجيش الوطني"، هو الخلاف على اقتسام مناطق النفوذ، والمعابر البرية، والعمليات التجارية أو فرض الإتاوات على السكان المحليين، وغالباً ما تنتهي عمليات الاقتتال بتدخل من قبل القوات التركية، إلا أن هذه المرة تعد القوات التركية طرفاً في النزاع إذ تبدي رغبة كبيرة في حل "صقور الشمال"، الفصيل الذي يتقاسم مع "الائتلاف المعارض"، مجموعة كبيرة من الخلافات وتبادل الاتهام بـ الفساد والسرقات.


وتقول مصادر معارضة تقيم في تركيا خلال حديثها لـ وكالة أنباء آسيا، أن المبررات التي يسوقها الائتلاف لتبرير قرار حل صقور الشمال بأنه من ضمن الخطة التي تنفذ منذ عامين بهدف الإصلاح الإداري والعسكري في مناطق الشمال غير صحيحة، وأن الأمر يعود نتيجة لخلاف حاد بين "حسن خيرية"، قائد "صقور الشمال"، ورئيس الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف المعارض، وهذا الخلاف تطور حداً للدفع بقرار "حل صقور الشمال"، ولم يجد "خيرية"، سوى "الاندماج مع الجبهة الشامية"، حلاً للأزمة التي يواجهها ليبرر الأمر بـ "رغبة تركية بـدمج الفصائل"، إلا أن الأمر غير صحيح أيضاً ويعد محاولة للحفاظ على نفوذ "صقور الشمال"، وإن كان تحت راية فصيل آخر بما يحفظ له السطوة المالية والتجارية على القرى التي ينتشر فيها الآن.


وعلى الرغم من بيانات وتصرحات "التهدئة"، التي صدرت عن طرفي الخلاف (الجيش الوطني - الجبهة الشامية)، ونفيهما وجود تحشيد على خطوط التماس، إلا أن المصادر المحلية التي تواصلت معها "وكالة أنباء آسيا"، تؤكد لقطع طريق "أعزاز - عفرين"، لمنع نقل التعزيزات نحو مناطق الاشتباك المحتملة، كما إن الواقع الأمني في مناطق غرب عفرين تشير إلى أن الجبهة الشامية قد تواجه هجوماً كبيراً من كل الفصائل الموالية لـ "الائتلاف"، ما لم تتخلى قياداتها عن حماية "صقور الشمال"، ورفض تسليم قياداته لـ "الشرطة العسكرية"، بنتيجة الاجتماع المرتقب مع القوات التركية يوم غد الأحد. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 10