استبق الكيان الاسرائيلي إطلالة أمين عام ح ز ب الله حسن نصرالله، الخميس، فشنّ الطيران الحربي المعادي غارات عنيفة على القرى الجنوبية، وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي “أن الجيش يهاجم أهدافاً لح ز ب الله في لبنان بهدف تجريد قدرات وبنى تحتية عسكرية تابعة له”، زاعماً “أن ح ز ب الله حوّل منطقة جنوب لبنان إلى
منطقة قتال حيث قام بتسليح منازل المدنيين على مدار عقود بالوسائل القتالية وقام بحفر الأنفاق تحتها واستخدمها دروعاً بشرية”، وأضاف “يعمل الجيش الإسرائيلي لخلق حالة أمنية في الشمال تسمح بعودة السكان إلى منازلهم وتحقيق أهداف الحرب الأخرى”. وختم “أن رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي أنهى جلسة المصادقة على الخطط للجبهة
الشمالية”.
وقد استهدفت الغارات بلدات فرون، والقصير، وبني حيان، ودير قانون النهر في قضاء صور، إضافة إلى استهداف مدفعي لأطراف بلدات شمع، وياطر، وعيتا الشعب. وبلغت طلعات الطيران الحربي المعادي بيروت وضواحيها على مستوى منخفض أثناء كلمة نصرالله حيث خرق جدار الصوت مرتين وأطلق بالونات حرارية.
في المقابل، أطلق “ح ز ب الله” نحو 40 صاروخاً على الجليل كما قصف الجولان، وتصاعد الدخان من محيط ثكنة “ميتات” بعد استهدافها بصواريخ من جنوب لبنان. وادعى جيش الاحتلال أنه “قتل 3 عناصر من ح ز ب الله بعد محاولتهم زرع عبوات ناسفة بالقرب من السياج الحدودي”.
واستهل نصرالله كلمته بالقول “ما دعاني إلى الحديث هو التطورات التي حصلت في هذين اليومين، فما حصل يستدعي كلامًا وتقييمًا وموقفًا، وكنت أوفّر الإطلالة لذكرى “طوفان الأقصى”. وتقدّم بالتعازي للشهداء والدعاء للجرحى بالشفاء العاجل. وتوجّه بالشكر للحكومة اللبنانية ووزارة الصحة والمستشفيات والدفاع المدني والإسعافات والأطباء، وقال “ما
شهدناه في هذه الأيام هو تعاط جدي، والشكر لكل من تبرّعوا بالدم وأبدوا استعدادهم للتبرع بأعضاء من أجسادهم”، معتبراً أنه “من بركات هذه الدماء والتضحيات أننا شهدنا ملحمة إنسانية ووطنية كبرى لم نشهدها منذ وقت طويل”.
وأكد نصرالله “أن العدو تجاوز في هذه العملية كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمراء، وعندما فجّر أجهرة “البيجر” وهي وسيلة مدنية مستخدمة لدى شرائح مختلفة من المجتمع كان يتعمّد قتل 4 آلاف إنسان في دقيقة واحدة بمعزل عن الذين كان يمكن أن يُقتلوا في محيطهم. وكانت نيته في اليوم الثاني قتل الآلاف ممن يحملون أجهزة اللاسلكي، لذلك كان
يريد قتل 5 آلاف في دقيقتين من دون اكتراث لأي ضوابط”. وسأل “ماذا يمكن أن نسمي ما حصل عملية إرهابية؟ إبادة جماعية؟ عدوان كبير على لبنان وشعبه ومقاومته وسيادته؟ جرائم حرب أو إعلان حرب؟ ولكن الله دفع الكثير من البلاء لأن الكثير من هذه الإصابات كانت طفيفة ولأن عدداً من هذه “البيجر” كان مطفئاً أو بعيداً أو لم يتم توزيعه”.