الأحداث الأمنية في منطقة خفض التصعيد خلال حزيران 2024

اعداد سامر الخطيب

2024.07.07 - 11:41
Facebook Share
طباعة

 تشهد منطقة “خفض التصعيد” أو ما يعرف بمنطقة “بوتين-أردوغان” الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب مروراً بريفي حماة وإدلب، اشتباكات وتبادلا للقصف والقنص بين الجيش السوري والفصائل التابعة لهيئة تحرير الشام، وتظاهرات ضد الجولاني وحالات اعتقال تعسفي بحق المتظاهرين.
ووثقت منظمات حقوقية مقتل 39 شخصا بأعمال عنف ضمن منطقة “بوتين-أردوغان” خلال حزيران من العام 2024، توزعوا على النحو التالي:
11 مدنيين بينهم طفلين وسيدتين، وهم: (3 بينهم طفل بتبادل قصف – 6 مدنيين بينهم طفل وسيدتين بحوادث فلتان أمني – 1 مدني واحد برصاص الجندرما - 1 مدني واحد بانفجار مخلفات حرب)
9 من العسكريين، هم: (6 من هيئة تحرير الشام والفصائل بالقصف – 2 أحدهما من تحرير الشام والآخر من فيلق الشام بحادثتي انفلات أمني -1 من جند الأقصى أعدم على يد هيئة تحرير الشام)
19 من الجيش السوري على يد الفصائل والتكفيريين
إلى ذلك، هاجمت 23 طائرة مسيرة انتحارية من نوع درون Fpv، مناطق عسكرية في منطقة “بوتين-أردوغان”، ويأتي التصعيد استمرارا لهجماتها التي سجلت أولها في 6 شباط الماضي، أسفرت الهجمات في حزيران عن إصابة 3 عناصر من هيئة تحرير الشام.
في سياق آخر، وثقت منظمات حقوقية حادثة قتل واحدة في 8 من الشهر تحديدا، وحادثة تعذيب لباحث عن ملاذ آمن، حيث قتل شاب من أهالي حلب، برصاص عناصر حرس الحدود التركي “الجندرما” على الحدود السورية – التركية في ريف إدلب، ووفقا للمعلومات، فإن الشاب جرى ترحيله سابقا من قبل السلطات التركية بشكل قسري، واستهدفه عناصر الجندرما بالرصاص خلال محاولته العودة لأفراد أسرته المتواجدين في تركيا عبر طرق التهريب. كما تعرض شاب للضرب أدى إلى كسر بساقه، في 29 حزيران، من قبل الجندرما، أثناء محاولته الدخول إلى تركيا من منطقة عزمارين بريف إدلب.
هذا وتنفذ هيئة تحرير الشام عقوبة الإعدام بحق من تثبت عليهم تهمة العمالة لجهة تعتبرها معادية لها، إضافة إلى هؤلاء الذين ثبت تورطهم بعمليات قتل وتفجيرات في مناطق نفوذها وفق زعمها، بينما تجري المحاكم بما يخص تهمة العمالة بعيدة عن الإعلام تجري في غرفها المظلمة، ونفذت هيئة تحرير الشام، خلال حزيران، حكم الإعدام بحق تكفيري بعد مضي 7 سنوات على اعتقاله، إثر عمله ضمن صفوف فصيل جند الأقصى التكفيري، وتلقى ذويه نبأ إعدامه دون إبلاغهم عن مكان دفنه. ويلاقي المعتقلون أشد أنواع التعذيب والمعاملة القاسية والحرمان غير القانوني من الحرية، و”التغييب القسري” في السجون رغم محاولات البحث المتكررة من ذوي المعتقلين إلا أن النتيجة الأخيرة هي الموت المحتم.
اما بالنسبة للمظاهرات فواصل المتظاهرون احتجاجاتهم ضد الجولاني ونفذت الأجهزة الأمنية التابعة “للهيئة” حملة اعتقالات واسعة طالت 31 ناشطا، بتهمة تحريض الأهالي على المظاهرات ضد “الجولاني” وقيادات تحرير الشام، من بينهم الوزير السابق بسام صهيوني الذي يعتبر أبرز الشخصيات وتسلم مناصب عدة في وقت سابق.
وشهدت مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام في شمال غرب سورية، احتجاجات واسعة ضد متزعم هيئة تحرير الشام “الجولاني”، للمطالبة برحيل الأخير والإفراج عن المعتقلين، في حين ردت “الهيئة” باعتقال ناشطين من منظمي الاحتجاجات.
وتظاهر المواطنون في عشرات النقاط، خلال 18 يوما في حزيران، هي: (3، 4، 5، 7، 9، 10، 11، 14، 15، 16، 23، 24، 25، 26، 27، 27، 28، 29، 30).
وتتواصل مطالب المتظاهرين منذ أشهر بإسقاط “الجولاني” ورفع الظلم وكف القبضة الأمنية وتبيض السجون من الأبرياء، وفتح الجبهات، بالإضافة إلى إطلاق سراح جميع معتقلي الرأي ومحاكمة عاجلة وعادلة للمساجين ووقف التعذيب، وتخفيف الرسوم والضرائب عن المواطنين.
في سياق آخر، نصّب “الجولاني” نفسه متزعماً للجناح العسكري في هيئة تحرير الشام، بعد عزل القيادي المدعو أبو الحسن الحموي من منصبه، وسط تأكيدات على وجود خلافات كبيرة بين قيادات الهيئة، في ظل تصاعد حدة المظاهرات التي تطالب برحيل الجولاني، فيما بيّن مقربون من “الهيئة”، أن القيادي قدم استقالته وتم قبولها، بعد اعتقاله في “قضية العملاء”. ويذكر أن الجناح العسكري في الهيئة شارك في قمع المتظاهرين السلميين في المنطقة ولاحقهم ودهسهم بالمصفحات.
أما بالنسبة للتواجد التركي فقد كثفت القوات التركية تعزيزاتها اللوجستية والعسكرية في منطقة “بوتين-أردوغان”، حيث تركزت التعزيزات على محور جبل الزاوية جنوب إدلب الذي يشكل خط تماس بين مناطق سيطرة الجيش السوري من جهة، ومناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” والفصائل العاملة معها ضمن ما يعرف بغرفة عمليات “الفتح المبين”. وقد دفع الجانب التركي، عشرات الآليات العسكرية.
كما عززت القوات التركية، في 20 خطوط التماس المقابلة للجيش السوري ضمن منطقة “بوتين- أردوغان” عند نقاط محاور شنان وفركيا وسرجة وإحسم والبارة ضمن منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي. ووصلت تعزيزات عسكرية ضمت مدرعات وآليات عسكرية إلى ريف إدلب الغربي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 2