قالت مصادر كردية خاصة لـ وكالة أنباء آسيا أن عملية القيادي "علي دينجر"، الذي أعلنت الاستخبارات التركية عن تصفيته فيما وصفته بـ "العملية الخاصة"، في سورية، قتل خلال تفجير عبوة ناسفة استهدفت سيارته بالقرب من بلدة "تل براك"، بريف الحسكة الشمالي الشرقي، وعلى الطريق الواصل إلى مدينة القامشلي.
المصادر لفتت إلى "دينجر ( دينتشر)" هو من الجنسية التركية، وأحد أهم كوادر حزب العمال الكردستاني النشطة في الداخل السوري، وهو قائد ما يسمى "قطاع الجزيرة العليا"، في صفوف "قوات سورية الديمقراطية"، ويعد من المقربين جداً من القائد العام لـ قسد "مظلوم عبدي"، وأحد أهم الشخصيات التي يعتمد عليها في المنطقة الشرقية.
ولفتت المصادر إلى وجود حالة من "الاستفار العام"، في صفوف "الاستخبارات العسكرية"، التابعة لـ قسد للبحث عن الخلايا التابعة للاستخبارات التركية النشطة في الحسكة تحديداً، والتي تتمكن من تسريب معلومات دقيقة عن تحركات قيادات الصف الأول من قسد، من حيث التوقيت والشكل والسيارات المستخدمة، ما يؤدي إلى استهداف هذه الشخصيات
من خلال العبوات الناسفة أو عمليات الطيران المسير التركي، الأمر الذي دفع قسد في وقت سابق لاعتقال عدد من شخصيات "المجلس الوطني الكردي"، بتهمة التواصل مع الاستخبارات التركية.
وحسب ما تؤكده المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، من مصادر كردية مقربة من "عبدي"، فإن الأخير عاد للتشديد على تبديل شكل التحركات الخاصة بالقيادات العليا في صفوف قسد، وعلى تبديل المرافقة بشكل دوري وعدم الاعتماد على نفس الأشخاص لفترة طويلة، الأمر الذي قد يكون سبباً في الخرق الاستخباري التركي لصفوف
"قسد". وتحصر الاستخبارات التركية عمليات الاستهداف لـ الشخصيات العسكرية في صفوف قسد خاصة من كوادر حزب العمال الكردستاني الموضوع على لائحة التنظميات الإرهابية من قبل مجموعة كبيرة من الدول على رأسها سورية وتركيا، وتبرر مصادر آسيا في القامشلي الأمر بأنه رغبة من أنقرة بتجنب الصدام مع الإدارة الأمريكية في حال
استهداف الشخصيات السياسية غير المتورطة بأي عمل عدائي ضد تركيا خلال أو قبل الأزمة السورية، إضافة إلى أن تحركات بعض الشخصيات العسكرية مثل "مظلوم عبدي"، محدودة للغاية وعملية استهدافه داخل الأراضي السورية قد تسبب بأزمة بين واشنطن وأنقرة بكونه من المقربين جداً من قوات الاحتلال الأمريكي التي رفضت في وقت سابق
استبداله من قبل "الكردستاني"، ورغم أن "عبدي"، كان قد زعم تعرض لمحاولة اغتيال خلال شهر نيسان من العام الماضي في مطار السليمانية العراقي، إلا أن المصادر أكدت حينها أن وجود شخصيات أمريكية كانت في المروحية العسكرية التابعة لـ "بافل طالباني"، كان مانعاً لتورط تركيا في مثل هذا الأمر.
وتأتي تصفية "دينجر"، الموضوع على "اللائحة الحمراء"، بالنسبة لـ تركيا، بعد يوم واحد من تصفية قيادي من الجنسية التركية يدعى "عبد العزيز"، ويعرف بلقب "سربست"، بتفجير عبوة ناسفة استهدف سيارته بالقرب من "محطة صباح الخير"، التي تبعد مسافة 20 كم إلى الجنوب من مدينة الحسكة، كما كان القيادي التركي "علي ديمير"، والمعروف
بلقب"جوان"، قد قتل في 17 من الشهر الماضي بتفجير عبوة ناسفة استهدفت سيارته بالقرب من معسكرات التدريب الخاصة بـ قسد قرب "جبل عبد العزيز"، حيث كان مسؤولاً عنها، وتقول مصادر وكالة أنباء آسيا في المنطقة الشرقية أن تعداد من قامت تركيا بتصفيتهم من قيادات قوات سورية الديمقراطية المرتبطين بشكل مباشر بـ "الكردستاني" منذ بداية العام الحالي يصل لـ 35 شخصا، تمت تصفية غالبيتهم من خلال عمليات الطيران المسير التركي، إضافة لوجود تعداد كبير من العناصر السوريين الذي قتلوا خلال الغارات التركية على نقاط في شمال الحسكة وريف حلب الشرقي.