قالت مصادر خاصة لـ وكالة أنباء آسيا أنه تم التوصل لاتفاق مبدئي لإنهاء التصعيد في محافظة السويداء، على أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ خلال الساعات القليلة القادمة.
الاتفاق بحسب المعلومات التي حصلت عليها آسيا، ينصل على سحب النقطة العسكرية التي أنشأت بالقرب من دوار العنقود إلى مسافة 100 متر بعيداً عن الطريق، وعدم اعتراض هذه النقطة لحركة المرور أو القيام بتفتيش السيارات التي تحمل لوحة "السويداء"، وخاصة التي ترتبط بـ الفصائل المسلحة ذات الطابع الدرزي، في مقابل قيام الفصائل بسحب
كامل عناصرها من شوارع مدينة السويداء والمناطق التابعة لها وإنهاء حالة التصعيد.
ويأتي ذلك بعد عدة اتصالات بين الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز والمسؤولين الحكوميين في المحافظة، في حين تؤكد مصادر قريبة من المرجعيات الدينية في حديثها لـ وكالة أنباء آسيا وجود انقسام شديد في الأراء بين المشايخ، إذ يعتبر شيخ العقل "يوسف الجربوع"، أن الاشتباكات التي حدثت أمر مسيء للطائفة ويجب وقفها ورفع الغطاء الديني
عن الفصائل المسلحة، في حين أن الرئاسة الروحية ممثلة بـ "حكمت الهجري"، ويسانده الشيخ "يوسف الحناوي"، تجد أن وجود الفصائل ضرورة، وأن الدولة ملزمة بتنفيذ الشروط التي تطرح من قبل السكان المحليين وأن تستمر حماية "الاحتجاجات"، رغم خروجها عن المطالب المعاشية منذ عدة أشهر.
ولفتت المصادر إلى أن السويداء التي تشهد منذ يومين هدوءً حذراً من قبل كل الأطراف، تتلقى ما أسمته بـ "المعاملة الخاصة"، من قبل الحكومة السورية منذ فترة طويلة من حيث كميات الوقود والتيار الكهربائي المقدم لها، إلا أن الفصائل المسلحة تضع مطالب "تعجيزية"، إذ تذهب شخصيات مثل "ليث البلعوس - أبو حسن النجار"، إلى طرح خروج الدولة
من السويداء بشكل كامل، أو كف يد المؤسسات الأمنية وعدم تدخلها في أي مسألة في المحافظة وترك الحماية لـ الفصائل المسلحة، ورغم أن هذه الفصائل تزعم قدرتها على ضبط الأوضاع الأمنية إلا أن السويداء تسجل أعلى مستويات في جرائم الخطف مقابل الفدية، والقتل.
ومن المطالب التي تطرحها القوى السياسية في السويداء، إقامة معبر حدودي رسمي مع الأردن، لتحسين الواقع الاقتصادي في المحافظة، إلا أن الأمر كما تؤكد المصادر غير قابل للتطبيق بدون موافقة الحكومة الأردنية، التي لا تجد في الأمر "جدوى اقتصادية"، وفقاً لما تشرح مصادر من دمشق في حديثها لـ "وكالة أنباء آسيا"، إذ إن وجود معبر "نصيب -
جابر"، الحالي ومروره بمدن الشمال الأردني يحقق لـ عمان الغايات الاقتصادية التي تريدها، وهو الأقرب بين العاصمتين "السورية - الأردنية"، ولا يمكن استبداله بطريق لا يمر بمناطق سكنية كبرى أو يحقق الغايات الاقتصادية.
وكانت السويداء قد شهدت قبل يومين عمليات هجوم من قبل الفصائل المسلحة المحسوبة على الطائفة الدرزية على نقاط حكومية وأمنية في السويداء والقريا وقنوات، وعلى الرغم من استخدام القذائف الصاروخية من قبل الفصائل إلا أنه لم تسجل خسائر بشرية في صفوف أي من الطرفين.