اجتماع بين الأمريكيين وقسد حول الانتخابات.. واشنطن تبدي أسباب رفضها

رزكار جاويش – القامشلي

2024.06.25 - 10:46
Facebook Share
طباعة

كشفت مصادر كردية لـ وكالة أنباء آسيا عن اجتماع عقد بين ممثلين عن قوات الاحتلال الأمريكي وما يسمى بـ "فريق وزارة الخارجية الأمريكية"، الذي ينشط في مناطق شمال شرق سورية بصورة غير شرعية، مع قيادات من قوات سورية الديمقراطية لمناقشة موضوع الانتخابات التي تريد "قسد"، إقامتها خلال شهر آب المقبل.


المصادر قالت لـ آسيا أن الجانب الأمريكي أبدى جملة من الأسباب التي تدفعه للتحفظ على إقامة "الانتخابات البلدية"، التي كانت قد أجلتها "قسد"، لمدة شهر كامل بسبب الموقف الأمريكي السلبي منها، ومن بين الأسباب التي تدفع واشنطن للتحفظ وفقاً لما تؤكده المصادر هو احتمالات رد الفعل التركي الرافض لإقامة هذه الانتخابات التي من شأنها أن ترسخ وجود الفصائل الكردية كسلطة أمر واقع في المنطقة الشرقية من سورية، علماً أن هذه الانتخابات ليست الاولى من نوعها التي تقيمها قسد.


وتشرح المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها اسباب الموقف التركي الرافض لهذه الانتخابات تحت تهديد القيام بعملية عسكرية في الشمال السوري كرد فعلي عليها، أن الأتراك كانوا يدعمون المبادرة التي يطرحها الرئيس المشترك لمجلس سورية الديمقراطية "محمود المسلط"، والتي من شأنها توزيع السلطات في المناطق الشرقية من سورية وفقاً للتمثيل الديموغرافي الحقيقي فيها، بما يحد من سطوة الفصائل الكردية المسلحة وعلى رأسها "الوحدات الكردية"، التي تعد الجناح العسكري لـ "حزب الاتحاد الديمقراطي"، الذي يعد بدوره العامود الفقري لـ قسد، وتنتمي إليه غالبية القيادات الكردية، باعتبار أن هذا الحزب هو امتداد لمنظمة حزب العمال الكردستاني الموضوعة على لائحة المنظمات الإرهابية من قبل تعداد كبير من الدول وعلى رأسها سورية وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية.


وتتفق المصادر التي تواصلت معها وكالة أنباء آسيا على إن الأمريكيين يعتبرون أن الخلافات الشديدة بين "قسد"، والمجلس الوطني الكردي المعارض لها، والتي ستفضي إلى مقاطعة المجلس لـ الانتخابات هي من الأسباب التي تدعو واشنطن لطلب إلغاء الفكرة حالياً، إلا أن قدمت قسد تنازلات حقيقية لمعارضيها من الكرد في بعض المناطق الانتخابية، كما إن تهميش بقية مكونات المنطقة من العشائر العربية والسريان تجعل من الانتخابات التي ستقام مجرد عملية دعائية ترسخ السلطة المطلقة لـ قسد في المنطقة دون مراعاة نسب التشكيل الديموغرافي للمنطقة، وان استمرار سطوة الفصائل الكردية على المنطقة بات أمراً مرفوضاً من قبل كل الأطراف المتدخلة في الملف السوري وعليه فإن الإدارة الأمريكية ترى أن الانتخابات بالصورة التي تريدها قسد ستؤدي إلى عواقب كبيرة، ولن تتدخل واشنطن لوقفها.


القيادات الكردية وعلى رأسها "مظلوم عبدي"، قدمت وعوداً بأن تكون الانتخابات "نزيهة"، وطلبت أن تكون هذه الانتخابات مراقبة من قبل "التحالف الدولي"، في إشارة إلى القوات الأمريكية، ولم تمانع أن يكون هناك مراقبة من أطراف دولية، إلا أن الرد الأمريكي جاء في هذا الخصوص بكون "قسد"، ليست جهة سياسية معترف بها من قبل أي طرف دولي، وأن التعامل معها على إنها "سلطة أمر واقع"، في المنطقة الشرقية من قبل بعض المنظمات لا يعطيها الشرعية التي تبحث عنها، إذ إن المنظمات تعمل في الوقت ذاته مع جهات غير رسمية وتدخل مناطق تتواجد فيها سلطات أمر واقع تصنف على إنها منظمات إرهابية مثل إدلب التي يسيطر عليها تنظيم "جبهة النصرة".


وكان رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي "صالح مسلم"، قد أكد في تصريحات إعلامية أن "قسد"، ستنفذ الانتخابات في شهر آب القادم، معتبراً أن التهديدات التركية ليست بالجديدة للمنطقة الشرقية وإنما هي مستمرة منذ ثمان سنوات، وأن عملية الانتخابات ستكون وفقاً لمزاعمه لتنظيم العمل ضمن المناطق التي تسيطر عليها قسد. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 3