إدارة ذاتية في السويداء.. الفصائل المسلحة تبحث عن دعم أمريكي

حيان ملحم - السويداء

2024.06.23 - 10:13
Facebook Share
طباعة

 علمت وكالة أنباء آسيا من مصادر خاصة أن الفصائل المسلحة المنتشرة في محافظة السويداء طلبت من التحالف الأمريكي دعماً مالياً وسياسياً لتشكبل إدارة ذاتية في المحافظة، الأمر الذي تعارضه الحكومة الأردنية وفقاً للمصادر وذلك لأسباب غير واضحة.
ولفتت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها إلى أن شخصيات مثل "ليث بلعوس - أبو حسن النجار"، اقترحت تشكيل قوة مسلحة درزية تتحمل مهام حماية "جبل العرب"، والشريط الحدودي مع الأردن بما يوقف عمليات تهريب المخدرات وفقاً لمزاعمهم، إلا أن الرد جاء عبر الأردن برفض الطلب وذلك في موقف ملتبس من قبل عمان فيما إذا كان رفضها لعدم الرغبة بالتعامل مع أي جهة غير حكومية في سورية، أو إنها تنتظر تعقيد الأمور أكثر.
وتقول المصادر أن مشروع إقامة "إدارة ذاتية في السويداء"، ليس بالطرح الجديد، وكان العام 2016 قد شهد دخول عدد من الشخصيات الكردية إلى الجنوب السوري للبدء بنوع من التنسيق لتقوم "الوحدات الكردية"، بتقديم التدريبات والأسلحة لـ "الفصائل الدرزية"، إلا أن الأمر تم مواجهته بمواقف حاسمة من قبل الحكومة السورية آنذاك، وتدخلت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية لإنهائه، وحالياً يبحث قادة الفصائل المسلحة عن الدعم المعلن من قبل التحالف الأمريكي من بوابة الأردن لإعلان هذه الإدارة شرط توفير الموارد المالية لإقامة مؤسسات سياسية ومدنية موازية لـ القوة العسكرية المزمع إنشائها، وتقول المصادر أن افتقار السويداء لمصادر تمويل ذاتي كـ "النفط - مواسم الحبوب"، يجعل من دعم مشروع الإدارة الذاتية فيها مشروعاً خاسراً في الميزان الاقتصادي بالنسبة للأمريكيين، إذ إنهم يدعمون الإدارة الذاتية المعلنة من قبل قسد، مع تحصلهم على حصة كبيرة من عائدات الحقول النفطية وأي عملية تجارية تقوم بها "قسد"، الأمر الذي يجعل الأمر يحقق أهدافاً سياسية واقتصادية بالنسبة لـ واشنطن وهو ما لا يتحقق في السويداء والجنوب السوري عموما.
وعلى الرغم من الفوائد السياسية التي يمكن أن تتحقق بالنسبة لـ واشنطن وإسرائيل من إقامة منطقة "إدارة ذاتية"، في السويداء، كخطوة ثانية على طريق "فدرلة سورية"، إلا أن واشنطن تريد الأمر بأقل تكلفة مادية بعد سنوات طويلة من التدخل في الملف السوري دون تحقيق الأهداف الاساسية من هذا التدخل، ويعد الموقف الأردني من إقامة هذه الإدارة واحدة من أسباب تردد واشنطن في دعمها، إذ أن الأردن الذي يبحث عن إنفراجات في اقتصاده من خلال إعادة تطبيع العلاقة مع دمشق، يجد صعوبات في تحقيق ذلك إذا ما أعلن أو دعم سراً أي مشروع معاد للدولة السورية مجدداً، خاصة وإن الموقف الأردني في العلاقة مع دمشق مرتبط بشكل أساسي بموقف المجموعة الخليجية وعلى رأسها السعودية التي تريد إنهاء الأزمة السورية بأسرع الطرق الممكنة، ولتحقيق ذلك أعادت تطبيع العلاقات مع دمشق وتتجه نحو تفعيل العلاقات الاقتصادية أكثر، مما يعني أن تشكيل أي كيان معاد أو غير موال لدمشق في الجنوب سيعيق المشروعات الخليجية أولاً، وفقاً لما تقوله المصادر.
وعلى الرغم من النفي المتكرر عن وجود أي تنسيق بين الفصائل المسلحة في السويداء والفصائل المنتشرة في منطقة خفض التصعيد المعروفة باسم "منطقة الـ 55 كم"، والتي تحيط بالتنف والركبان، إلا أن المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، تؤكد أن ما يسمى بـ "قوة مكافحة الإرهاب"، التي تعد جناحاً عسكرياً لـ "حزب اللواء السوري"، الذي شكله المدعو "مالك أبو الخير"، من مقر إقامته بـ فرنسا، ينسق بشكل كامل مع "جيش سورية الحرة"، الذي يعد القوة الأبرز في منطقة التنف، ويعمل لصالح قوات الاحتلال الأمريكي في عدد كبير من المسائل من أبرزها تهريب المحروقات والمخدرات من "التنف"، إلى السويداء والأردن، ونقل المواد الأساسية من السويداء باتجاه "التنف ومخيم الركبان".
وتشهد محافظة السويداء منذ ما يزيد عن 10 أشهر احتجاجات بدأت أول الأمر بتقديم مطالب معاشية، إلا ان استجابة الحكومة السورية لهذه المطالب، دفع بالقوى المعارضة إلى محاولة الاستثمار السياسي في هذه الاحتجاجات ورفع سقف المطالب لتصل إلى رفع شعارات معادية للدولة السورية، وعلى المستوى الأمني تشهد المحافظة انتشاراً كبيراً لعصابات الخطف مقابل الفدية الأمر الذي يعد علامة فارقة للسويداء دوناً عن بقية المحافظة السورية، إذ تعتبر نسبة جرائم الخطف المسجلة فيها هي الأعلى في الداخل السوري.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 2