مصادر لـ آسيا: واشنطن قتلت تاجر مقرب من النصرة

رزكار جاويش - القاملشي

2024.06.20 - 09:43
Facebook Share
طباعة

تقول المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، أن القيادي في تنظيم داعش "أسامة جمال محمد إبراهيم الجنابي"، قتل يوم 16 من الشهر الحالي من خلال استهداف سيارته من قبل مسيرة مجهولة الهوية آنذاك، بالقرب من مهيم "كويت الرحمة"، في "جبل ترندة"، القريب من مدينة عفرين التي تحتلها القوات التركية، وقد تدخلت منظمة "الخوذ البيضاء"، التي تعرف بنفسها على إنها "الدفاع المدني"، التابع لـ الائتلاف المعارض، لنقل جثة القتيل إلى مشفى "عفرين"، لحين تسلم جثمانه من قبل عائلته التي تقطن ضمن مزرعة بالقرب من المخيم.


بحسب إعلان القيادة المركزية للقوات الأمريكية، فإن القتيل يعد من القادة البارزين، وإن عملية "تصفيته ستؤدي إلى تعطيل قدرة "التنظيم " على توفير الموارد وتنفيذ الهجمات الإرهابية"، وبسؤال عدد من المصادر في المنطقة، تبين أن القتيل الذي كان يعرف بلقب "أبو الليث"، كان يقدم نفسه على إنه من النازحين العراقيين من منطقة الموصل للسكان المحيطين به، وتربطه علاقات وثيقة مع عدد كبير من التجار المرتبطين بـتنظيم جبهة النصرة، في منطقة "سرمدا"، التي تعتبر "العاصمة الاقتصادية"، لـمناطق شمال غرب سورية، وأن أبرز نشاطته التجارية كانت بـ "تصريف العملات - تجارة الحبوب والمواشي - تجارة السيارات"، وكان من الشخصيات التي تعرف بقربها المباشر من بعض الشخصيات المتشددة التي انشقت عن جبهة النصرة وتفرغت للعمليات التجارية وعلى رأسها "أبو مالك التلي"، الذي يمتلك عدداً كبيراً من المشروعات الاقتصادية في سرمدا وتركيا.


تقول المصادر أن "الجنابي"، كان يعرف باسم "أسامة الابراهيم"، فقط، وهو معروف أكثر بلقب "أبو الليث العراقي"، ولم يكن ذو علاقات اجتماعية واسعة في الإطار الذي يخرج عن العمل، وقد كان من الشخصيات المقربة من كل الأطراف بفعل التعاملات المالية الواسعة التي يمتلكها، إذ إنه مقرب من تجار المحروقات والحبوب والمحاصيل العطرية المرتبطين بتنظيم جبهة النصرة، ومرتبط بتجار سيارات ومواد بناء مرتبطين بخصوم النصرة في الوقت ذاته، وبالتالي يمكن القول أنه كان "صديق الكل"، ويقدم الهدايا المالية بشكل مستمر لقادة الفصائل المرتبطة بالقوات التركية.


وترجح المصادر أن تسليم المعلومات والبيانات التي مكنت من استهدافه من قبل القوات الأمريكية قد يكون مصدره زعيم جبهة النصرة "أبو محمد الجولاني"، الذي تتهمه الشخصيات الجهادية المتطرفة بقيامه بتسليم معلومات أمنية أسهمت في تصفيات شخصيات من تنظيمات "القاعدة - حراس الدين - داعش"، من قبل الطيران المسير التابع للتحالف الدولي (أمريكا - بريطانيا)، وأن مثل هذه الخطوات غير مستبعدة عن الجولاني الذي يحاول أن يقدم نفسه كـ شريك للتحالف الدولي، وكان قد صرّح في أكثر من مناسبة بتواصله مع التحالف الأمريكي بشكل مباشر.


ولفتت المصادر إلى أن قيادات تنظيم داعش تجد في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية من أرياف حلب والرقة والحسكة، وأجزاء من إدلب ملاذاً آمناً لها، ويؤكد على هذه المعلومات أن القوات الأمريكية كانت قد بدأت عمليات تصفية قادة الصف الأول في التنظيم بقتل مؤسسه أبو بكر البغدادي في تشرين الأول من العام 2019، ضمن قرية بريف إدلب الشمالي الغربي، ثم أقدمت على تصفية الزعيم الثاني للتنظيم "أبو إبراهيم القرشي"، في شباط من العام 2022 ضمن إدلب أيضا، وفي تموز من العام ذاته قتلت القيادي "ماهر العكال"، الذي وصفته بالخطير جداً ضمن المناطق التي تسيطر عليها تركيا من ريف حلب الشمالي.


يذكر أن الزعيم الحالي لتنظيم داعش هو "أبو الحسين القريشي"، وهو رابع زعماء التنظيم، وتسلم مهامه بعد أن أعلن الناطق باسم تنظيم داعش "أبو عمر المهاجر"، مقتل الزعيم الثالث "أبو الحسن القريشي"، أثناء إحدى المعارك، ليتبين وفقاً لبيان من القوات الأمريكية إنه قتل في محافظة درعا خلال تشرين الأول من العام الماضي، وكان المقصود بالإعلان الأمريكي هو ذاته "سيف بغداد"، وهو القيادي "عبد الرحمن العراقي"، الذي قتل ضمن معارك مع الجيش السوري في محيط بلدة "جاسم"، خلال عملية نفذتها القوات السورية لتصفية بقايا داعش في ريف درعا والتي كانت تسعى لإعادة إنشاء التنظيم في آواخر شهر تشرين الأول من العام 2022. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 9