كشفت مصادر موثوقة لـ وكالة أنباء آسيا عن قيام "قوات سورية الديمقراطية"، باختطاف ما مجموعة 198 طفلاً منذ بداية العام الحالي بهدف التجنيد القسري في صفوفها، موضحة أن عملية الخطف تمت من قبل فصيل "الشبيبة الثورية"، الذي تقول "قسد"، بأنه لا يتبع لها بشكل مباشر وإنما هو أحد أذرع "حزب العمال الكردستاني"، المباشرة في سورية، علما أن المختطفين تم نقلهم وفقاً لما تؤكده المصادر إلى معسكرات التدريب التابعة لـ قسد نفسها والتي تقع بالقرب من "جبل عبد العزيز"، بريف الحسكة الجنوبي الغربي.
المصادر قالت أن 113 من المختطفين هن من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 13-16 عاما، وأن عمليات الخطف شملت مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي، ومناطق متفرقة من ريف الحسكة والرقة، وكل المختطفات هن من المكون الكردي، موضحة أن عمليات الخطف خلال الأسبوعين الماضيين بلغت ذروتها بتسجيل 23 عملية، 18 من ضحاياها من الفتيات، ويخضع المختطفين خلال عمليات التدريب على استخدام السلام لدروس تحت مسمى "التدريب العقائدي"، والتي يتم تلقين المتدربين فيها مبادئ وأفكار منظمة "حزب العمال الكردستاني"، التي أسسها القيادي المعتقل لدى تركيا حالياً "عبد الله أوجلان".
وأكدت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها أن تعداد من هم دون سن 18 عاماً ضمن صفوف "قسد"، يبلغ حالياً 1830 فرداً، من بينهم 911 فتاة، وعلى الرغم من الشكاوي المتكررة من قبل ذويهم لما يسمى بـ "هيئة الدفاع الذاتي"، والتي تسمى في الوقت ذاته بـ "وزارة الدفاع"، الخاصة بـ قسد، إلا أن الأمر لم يجد نفعا، وقالت مصادر أهلية أن بعض الأهالي حاولوا الوصول إلى المنظمات الأممية أو قوات التحالف الدولي (الاحتلال الأمريكي)، إلا أن الأمر فشل أيضا.
وعلى الرغم من المزاعم المتكررة لـ قسد بأن "الشبيبة الثورية"، لا تمت لها بصلة، إلا أن كل نشاط هذا الفصيل يتم بالتنسيق مع القيادة العامة لـ قسد، ويتم نقل المختطفين من الأطفال إلى المعسكرات التابعة لـ قسد والتي كانت في فترات سابقة وعبر ما يسمى بـ "مكتب حماية الطفل"، قد سرحت عدداً من الأطفال من الفصائل التابعة لها تبعا للاتفاق الذي وقعه "مظلوم عبدي"، في عام 2019 مع الأمم المتحدة في جنيف، الأمر الذي اعتبر حينها بمثابة الاعتراف المباشر من قسد بخرق قوانين الحرب بتجنيد الأطفال ضمن صفوفها.
مصادر أهلية قالت لـ "وكالة أنباء آسيا"، أن الأطفال الذين يتم خطفهم وخاصة من الفتيات يتعرضن للاعتداء الجنسي المباشر من قبل عناصر "قسد"، إضافة لإجبارهم على تعاطي الحبوب المخدرة والمهلوسة، إلا أن هذه المعلومات لم تتمكن "آسيا"، من التحقق منها عبر مصدر مستقل أو مباشر، فيما تؤكد مصادر كردية قريبة من "قسد"، أن الأطفال الذي يلتحقون بصفوف الفصائل الكردية المسلحة يحصلون على رواتب تتراوح بين 100-150 دولار أمريكي، وأن غالبية المجندات من الفتيات يتم إلحقاهن بـ "وحدات حماية المرأة"، التي تعد الجناح النسائي لـ "الوحدات الكردية"، والأخيرة هي الذراع العسكرية لـ "حزب الاتحاد الديمقراطي"، الذي يعد العامود الفقري لـ قسد، ويرتبط بشكل مباشر بـ "حزب العمال الكردستاني"، الموضوع على لائحة المنظمات الإرهابية من قبل عدد كبير من الدول والمنظمات الدولية، بما فيها "الولايات المتحدة الأمريكية"، التي تصف قسد بـ "الشريك المحلي".
يذكر أن "قسد"، فرضت ما يسمى بـ "واجب الدفاع الذاتي"، أو التجنيد القسري في صفوفها على سكان المنطقة الشرقية في خطوة تبررها بأنها لمواجهة التهديدات الإرهابية المتمثلة بـ داعش، والخارجية المتمثلة بـ القوات التركية، علماً أن أكثر من 70 بالمئة من تعداد عناصرها هم من غير الكرد، فيما يشكل الكرد المجندين في صفوفها بشكل طوعي أو قسري نسبة قليلة ضمن القوات العسكرية الخاصة بها، في حين أن غالبيتهم ضمن الأجهزة الأمنية كـ "الأمن العام (الآسايش) - الاستخبارات العسكرية - الوحدات الكردية - قوة التدخل السريع (الكوماندوس)".
وكانت وسائل إعلام دولية قد نقلت معلومات عن تقرير أممي يؤكد قيام "قوات سورية الديمقراطية" والكيانات التابعة لها بإجبار 231 طفلاً على التجنيد القسري في صفوفها خلال العام 2023، فيما يقول تقرير مماثل صدر في حزيران من العام الماضي إن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" جنّدت أكثر من 1270 طفلاً في سوريا خلال العام 2022.