هكذا يعيش المرحلون من تركيا داخل مخيمات الاحتجاز

إعداد سامر الخطيب

2023.10.09 - 01:54
Facebook Share
طباعة

تستمر السلطات التركية بحملتها الأمنية التي أسفرت عن ترحيل لاجئين إلى سوريا من عدة مدن وولايات، بينهم حملة بطاقة “الحماية المؤقتة” (الكملك)، في رحلة “عشوائية” و”مبهمة التفاصيل”، وتركزت الحملة في مدينة اسطنبول التي تضم أكبر عدد من اللاجئين السوريين من بين المدن التركية.


ويُنقل السوريون المخالفون في أوراقهم الثبوتية إلى المخيمات، دون إعلامهم بشكل مسبق عن هذه الخطوة، أو الإفصاح لهم عن المكان الذي سيُنقلون إليه، بحسب ما قاله لاجئون جرى ترحيلهم.


وبحسب تقارير معارضة، فإنهم يوضعون داخل “كرفانات” مصنوعة من صفائح التوتياء، تزيد حرارة الشمس من معاناتهم فيها، يبحث السوريون كل يوم عن بصيص أمل قد يخرج من المسؤولين عن مراكز الاحتجاز، حيث يقيمون في مراكز كانت تُستخدم سابقًا كمخيمات للاجئين السوريين في تركيا.


ويصف لاجئون سوريون حالهم في المخيمات، التي يُنقلون إليها حاليًا لتقييم ملفات لجوئهم في تركيا، أن الحرارة داخل (الكرفانات) مرتفعة جدًا، ولا مياه طوال اليوم سوى لساعة أو ساعتين، ولا خيار لديهم سوى الامتثال للأمر الواقع.


ونقلت التقارير عن أحد المرحلين قوله: مر على احتجازي في المخيم أكثر من ثمانية أشهر، لم يخبرنا أحد متى سينتهي هذا الوضع، ومدير المخيم يتوعد بإبقائنا هنا، أو العودة إلى سوريا. ويتقدم مدير المخيم مرارًا إلى أنقرة بطلب ترحيل المحتجزين إلى سوريا، ليأتيه الرفض في كل مرة، بسبب المحاكم التي تمنع من مغادرة تركيا، على الرغم من توقيعه وآخرين على أوراق للعودة الطوعية عدة مرات.


ويمنع أي شخص لديه محكمة في تركيا من المغادرة قبل انتهاء محاكمته، ويمنع احتجازه بسبب جلسات المحاكمة، بالإضافة إلى التوقيع الأسبوعي الذي يفرض عليه في مركز الشرطة.


ومع غياب أي أفق بالخروج من مراكز الاحتجاز، تأقلم عديد من المحتجزين مع روتين الحياة داخل المركز، ومنهم من يصور يومياته عبر مقاطع مصورة يبثها على تطبيق “تيك توك”.


حال المحتجزين بمركز احتجاز “أوزلي” في غازي عينتاب لا تختلف عن حال المحتجزين في مخيم “كلّس”، لكنها أكثر صعوبة، إذ يحظر على المحتجزين استخدام الهواتف النقالة، ويسمح لهم إجراء مكالمة واحدة يوميًا من هاتف عام موجود بالسجن.


وتستمر عمليات التفتيش المتعلقة بضبط المهاجرين “غير النظاميين” من قبل وحدات حفظ الأمن، إذ يجري إرسالهم إلى بلدانهم عبر رحلات الطيران، أو عبر الحدود بعد إجبارهم على توقيع أوراق تثبت أنهم عادوا بشكل طوعي.


وفي تقرير أعدته صحيفة “yeni gun” التركية، في 11 من أيلول الماضي، قالت إن نحو 22 ألف سوري غادروا الأراضي التركية خلال آب الماضي، مستندة إلى البيانات التي حدّثتها مديرية إدارة الهجرة التركية مطلع أيلول الماضي.


وانخفض عدد السوريين المقيمين في تركيا إلى ثلاثة ملايين و307 آلاف و882 شخصًا مطلع العام الحالي، وغادر تركيا ما مجموعه 205 آلاف و894 سوريًا.


وبحسب الصحيفة التركية، فقد بلغ عدد السوريين المقيمين في مراكز الإيواء المؤقتة 73 ألفًا و854 سوريًا، وهو ما نسبته 2% من العدد الإجمالي للسوريين، بينما يعيش في المدن ثلاثة ملايين و284 ألفًا و697 سوريًا.


وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال في مؤتمر صحفي بعد قمة مجموعة العشرين، في 10 من أيلول الماضي، إن ما يقرب من 600 ألف سوري “عادوا إلى وطنهم بأمان وطوعية وبطريقة تليق بالكرامة الإنسانية من خلال ما وفرته تركيا من مناخ ومشاريع في سوريا”، بحسب وكالة “الأناضول” التركية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 2