أطلقت حماس آلاف الصواريخ على المدن الإسرائيلية، بلغت أهدافًا في تل أبيب وعسقلان، تزامنًا مع الاحتفال بعيد سمحات توراه، ما أسفر عن مقتل 22 إسرائيليًا على الأقل وإصابة المئات.
وكانت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس، قد أعلنت اليوم السبت، بدء عملية «طوفان الأقصى» بشكل مفاجئ التي شملت إطلاق آلاف الصواريخ من قطاع غزة نحو إسرائيل، فيما اقتحم العشرات التابعين للكتائب مناطق الحدود الإسرائيلية المجاورة للقطاع.
واقتحم مسلحون من «عز الدين القسام» اليوم السبت، مواقع تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في محيط قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل عشرات الجنود الإسرائيليين، والاستيلاء على عدد من المدرعات والمصفحات العسكرية الإسرائيلية، والعودة بها للقطاع، فضلًا عن أسرى من جنود الجيش الإسرائيلي، حسب بيان لـ«القسام».
ووقعت مواجهات متفرقة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، ظهر اليوم، بين شبان فلسطينيين والقوات الإسرائيلية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن خمسة فلسطينيين أصيبوا خلال مواجهات وقعت في مدينة الخليل وصفت اصابتهم بالطفيفة.
وأعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، حالة الطوارئ في كافة المستشفيات، كما أوعزت لمستودعات الوزارة وبنوك الدم بإمداد المستشفيات بالمستلزمات الطبية اللازمة والأدوية ووحدات الدم. وأضافت الوزيرة أن مستشفيات الضفة الغربية كافة جاهزة لاستقبال الجرحى من قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي على القطاع.l
بالمقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي من جانبه حالة تأهب للحرب متوعدًا بردٍ عنيف، ووجه بالفعل ضربات لأهداف في غزة، فيما يجتمع اليوم مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر -المعني باتخاذ القرارات الأمنية.l
ويأتي الهجوم الذي أطلق عليه «طوفان الأقصى» بعد يومين من استهداف القوات الإسرائيلية متظاهرين فلسطينيين في غزة؛ قال مسعفون إنهم أصيبوا عمدًا في الكاحل، وهي ممارسة متعارف عليها لشل حركة المتظاهرين، وذلك خلال الاحتجاجات الأخيرة ضد اقتحام المستوطنين الإسرائيليين المتكرر للمسجد الأقصى، والغارات الإسرائيلية على القطاع، وهي الاحتجاجات التي قُتل فيها شخص واحد على الأقل وأصيب العشرات.
وأعلن قائد هيئة الأركان في كتائب القسام، محمد الضيف، في بيان، اليوم، أن العملية تأتي ردًا على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداء على الأقصى وتوسع استيطاني وانتهاكات ضد الأسرى في سجون الاحتلال.
ويتفق مراقبين على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ومخابراته فشلا فشلاً ذريعاً في توقع الهجوم الواسع الذي شنته "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، تحت اسم "طوفان الأقصى"، فضلاً عن عجز قوات الاحتلال عن تأمين الحدود، ما سمح لعناصر المقاومة بالتوغل والسيطرة على معابر حدودية وقواعد عسكرية ومستوطنات في العمق الإسرائيلي.
وفي تحليل بعنوان "مفاجأة أكتوبر" قال الجنرال إليعزر مروم، القائد السابق لسلاح البحرية الإسرائيلي، إنّ إسرائيل وجدت نفسها بلا معلومات استخبارية تماماً، تشبه الفترة التي سبقت اندلاع حرب عام 1973.
ولكي يدلل على حجم الفشل، أشار مروم إلى أنه "بخلاف العمليات التي تنطلق من الضفة الغربية التي يمكن للجيش الاحتلال أن يفاجأ بها، فإنّ هجوم اليوم كان متوقعاً من حيث مستوى الفكرة العملياتية".
وعد ما شهدته إسرائيل اليوم بأنه يمثل "ناقوس إنذار" لما يمكن أن يحدث في حال تفجرت مواجهة على الجبهة الشمالية أو اندلعت مواجهات مع فلسطينيي الداخل.
وزعم مروم أنّ "الهدف الرئيسي لهذا الهجوم هو خطف جنود ومستوطنين إسرائيليين، واستغلالهم في صفقات تبادل أسرى، ما يزيد من التوتر في المنطقة".
وحذّر من أن "فشل الجيش الإسرائيلي في تأمين الحدود يمكن أن يؤدي إلى تصاعد التوتر على الحدود الشمالية وتفاقم الأوضاع في المدن المختلطة التي يقطنها فلسطينيو الداخل".
وشدد على أن جيش الاحتلال "مطالب أولاً بإعادة الأمن في المنطقة الجنوبية وفي الوقت ذاته التحسب لإمكانية تفجر ساحات أخرى". مضيفًا "تماماً كما قبل 50 عاماً عند اندلاع حرب أكتوبر"، لافتاً إلى أن "هجوم اليوم كان مخططاً له بشكل مسبق".l
وفي نفس السياق، وافق معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "هارتس" يوسي ملمان مع الآراء السابقة بشأن مدى تشابه المفاجأة التي واجهتها إسرائيل في هذا الهجوم مع تلك التي واجهتها في بداية حرب عام 1973، واصفاً تصرف "حماس" بأنه مشابه لتصرف مصر في ذلك الزمن.
وأضاف ميلمان، في تغريدته على "اكس": "كما حدث في يوم الغفران، فوجئت إسرائيل، وحماس تصرفت بشكل مماثل لمصر حينها، فأجرت مناورة وعبر مقاتلوها الحدود تحت غطاء تلك المناورة".
وعبّر ميلمان عن انتقاده لاستجابة إسرائيل البطيئة في هذا السياق، مشيراً إلى أن هذا يشير إلى نقص في المعلومات الاستخبارية لدى جيش الاحتلال، لافتاً إلى أن رسائل الجيش بعد مرور ساعات على بدء الهجوم كانت "غامضة".
وشهدت منطقة السويس في مصر، استنفارًا أمنيًا ورفع للاستعدادات في كل المرافق الطبية والدفع بأجهزة طبية على خلفية الهجوم، بحسب مصدر حكومي.
وأكد مصدر حكومي لوكالة أنباء آسيا على أن مصر تسعى لتأمين الفرق المصرية الموجودة في غزة لعمليات إعادة البناء وغيرها. يفيما حذرت وزارة الخارجية المصرية في بيان، اليوم السبت، من مخاطر التصعيد الحالي بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، عقب سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية على المدن الفلسطينية، داعية كافة الأطراف إلى ضبط النفس، كما دعت القوى الفاعلة دوليًا إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد، وحثت إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والالتزام بالقانون الدولي.