تتخذ هيئة تحـ ـرير الشـ ـام من معبري دير بلوط والغزاوية الواصلين مع مناطق سيطرة “الجيش الوطني” في عفرين ضمن منطقة “غصن الزيتون، وسيلة للتضيق على الأهالي عبر فرض الضرائب واحتكار المواد الغذائية والخضروات، كما تمنع أبناء المنطقة وسكانها من الدخول إلى إدلب في حال كانت كمية الديزل في خزانات السيارة تزيد عن النصف، وغالبا ما يتطور الأمر لحجز السيارة واعتقال صاحبها مع دفع غرامة مالية كبيرة، حسبما كشفت تقارير صحفية معارضة.
وبحسب التقارير، لا يقتصر الأمر على التحكم بالسلع الغذائية التي تدخل عبر المعبرين، بل وعلى الصعيد العسكري أيضاً، إذ يعتبر المعبران محور صراع بين هيئة تحـ ـرير الشام والفصائل، حيث تقوم الهيئة بالتضييق على العسكريين من أتباع باقي الفصائل العاملة في شمال غرب سوريا، عبر فرض التنسيق المسبق على مستوى القيادات للسماح لأي عسكري يرغب بالمرور عبر هذه المعابر، ومنعه من حمل السلاح عند العبور.
بينما تعتمد فصائل “الجيش الوطني” على هذين المعبرين كسلاح فعال ضد هيئة تحـ ـرير الشام عند أي خصومة أو تصعيد بين الطرفين.
ويلجأ “الجيش الوطني” إلى إغلاق المعبرين، كإجراء عقابي لردع هيئة تحـ ـرير الشام عند النزاعات العسكرية، ويجعل القيادة تثني قواتها عن التسلط ضد تكتلات “الجيش الوطني”، وذلك لما يمثلانه من أهمية اقتصادية كبيرة للهيئة، وأي إغلاق لهما يسبب توقف في الإمدادات المالية.
ويتجاهل كلا الطرفين تحركات المدنيين بين مناطق السيطرة، ويريد كل منهما فرض قوته وسطوته على الآخر، دون وضع أي اعتبار للمدنيين من إغلاق المعابر بوجههم أو منعهم من العبور للجهة الثانية.
ويقدم المعبران دخلًا ماديًا كبيرًا لفصيل هيئة تحـ ـرير الشام، يجعلها تشدد التدقيق عليه، لمنع عبور أي مادة دون دفع الضريبة المترتبة عليه، وهو امتداد للاحتكار التجاري الذي تعمل عليه في مناطق سيطرتها.
ولا تزال هيئة تحـ ـرير الشام تتبع سياسة احتكار المحروقات وبعض المواد الأساسية والخضار، عبر معبر دير بلوط الواصل بين إدلب وريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي، وذلك في سبيل زيادة ثروتها وانفرادها بالتحكم بالأسعار التي باتت الهاجس الأكبر لمدنيي إدلب وشمال غرب سوريا، ممن ضاقت بهم السبل وباتوا محارَبين حتى في لقمة عيشهم.
وتريد الهيئة من ممارساتها، بحسب مصادر معارضة، تلك إقصاء منافسيها وإجبار المدنيين في مناطق نفوذها على شراء المحروقات التي تستوردها من تركيا، عبر إيقاف المحروقات المكررة القادمة من ريف حلب، والتي تعد مرغوبة من قبل السكان المحليين لانخفاض أسعارها قياساً بأسعار محروقات الهيئة.
إلا أن التدقيق الذي انتهجته الهيئة في معبر دير بلوط لمنع دخول المواد المحتكرة من قبلهم لم يمنع عمليات التهريب التي اتخذ منها النساء والأطفال مصدر رزق لهم في ظل الفقر والغلاء وقلة فرص العمل والحاجة إلى مردود يساعدهم في تحمل أعباء المعيشة التي لم يعد الكثيرون في إدلب قادرين على تحملها.
وباب ما يعرف باسم "معبر الغزاوية" الفاصل بين ريف عفرين ومناطق ريف حلب الغربي، يعدّ من أكثر المعابر فرضاً للأتاوات أيضا، ومصدر دخل كبير لخزينة "هيئة تحـ ـرير الشام"، من خلال فرض الأتاوات على قوت المدنيين في المنطقة واحتياجاتهم، حتى بات سلاحاً بيد الهيئة لخنق إدلب وممارسة تسلطها على التجار وعوام المدنيين.
ويعتبر "معبر الغزاوية" شريان الحياة الذي يصل إدلب مع مناطق ريف حلب الشمالي، وهو طريق تبادل تجاري نشط، إذ يعتبر الممر الوحيد لعبور المحروقات القادمة من مناطق "قسد" إلى ريف إدلب، علاوة عن أنه طريق عبور لمختلف البضائع القادمة من ريف حلب الشمالي، وبالعكس.