تتصاعد معدلات الانتهاكات الحقوقية في مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها في ريفي الحسكة والرقة، المعروفة بمناطق “نبع السلام”، والتي سيطرت عليها في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2019، بحسب منظمات حقوقية.
و بلغت حصيلة الخسائر البشرية خلال الشهر الفائت 14 قتيلاً وفقاً للمنظمات، توزعوا على النحو التالي:
6 من المدنيين بينهم سيدة، هم: ( رجل وزوجته على يد الفصائل – 3 على يد الجندرما التركية – شاب تحت التعذيب داخل سجون الفصائل)
8 من العسكريين، هم: (1 باقتتالات فصائلية – 7 على يد قسد)
كما أصيب أكثر من 11 شخصًا من المدنيين والعسكريين بأعمال عنف خلال شهر آب ضمن مناطق نبع السلام
وشهدت مناطق “نبع السلام” خلال شهر آب اقتتالًا واحدًا كان بتاريخ 16 آب حين أصيبت سيدة و3 رجال بجروح، نتيجة اختراق قذيفة طائشة لجدار منزلهم، على خلفية اندلاع اشتباكات فصائلية عنيفة، استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة، بين مجموعة ماتعرف “بالموالي”، وفصيل فرقة “الملك شاه” من جهة، وعناصر من “الشرطة العسكرية” بدعم من فصيل فرقة “الحمزات” من جهة أخرى، إثر تنفيذ الأخيرة عمليات دهم وتفتيش لمنازل “الموالي” و”الملك شاه”، لاعتقال مهربي بشَر خارجين عن سيطرتهم.
على صعيد منفصل، توجه أعضاء من منظمة الأمم المتحدة “اليونسيف” الأولى في 28 آب إلى منطقة “نبع السلام”، حيث دخلوا عبر 4 عربات جيب مصفحة وسيارة فان و3 مدرعات عسكرية روسية، وسط حماية جوية من مروحيتين روسيتين، بعد عبورهم منطقة “نبع السلام” من قرية الأسدية الفاصلة بين مناطق قوات سوريا الديمقراطية ومناطق الفصائل الموالية لأنقرة.
وفي ملف الانتهاكات المستمرة من قبل الفصائل الموالية لتركيا، وثقت المنظمات، خلال شهر آب، 43 حالة اعتقال.
بينما خرج أهالي وسكان مناطق نبع السلام بمظاهرات ووقفات احتجاجية ضد الفساد والانتهاكات والواقع المعيشي الكارثي، حيث تم رصد أكثر من 6 تظاهرات ووقفات احتجاجية .
وترى منظمات حقوقية أنّ هذه الصورة القاتمة تزداد وتتمدد مع استشراء الفساد والاستبداد اللذين تمارسهما الفصائل الموالية لأنقرة دون رادع يقف أمامهم للحيلولة دون ارتكابهم لمزيد من الجرائم الإنسانية في حق المواطنين السوريين في مناطق “نبع السلام”، مجددة مطالبتها للمجتمع الدولي لحماية المدنيين في تلك المنطقة من الممارسات الممنهجة للفصائل والمتمثلة بعمليات سرقة وقتل ونهب وسلب واعتقال واختطاف.