قرغيزستان تستلم عشرات الأشخاص من عوائل “د ا ع ش“ من “قسد”

اعداد سامر الخطيب

2023.08.30 - 02:10
Facebook Share
طباعة

سلمت دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا، 64 طفلاً و30 امرأة ممن يحملون جنسية دولة قرغيزستان من عوائل تنظيم “د ا ع ش”، من مخيمي روج و الهول بريف الحسكة، لوفد من جمهورية قرغيزستان، برئاسة ممثل وزارة خارجية قرغيزستان والوفد المرافق له، وفق وثيقة رسمية وقعت بين الجانبين.


ويأتي ذلك، تماشيا مع الاتفاقيات الموقعة بين دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” مع الدول الذين لديهم رعايا في مخيمات ضمن مناطق “الإدارة”.


ولا تخلو عملية إعادة المرتبطين بـ"د اع ش " في مخيمات سوريا إلى أوطانهم من المخاطر، ولكن هناك طرقًا مهمة للتخفيف من تلك المخاطر المستقبلية. ولن تؤدي إعادة دمجهم في مجتمعات بلدانهم إلى معالجة جميع المشاكل القائمة الآن في مناطق اعتقالهم في شمال شرق سوريا، لكن السيناريو البديل، وهو ترك هؤلاء الأفراد لمصيرهم، يولّد خطراً أكبر بكثير على المجتمع الدولي.


بين العامين 2013 و2019، توجه ما يقدر بنحو 53 ألف رجل وامرأة وطفل من ثمانين دولة مختلفة إلى ما تسمى "الخلافة" التي أقامها تنظيم "داع ش" بغية الانضمام إلى التنظيم الإرهابي ودعم أنشطته. وبعد أربع سنوات من هزيمة التنظيم على الأرض، ما يزال أكثر من 60 ألف شخص تابعين له قيد الاحتجاز لأجل غير مسمى في شمال شرق سورية، ويعيشون في مرافق دون المستوى المناسب للعيش. ويشكل مصيرهم موضع نقاش دولي ساخن.


وعلى الرغم من هزيمة الخلافة المادية لتنظيم "دا ع ش"، إلا أنه ما يزال قائما كتنظيم إرهابي. ما يزال أتباعه يبايعونه، وما يزال التنظيم متماسكاًعلى الرغم من تنفيذ عمليتين ناجحتين للقضاء على كبار قادته. ومع استنزاف أعداد أتباعه، يرى التنظيم أن تحرير مرافق الاحتجاز والسجون في شمال شرق سوريا يشكل أساسًا لاستمراريته ونجاحه.


ويدير هذه المرافق أقرب شريك لأميركا في سوريا، وهو "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) الكردية. لكنّ وضع "قسد" كجهة غير تابعة للدولة أدى إلى عرقلة الجهود العالمية الرامية إلى معالجة وضع المعتقلين المنتمين إلى تنظيم "د ا ع ش" بشكل دائم.


وبخلاف الكيانات الأخرى التي تولت إدارة مخيمات مماثلة، فإن "قوات سورية الديمقراطية" ليست جهة فاعلة تابعة للدولة، كما أن تركيا، الحليفة الوثيقة للولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، تتهم "قسد" بأنها منظمة إرهابية على خلفية صلاتها بتنظيم "حزب العمال الكردستاني" الذي تصنفه الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية أيضًا.


ويتم احتجاز ما يقرب من 10.000 رجل وفتى مراهق في السجون التي تديرها "قوات سورية الديمقراطية"، وحوالي 2.000 منهم هم رعايا لبلدان ثالثة، أي أنهم قادمون من دول غير سوريا والعراق. وفي الوقت نفسه، يتم احتجاز النساء والقاصرين في معسكرات اعتقال منفصلة تديرها "قوات سورية الديمقراطية" أيضا. وفي حين تم بناء العديد من هذه المخيمات كأماكن إقامة مؤقتة لتقديم الخدمات الإنسانية للمدنيين النازحين من جراء النزاع في سورية والعراق، إلا أن الأمر لم يعد كذلك. فبعد بدء تدفق العناصر التابعة لتنظيم "د ا ع ش" منذ العام 2018، أصبحت هذه المرافق بشكل متزايد معسكرات اعتقال غير آمنة وغير صحية في الهواء الطلق.


ويُعد "مخيم الهول" أكبر هذه المخيمات، حيث كان يضم في ذروته في العام 2019 أكثر من 70 ألف شخص. أما اليوم فيضم ما يقرب من 50 ألفًا، 90 في المائة منهم من النساء والأطفال، بمن فيهم 25 ألف عراقي، و18 ألف سوري، و7.800 من رعايا بلدان ثالثة من سبع وخمسين دولة. وتجدر الإشارة إلى أن 23 في المائة من جميع السكان هم دون أطفال سن الخامسة من عمرهم، في حين أن 42 في المائة من السكان هم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام وثمانية عشر عاماً. وهناك أيضاً مخيمات أصغر مثل "مخيم روج"، الذي يبعد حوالي ستين ميلاً عن "مخيم الهول"، وتبلغ مساحته خُمس "الهول"، ويضم ما يقرب من 2.500 فرد، 2.100 منهم هم رعايا بلدان ثالثة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 7