عاد إسم "جند الشام" الى سوق التداول بأسماء مرت على أحداث نهر البارد، هذه الاسماء تتكرر اليوم في مخيم عين الحلوة، ويكشف فصيل من الفصائل الفلسطينية المتواجدة في المخيم، ان الخلايا الارهابية النائمة، إستدعت عناصر من "د ا ع ش" قبل اسبوع من خارج الحدود، لتنضم الى القتال الدائر داخل المخيم، حيث تجمعت كل الخلايا المتفرعة تحت اسماء عدة من "فتح الاسلام" التي تحولت الى "الشباب المسلم"، "عصبة الانصار" و"جند الشام" تحت لواء واحد.
فمن ارتكب المجزرة ضد الجيش اللبناني عام 2007 في مخيم عين الحلوة هو خضر شهاب قدور، وهو زوج شقيقة هيثم الشعبي ومحمد الشعبي اللذين دبرا ما حصل مع بلال بدر وعمر الناطور في مخيم عين الحلوة، وهما من حميا شادي المولوي بعدما كان قد أوقفه الامن العام اللبناني في 12 ايار 2012، وافرجت عنه المحكمة العسكرية في 25 ايار، وصل الى مخيم عين الحلوة في شهر تشرين الاول ،2017 وبقي هناك حتى 2019، ليغادر بعدها الى سوريا، مشيراً الى ان المولوي يدير العديد من الشبكات، مشيراً الى انه قبل اسبوع دخلت مجموعة تابعة لتنظيم "د ا ع ش" الى المخيم بعدما انتقلت من سوريا الى لبنان.
فهل من المحتمل ان يتكرر سيناريو نهر البارد في عين الحلوة؟
لا يستبعد عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطينيين هيثم زعيتر، في حديثه لوكالة انباء اسيا هذا المخطط، خصوصاً ان من نفذ عملية اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني الفتحاوي أبو أشرف العرموشي، ينتمون الى نفس المجموعات، ومن يديرهم واحد والهدف واحد، هو ضرب المقاومة، وسحب السلاح من المخيمات، وزعزعة الامن في لبنان خدمة لإسرائيل، مشيراً الى انه بعد اغتيال أشرف العرموشي، انتقل بلال بدر وعمر الناطور من منطقة تواريهما في جنوب مخيم عين الحلوة الى مخيم الطوارئ، عقدوا إجتماعاً ليلاً مع هيثم الشعبي وشقيقه محمد الشعبي،كاشفاً ان بلال بدر هو من طلب اغتيال العرموشي شخصياً، لافتاً الى ان ان العرموشي ينتقل بشكل يومي من حي البركسات سيراً على الاقدام وصولاً الى مركزه في البستان، وكان هناك مِرسال دائم بين هيثم الشعبي والعرموشي، ونوع من الاطمئنان لدى العرموشي بأن لا يتم الإحتكاك بين العناصر التابعة لهيثم الشعبي الموجودة في الطوارئ، وقوات الامن الوطني الموجودة في البركسات او في الشارع التحتاني للمخيم.
في مقابل هذا الاتفاق، تم تأمين وصول مجموعة بلال بدر، عمر الناطور، وحسن عزب فولزو الى مدرسة الناقورة القريبة من مدرسة السموع وبيسان في المكان المواجه لموقف السيارات.
عند وصول العرموشي الذي كان خارج المخيم، دخل الى مكتبه في حي البركسات ووضع قواته في حالة تأهب لتنفيذ قرار القيادة السياسية التي تضم مختلف الفصائل الفلسطينية، ومن ثم انتقل من مكتبه الى مكان اجتماع القيادات الفلسطينية لاخذ التوجيهات، ولكن اثناء مروره في موقف السيارات كان العرموشي في حالة إطمئنان نتيجة الاتفاق السابق مع هيثم الشعبي، ولكن لدى وصولهم الى منتصف الموقف تعرضوا لإطلاق نار بشكل متعمد من الطابق الاول في مدرسة الناقورة من قبل بلال بدر، عمر الناطور، وحسن عزب فولزو، حيث أطلق النار مباشرة من قبلهم بواسطة سلاح "أم 60"، ومن "قذيفة لانشر"، وإستمر إطلاق النار لمدة نصف ساعة وبتغطية مباشرة من هيثم ومحمد الشعبي.
ويؤكد زعيتر، ان من شارك في عملية الاغتيال هي مجموعة جند الشام التي تريد الانتقام من العرموشي بعدما إستطاع تطهير حي الطيري الذي كان يتواجد فيه بلال بدر بين 7 نيسان 2017 و12 منه، وأدت هذه العملية حينها الى خروج بلال بدر من هذا الحي.
وعلى الرغم من أن جميع الفصائل الفلسطينية، والاجهزة الامنية اللبنانية، تنفي احتمال تكرار سيناريو نهر البارد في عين الحلوة، إلا ان مصادر دبلوماسية دعت الى التذكير بما سبق وقالته مراكز الدارسات في إسرائيل حول الخوف من أن تتضمن خطة عبور المقاومة الى الجليل نقل أبناء المخيمات المسلحين إلى بلداتهم الأصلية شمال فلسطين، ولم تستبعد إمكانية توريط الجيش بحرب في المخيم.