كشفت مواقع متخصصة في الأمن السيبراني عن تسريب بيانات 2 مليون مصري، من قبل وزارة الصحة المصرية، دون أن توضح الوزارة أسباب ذلك وكيفية حدوثه.
وكانت منصة فالكون فيدز المتخصصة في رصد الهجمات السيبرانية، قد نشرت على حسابها على تويتر، أن هاكر كتب على منتدى خاص بالهاكرز على الدارك ويب أو شبكة الويب المظلمة يعلن من خلاله، أن لديه قاعدة بيانات ٢ مليون مريض مصري وقرارات علاجهم الصادرة عن وزارة الصحة بما يتضمن رقم القرار واللجنة التي أصدرته.
والإنترنت المظلم؛ هو مواقع إلكترونية على شبكة الإنترنت لا يمكن الدخول إليها إلا باستخدام برامج وأذون معينة، وبتستخدم كثيرا في أنشطة غير شرعية مثل بيع البيانات الخاصة وتجارة السلاح والبشر والمخدرات والأنشطة الإرهابية.
الأمر نفسه أكده موقع إنفو سيكيوريتي " وهو موقع متخصص في الأمن السيبراني"، إذ أوضح أن اسم المنتدى Popürler وإن الهاكر عرض بيانات ١٠٠٠ شخص كعينة لإثبات الجدية وطلب من المهتمين بشراء البيانات مراسلته على تطبيق التليجرام.
في المقابل تواصل موقع زا سايبر إكسبريس، مع وزارة الصحة المصرية وطلب منهم التعليق حسب ما نشر، لكن وزارة الصحة المصرية رفضت التعليق على الخبر.
لذلك حذر الموقع من أن مصر تتعرض في الفترة الأخيرة لهجمات سيبرانية كثيرة، وأشار إلى تصريح أمين حسبيني، المدير الإقليمي لشركة كاسبرزاكي الروسية الشهيرة في مجال الأمن السيبراني، أكد على أن الشركة أحبطت ١٣ مليون هجمة رقمية في مصر خلال الربع الأول من عام ٢٠٢٣ فقط.
الجدير بالذكر أنه قبل 3 أشهر تعرض موقع وزارة التربية والتعليم المصري للاختراق ايضًا. ففي منتصف أبريل/ نيسان الماضي، نشرت منظمة هيومان رايتس ووتش العالمية بيانًا اتهمت فيه الحكومة المصرية وشركة أكاديمي أسيسمنت البريطانية بتعريض بيانات ٧٢ ألف طالب مصري كاملة للخطر.
وأكدت المنظمة الدولية أن البيانات الحساسة شملت أكثر من 72 ألف سجّل تتضمن أسماء الأطفال، وتواريخ ميلادهم، ونوعهم الاجتماعي، وعناوين سكنهم، وعناوين بريدهم الإلكتروني، وأرقام هواتفهم، والمدارس التي يرتادونها، وصفوفهم الدراسية، وصور ملفاتهم الشخصية، ونسخًا من جوازات سفرهم أو هوياتهم الوطنية. وبقيت البيانات متاحة دون حماية على الإنترنت لثمانية أشهر على الأقل. وعرّفت السجلات 110 طفلًا بالاسم بأن لديهم شكل من أشكال الإعاقة.
وقالت المنظمة إنّ انكشاف معلومات سرية كهذه يُهدد سلامة هؤلاء الأطفال، ويُعرّض خطر إساءة استخدام بياناتهم واستغلالها الأطفال لأضرار جسيمة، منها انتحال الشخصية، والابتزاز، والاستغلال الجنسي، وقد تكون له عواقب طويلة المدى تؤثر على الفرص المتاحة لهم.
ويرى خبراء أن تسريب البيانات ليس فقط مسألة خرق للخصوصية وحرمة حياة خاصة لكل إنسان، ولكن تهديدًا مباشرًا له باستخدام البيانات هذه في ابتزازه أو إيذائه أو توريطه في قضايا لا علاقة له بها، و أوضحوا أن المجموعات التي تعرضت لتسريب البيانات في الحالتين كانت مجموعات يسهل تعرضها للابتزاز والايذاء "أطفالًا ومرضى".