لليوم الثالث على التوالي لا يزال العنف سيد الموقف في مخيم عين الحلوة، بعد فشل كل الاجتماعات والمبادرات التي تم العمل عليها على مدى الساعات والايام الماضية واخرها الاجتماع الذي عقد في دار افتاء صيدا بدعوة من المفتي سليم سوسان وضم الفعاليات الصيداوية فقط، ولم يخرج الاجتماع سوى بدعوة من أجل وقف الاقتتال الدائر، وتجنيب مدينة صيدا كتلة اللهب المتفجرة.
وعلى المستوى الميداني علمت وكالة أنباء آسيا من مصادر داخل مخيم عين الحلوة ان الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة رغم فترات من الهدوء النسبي، قبل ان تعود الامور الى التصعيد حيث يتم استخدام مختلف انواع الاسلحة المتوسطة والقذائف التي تطال محاور الاشتباكات داخل المخيم بشكل كبير، لا سيما في حي البركسات وترجح معلومات ان حركة فتح تسعى الى السيطرة على مراكز القوى الاسلامية المتشددة في التي تقوم بدورها بالتصدي لهجوم مقاتلي فتح.
وأكدت المصادر لوكالة آسيا مقتل المدعو أحمد جوهر بالاضافة الى اصابة بلال حمد وهو من قياديي المجموعات المتطرفة في حي الطوارىء داخل مخيم عين الحلوة.
كذلك تفيد المصادر ان معلومات تحدثت عن دور لقائد جند الشام الارهابي المطلوب بلال بدر ويعاونه الارهابي عمر الناطور في الاشتباكات، الى جانب الدور الذي يلعبه مسؤول جند الشام هيثم الشعبي في المواجهات الدائرة بين المقاتلين الاسلاميين من جهة ومقاتلي حركة فتح من جهة ثانية، حيث تشير المصادر الى أن عناصر الامن الوطني هم فقط الذين يشاركون بالمعارك من جانب حركة فتح.
واذ لا تنفي المصادر ما يحكى عن دور محتمل لمدير المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج ما ادى الى انفجار الاوضاع في مخيم عين الحلوة بهذا الشكل، لا يستبعد ان تكون عمليات الاغتيال التي شهدها المخيم سابقا لعبت دورا اضافيا في إذكاء نار الصراع، يضاف الى ذلك الخلافات الداخلية في حركة فتح مشيرة في هذا الإطار الى عملية اغتيال مسؤول الارتباط والعلاقات العامة في قوات «الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان العميد سعيد علاء الدين الملقب بـ"أبو نادر العسوس" قبل عام، يضاف الى ذلك دور القوى الفلسطينية على الساحة اللبنانية في دعم الجبهة في الداخل الفلسطيني، وربما يتم العمل على التخفيف من وطأة الدعم الحاصل للداخل الفلسطيني عبر الحدود الجنوبية في لبنان، من خلال إشعال الجبهة الداخلية.