شح المياه في الحسكة يشعل غضب العشائر

اعداد سامر الخطيب

2023.07.31 - 12:40
Facebook Share
طباعة

أعلنت فعاليات مجتمعية وعشائرية وجمعيات خيرية من مدينة الرقة استعدادها لإطلاق قوافل من الرقة وريفها، لنجدة مدينة الحسكة ومناطق الريف، التي مازال سكانها المحليون يعانون من مسألة عدم توفر المياه منذ ما يقارب الشهرين، نتيجة توقف محطة مياه علوك التي تغذيها، ما أدى إلى حرمان سكان الحسكة من مياه الشرب، في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير.


وتأتي هذه الفزعة، بعد أيام من إعلان عشائر دير الزور وناشطيها إطلاق حملة “فزعة عشائر دير الزور”، حيث تم التجهيز لانطلاق قافلة أولى يوم غد الثلاثاء مؤلفة من عشرات الصهاريج، لإمداد الحسكة بالمياه والمساعدات الإغاثية، بعد تقاعس الجهات الدولية والإقليمية بالتدخل المباشر وإبعاد المحطة عن الملف العسكري والسياسي.


وتلبيةً لنداء فزعة عشائر دير الزور، بدأت جمعيات خيرية وتجار ومتبرعين وشخصيات عشائرية في الرقة، التنسيق والتجهيز لإطلاق قوافل وصهاريج مياه من الرقة باتجاه الحسكة، وفق ما قاله الناشط الإعلامي (أ.ع)، في ظل استمرار معاناة الأهالي في مدينة الحسكة نتيجة شح المياه.


كما أطلق ناشطون وفاعلون اجتماعيون من ديرالزور امس حملة “فزعة عشائر دير الزور لإخوانهم في الحسكة”، لتأمين صهاريج مياه وإطلاقها كقافلة خلال هذا الأسبوع باتجاه محافظة الحسكة، ووضع آلية لضمان وصول الماء.


وأمام هذا الوضع الكارثي واستمرار انقطاع المياه تستمر المبادرات الشعبية لتأمين حاجة الأهالي فخلال الأسبوع المنصرم تم ارسال العشرات من صهاريج المياه من القامشلي والرقة إلى الحسكة من أجل توفير المياه للأهالي، الذين باتوا يعانون الأمرين نتيجة استمرار انقطاع المياه وانهيار قيمة الليرة السورية.


وتستمر معاناة الأهالي في مدينة الحسكة نتيجة شح المياه، حيث لا تزال محطة مياه “علوك” المغذية لمدينة الحسكة وبعض القرى في ريفها متوقفة عن العمل، والتي تقع ضمن منطقة “نبع السلام” الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، مما يحرم نحو مليون و200 ألف نسمة من نعمة المياه.
كما تضرر نتيجة توقف ضخ مياه المحطة عدد من المخيمات، التي تأوي مهجرين ونازحين وعوائل تنظيم “د ا ع ش”، ولجأ الأهالي لشراء المياه من الصهاريج بأسعار مرتفعة وصلت لحد مبلغ يتراوح بين 15 إلى 20 ألف ليرة سورية، في ظل حاجة الأهالي الكبيرة للمياه.


في سياق متصل، صرح مسؤولون في “الإدارة الذاتية” بأن بحيرة سد تشرين فقدت 4 أمتار ونصف عمودية من أصل 5 أمتار أي ما يزيد عن 85 بالمئة من مخزونها الأساسي كبحيرة، الأمر الذي انعكس سلباً على تشغيل عنفات توليد الكهرباء في السد، بسبب انخفاض المياه وعدم قدرتها على تشغيل كامل العنفات، حيث تعمل عنفتان فقط من أصل 6 عنفات موجودة على السد، ما أدى إلى تفاقم الأزمة التي تنذر بكارثة إنسانية ستطال مناطق شرق الفرات.


وتعمل السلطات التركية، على حبس مياه نهر الفرات منذ أكثر من 30 شهراً وباستمرار، وتسبب ذلك في استنزاف المياه المخزنة في السدود بنسبة 85 بالمئة من الكميات المخزنة في الحالات الطبيعية، حيث تضررت قطاعات كثيرة منها قلة المراعي وبالتالي تضرر الثروة الحيوانية ، كما طال الضرر الزراعة التي يعتمد عليها أغلب سكان شمال شرق سوريا، ناهيك عن توليد الكهرباء بنسبة 80 بالمئة، مما شكل استياءً شعبيًا واضحًا من قلة ساعات التغذية الكهربائية وازدياد ساعات التقنين.


وبالرغم من أنخفاض كبير في منسوب البحيرات الموجودة على النهر، لم تحاول أي جهة التدخل لحل هذه المعضلة بالرغم من النداءات المتكررة للمنظمات المعنية ، بضرورة ضخ تركيا حصة سورية من مياه النهر محذرين من حدوث كارثة إسانية في المنطقة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 2