"دولة الرجل الواحد"، ثلاث كلمات كانت كفيلة بشن حرب إفتراضية على لبنان ووزير إعلامه مجدداً بعد حاثة مماثلة قبل سنوات مع الوزير جورج قرداحي، فيما وصلت بعض دعوات المغردين السعوديين على وسائل التواصل الاجتماعي الى ضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية مع لبنان.
الهجمة الافتراضية على وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد مكاري، جاءت بسبب حديثه خلال مقابلة تلفزيونية، حول أن السعودية "لديها رؤية ومشروع 2030، في حين أن لبنان يعاني من غياب المشروع"، فأجاب مكاري "إذا كان هناك بلد يحكمه حاكم واحد، وهذا الحاكم لا يستطيع أحد أن ينتقده، فكيف يكون في هذا البلد حرية؟".
الامر الذي اعتبره مغرّدون سعوديون تلميحاً واضحاً عن السعودية وعدّوه "تدخلاً في الشأن السعودي، وانتقاداً مباشراً لولي العهد محمد بن سلمان"، فيما وصف آخرون الكلام بأنه "مسيء للسعودية ومسيء للعلاقات الثنائية بين البلدين".
كما ذكّر بعض السعوديين بعدد اللبنانيين العاملين في الدولة الخليجية الغنية، وأنّ كلام مكاري يضعهم في موقف صعب.
في المقابل، أعرب مغردون لبنانيون عن رفضهم التهجّم على وزير الاعلام، مؤكدين أنه "لم يقم بتسمية الدولة التي وصفها بأنها دولة حكم الرجل الواحد"، وأنه "تكلّم بشكل عام ولم يتطرّق إلى موضوع السعودية".
الوزير مكاري وتعليقاً على الهجمة المُثارة ضده، أكد في حديث لوكالة أنباء اسيا، ان كلامه أُخذ في إتجاه آخر، لافتاً الى انه كان يتحدث عن الحربات الاعلامية وحرية التعبير في البلاد، وأعطى مثالاً على ذلك، ولم يكن يقصد الانتقاص من السعودية او الاساءة الى الحكم فيها.
وشدد مكاري في حديثه لآسيا، انهم أرادوا عن سابق إصرار وترصد أخذ الكلام نحو هذا الاتجاه لإفتعال أزمة بين لبنان والسعودي، مؤكداً ان لا أزمة دبلوماسية مستجدة مع الرياض.
وعما إذا كان قد تلقى إتصالات من قبل المسؤولين في لبنان عاتبته على كلامه في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها لبنان، أكد مكاري لآسيا انه لم يتلقى اتصال معاتبة من أحد، وعلى العكس فهو يصر دائماً في خطاباته وإجتماعته الدولية والعربية على توطيد العلاقة مع الاشقاء العرب وتحديداً السعودية.
وسبق أن انتقد سعوديون مكاري، عقب تعيينه وزيراً، بسبب حسابه على تويتر الـ"حافل بالتغريدات المسيئة للسعودية" على حدّ زعمهم، من بينها تغريدات انتقدت اعتقال مواطنين لبنانيين، وأخرى أدانت قتل المعارض السعودي جمال الخاشقجي.
الامر الذي اثار إستغراب الوزير مكاري، مشيراً في حديثه لآسيا الى ان هذه التغريدات تعود لخمس سنوات خلت وأكثر، ووضع إنتقادات المغردين السعوديين في ‘طار حرية الراي والتعبير، قائلاً انها تبقى في حدودها الافتراضية.
وكانت أزمة دبلوماسية كبرى بين لبنان والدول الخليجية، اندلعت مع وزير الإعلام السابق جورج قرداحي عام 2021، الذي استقال من الحكومة بعد ضغط داخلي وخارجي عليه، بسبب نشر موقفه من الحرب على اليمن خلال مقابلة مصوّرة سبقت استلامه لمنصبه الوزاري.
ووصف قرداحي يومها الحرب على اليمن بالعبثية، مما استتبع ردود فعل سعودية غاضبة، وسحباً للسفراء وقطعاً للعلاقات، تبعت الرياض فيه معظم العواصم الخليجية، وجعلت الوزير قرداحي يقدّم استقالته من الحكومة، مبرّراً ذلك بمصلحة الشعب اللبناني العليا، وعلى أثر ذلك أعادت الرياض وحلفاؤها علاقاتها الدبلوماسية مع لبنان.