على أعتاب ذكراها ال50 كيف استعاد اللبنانيون ذكرى الحرب الأهلية؟

2024.04.13 - 11:12
Facebook Share
طباعة

حلّت الذكرى ال49 للحرب الأهليّة المشؤومة اليوم على وقع المخاطر المحدقة بالوطن في الداخل وعلى الحدود, بالأمس شيّعت مدينة جبيل المغدور باسكال سليمان, الذي قضى في جريمة زادت من حدّة الاتهامات بين الأطراف المختلفة، ما رفع من وتيرة التشنج بين اللبنانيين المنقسمين أصلاً. وتحت وطأة هذه المستجدات أخذ الخطاب السياسي منحى آخر،

لتهدئة الشارع والحدّ من تفاقم الأزمة خصوصاً وأنّ البلاد تعيش حالة حرب منذ أكثر من ستة أشهر في الجنوب، وما يرافقها من مقاربات متناقضة، إضافة الى الأزمة الاقتصادية والمعيشية, وقبل ذلك هزّت جريمة أخرى الساحة اللبنانية حيث قضى ضحيّتها المغدور محمد سرور بعد اختطافه وتعذيبه، وتوجّهت أصابع الاتهام إلى الموساد الاسرائيلي وكانت

بلدة اللبوة قد شيّعت فقيدها الصرّاف سرور قبل يوم أمس، واكتفى ذووه بانتظار نتائج التحقيق للقصاص من المجرمين.

 

وعلى المقلب الآخر على الحدود مع فلسطين المحتلّة لا تزال الجبهات مع العدو مشتعلة منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر وخلّفت الشهداء والجرحى وهجّرت الكثير من سكان القرى المتاخمة للحدود الشمالية لفلسطين المحتلّة, في وقت أتخمت فيه الم قا ومة العدو بالعمليات العسكرية اليومية ردّا على اعتداءاته وكبّدت جنوده ومستوطنيه خسائر فادحة.

 

إنّ تصفّح صور المجازر والأشلاء والجثث والدمار والخراب الذي حلّ بوطننا في الحرب الأهليّة كفيلٌ لمن يمتلك الوعي والحسّ الإنساني والأخلاق بأن يتّعظ من التجربة التي ذاق كلّ لبنانيّ مرّها وشعر بشناعتها وإن كان من الجيل الذي لم يعايشها، لعلّنا نجنّب أولادنا وأحفادنا علقم الكأس المكروه، فنحيد عن لغة التقسيم والتصنيف والتخوين وازدواجية

المعايير التي لم تجرّ لبلادنا سوى الهلاك، فنعترف ولو لحينٍ بأن الوطن للجميع وأن الحرية لا تُجزّأ وأن الدم أحمرٌ أينما سُفِك وأن الأديان السماوية قد كرّمت الإنسان وحثته على العيش الكريم ورفض الذلّ والمهانة.

دام الوطن لأبنائه يحمون الحدود ويدرأون الفِتن ويبذلون الأرواح والمُهج في سبيل حريته وكرامته، ودامت الحريّة شمسًا ساطعة رغم أنف الأعداء والمتربّصين ببلادنا وأبنائها وثرواتها ولا أعاد الله علينا تلك المحطّة السوداء في تاريخ وطننا. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 3