تصفية القحطاني.. خطوة لزعيم النصرة نحو الانفراد بـ "السلطة الجهادية"

سفيان درويش

2024.04.07 - 04:09
Facebook Share
طباعة

 تحدثت مصادر جهادية عن اغتيال "أبو ماريا القحطاني" الرجل الثاني في تنظيم "هيئة تحرير الشام بوصفه عملية اغتيال مدبرة من قبل "أبو محمد الجولاني"، للتخلص من القيادي الذي خرج من سجون "النصرة"، قبل أقل من شهر على خلفية ورود اسمه في ملف قضية شغلت الأوساط الجهادية آنذاك وعرفت باسم "قضية العملاء"، في واحدة من كبرى الخطوات التي حاول من خلالها "الجولاني"، التخلص من الشخصيات الجهادية غير السورية وخاصة التي تمتلك النفوذ الكبير ضمن شمال غرب سورية، علما أن "القحطاني"، من الشخصيات التي كثرت الأقاويل حول أصوله الحقيقية، ليثبت أخيراً أنه من العراقيين الذين دخلوا الأراضي السورية في آواخر العام 2011، للعمل على تأسيس المجموعات المسلحة، ويوصف بـ "المؤسس الحقيقي"، لـ "جبهة النصرة"، كذراع لتنظيم "القاعدة"، داخل الأراضي السورية، إلا أن تعيين "أبو محمد الجولاني"، جاء لضمان التفاف السوريين حول التنظيم آنذاك، باعتباره سوريا.
حادثة الاغتيال تمت وفقا للمصادر الجهادية من خلال ثلاث أشخاص، زاروا "القحطاني"، يوم أمس في مقر إقامته في مدينة "سرمدا"، بريف أدلب الشمالي لتقديم هدية له، وبحضور "يوسف الهجر"، الشخصية الأكثر غموضاً بالنسبة للجهاديين في إدلب، وبحسب المعلومات فإن الهدية التي حملها المنفذون هي "سيف دمشق موضوع في عبوة خشبية كبيرة"، تبين إنها مفخخة بعبوة ناسفة انفجرت حين وصول حاملها إلى القحطاني لتقديهما، ما أدى لمقتل الأخير وحامل الهدية وإصابة "الهجر"، في حين تمكن الاثنين الآخرين من الفرار إلى جهة مجهولة بعد العملية.
نقل القحطاني والهجر وعدة أشخاص إلى مشفى "باب الهوى"، القريب من الحدود مع تركيا، ثم نقلت جثة القحطاني إلى إدلب ليتم دفنها هناك بحضور لافت من "أبو محمد الجولاني"، وتقول مصادر خاصة لـ "وكالة أنباء آسيا"، أن رتلاً كبيراً من السيارات التي حملت شخصيات تتحدر من المنطقة الشرقية في سورية، توجه من مناطق إدلب إلى مشفى "باب الهوى"، لحماية "الهجر"، ومن معه من مصابين، فالأخير يتحدر من مدينة "الشحيل"، الواقعة بريف دير الزور الشرقي، والتي تعد من المناطق الأولى التي ظهرت فيها التنظيمات المسلحة ذات الشكل الإسلامي في العام 2011، وقد عمد "القحطاني"، بحكم العلاقات بين العشائر العربية في سورية والعراق، إلى التقرب من الشخصيات المتحدرة من أصول عشائرية منذ دخوله إلى سورية.
المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، عن مهمة الهجر تؤكد أنه واحد من ضباط الارتباط المباشرين بين "النصرة"، وقوات التحالف الدولي من جهة، والاستخبارات الفرنسية من جهة ثانية، وتقول مصادر فضلت عدم الكشف عن هويتها أن التبادل المعلوماتي مع دول التحالف والناتو، تنفذه النصرة عبر "الهجر"، الذي يجيد اللغتين الفرنسية والإنكليزية بطلاقة، وهو من الشخصيات التي قلما تختلط مع شخصيات تعارض وجود "الجولاني"، في قيادة النصرة، إلا أن علاقة مصاهرة تربطه بـ "القحطاني"، أفضت لتقديمه الحماية الكاملة للأخير منذ خروجه من السجن مؤخرا، وتشدد المصادر على إن "الهجر"، له دور كبير في تصفية قيادات تنظيم داعش التي تم اغتيالها ضمن مناطق تسيطر عليها النصرة أو القوات التركية، خاصة "أبو بكر البغدادي"، الزعيم المؤسس لتنظيم "داعش".
وتقلل المصادر من رغبة الجولاني في تصفية "الهجر"، إلا أنها تشدد على إن الموقف الذي اتخذه مؤخراً باستضافة "القحطاني"، وتقديم الحماية له أظهرت نوعاً من الخلاف بينه والجولاني، وقد تكون إصابته من احتمالات الخسارة التي وضعها الجولاني في حساباته لعملية اغتيال منافسه العراقي "أبو ماريا القحطاني"، لكن المصادر تؤكد أنه في حال نجاة "الهجر"، من الموت وتعافيه، فإن الخلاف سيكون على أشده مع الجولاني، وقد يذهب نحو تسريب معلومات عن تورط "الجولاني"، في عملية تصفية الشخصيات الجهادية من موالي القاعدة والنصرة من قبل التحالف الأمريكي، الأمر الذي قد يؤدي لانقلاب بعض حلفاء زعيم النصرة عليه من باب خشيتهم على أنفسهم على الأقل.
أصابع الاتهام في تصفية "القحطاني"، تشير إلى "الجولاني"، الذي يريد كامل الشخصيات الجهادية التي تنافسه على المستوى القيادي، كما يريد تصفية كامل الشخصيات الجهادية التي تدير رؤوس أموال ضخمة ضمن مدينة "سرمدا"، التي تحولت بفعل النصرة إلى عاصمة اقتصادية لشمال غرب سورية، وإذا تمت عمليات التصفية التي يريدها الجولاني، فإنه سيسطر على أموال هذه الشخصيات أولاً، ويضمن لنفسه البقاء المستدام ضمن قيادة النصرة ثانياً، خاصة وأن المعطيات تشير إلى فترة ما بعد عيد الفطر ستشهد تحركات محتملة من قبل القوات التركية ضد النصرة، ومناصريها تبدا من شمال حلب، والأمر قد يمتد إلى داخل المناطق التي يعتبرها "الجولاني"، حدوداً لـ إمارته التي يعمل على تقديمها للدول الأوروبية على إنها منطقة "سنية معتدلة"، بعد جملة من الخطوات التي اتخذها بهدف إزالة اسمه وتنظيمه من اللائحة السوداء لـ مجلس الأمن.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 7