أثار اعتذار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدولة قطر عن العدوان الإسرائيلي على الدوحة استياءً واسعًا في أوساط إسرائيلية، معتبرين أن الاعتذار مهين لإسرائيل، بينما حصلت قطر على ما تريد من موقف إسرائيل. وشهدت العديد من المقابلات التلفزيونية الإسرائيلية ليلة الاثنين انتقادات حادة لهذا الاعتذار، مؤكدين أنه ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن اعتذر نتنياهو للأردن عن محاولة الموساد اغتيال خالد مشعل في عمان عام 1997، وكذلك للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عام 2013 عن الهجوم على سفينة مرمرة التركية المتجهة لكسر الحصار على غزة عام 2010، بالإضافة إلى اعتذارات أخرى شملت مناسبات متعددة وصولًا إلى قطر أمس.
تفاصيل الاعتداء القطري والإسرائيلي:
ووفق هيئة البث الإسرائيلية، فإن نتنياهو لم يبلغ كبار المسؤولين السياسيين بالاعتذار، وهو ما أثار قلقًا داخليًا حول أسلوب اتخاذ القرار المفاجئ. كما وافقت إسرائيل على دفع تعويضات لعائلة عنصر الأمن القطري بدر الدوسري الذي استشهد أثناء العدوان على الدوحة يوم التاسع من سبتمبر، بالإضافة إلى خمسة شهداء آخرين من المقيمين، بينهم كبار مسؤولين في حركة حماس.
التوترات الإسرائيلية ضد قطر:
وتتصاعد التوترات الإسرائيلية ضد قطر منذ فترة طويلة، واتهامها بدعم الإرهاب، خاصة بعد حرب أكتوبر 2023 على قطاع غزة.
واعتبر البعض أن الاعتذار يمثل خضوعًا دبلوماسيًا غير مسبوق لإرادة قطر، بينما وصفه وزير المالية بتسليل سموتريتش بأنه "مخزٍ". وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا": "لا يُصدق أن نتنياهو اعتذر للقطريين الذين لم يدينوا مجزرة السابع من أكتوبر، بينما لم يعتذر لشعب إسرائيل عن القتلى والمختطفين في عهده".
قراءة دبلوماسية للتحركات الإسرائيلية:
من جهته، رأى إيتمار بن غفير أن الهجوم كان "عادلاً وأخلاقياً"، مؤكدًا أن قطر تدعم الإرهاب وتموله، وفق مزاعمه، في حين اعتبر محللون آخرون أن الاعتذار يعكس حسابات دبلوماسية دقيقة تهدف لتخفيف التصعيد مع قطر وضمان استمرار القنوات السياسية والتنسيق الأمني. يشير هذا التطور إلى أن نتنياهو يسعى لتجاوز الأزمات الدبلوماسية على الساحة الإقليمية، لكنه يواجه رفضًا داخليًا واسعًا، مما يعكس توازنًا هشًا بين السياسة الخارجية الإسرائيلية والضغط الداخلي، ويؤكد أن الاعتذارات الإسرائيلية السابقة، رغم اختلاف سياقاتها، باتت تشكل أزمة داخلية تتطلب إدارة دقيقة للسياسة الداخلية والخارجية على حد سواء.