المخاطر التي يتعرض لها المغترب اللبناني من الاجهزة المخابراتية

خضر عواركة – وكالة أنباء آسيا

2025.08.07 - 12:07
Facebook Share
طباعة

 ثلاثة مخاطر يتعرض لها اللبناني في الخارج
أولًا، تسعى جهات لبنانية مصنفة إرهابيًا في الخارج لتجنيده للاستفادة منه، ولا يراعون أنه طالب أو مغترب يبغي العيش الكريم، بل يستغلونه لصالح مسؤولين غالبًا هم فاسدون وفاشلون، لأن الاستخباراتي الناجح لا يجند لبنانيًا، بل يسعى لتجنيد أي شخص بعيد كل البعد عن اللبنانيين ويجند ضباطًا من نفس البلاد أو من إسرائيل، أما اللبناني فهو مكشوف للأجهزة في البلاد التي يقيم فيها، وكل اتصالاته مراقبة، ومشاويره مراقبة، وأصحابه لا شك بينهم، جواسيس، ويتقربون منه لأنهم جواسيس. هذا واقع الحياة للمغتربين.
الخطر الثاني هو الأقارب المنتمين لمنظمات مصنفة إرهابيًا خارج لبنان؛ أي قريب عضو في منظمة مصنفة إرهابية، يجندونه لتجنيد أقاربه في الخارج. لذا، اقطعوا اتصالاتكم بأقاربكم المصنفين إرهابيين. من يريد أن ينجح استخبارياً لا يجند لبنانيًا، بل يجند أجنبيًا لا يلفت الأنظار.
الخطر الاخر هو سعي الموساد لتجنيد أي لبناني مغترب، ولو كان بالإمكان تجنيد الشعب اللبناني كله، فإن إسرائيل ستفعل ذلك. لهذا، لا تقولوا "من أنا ليجندوني؟" سوف يحاولون مع كل لبناني في الخارج كي يجندوه، وإن لم يتصلوا بك فقد فعلوا ووجدوك غير مناسب لهم دون أن تشعر، وحظك جيد أنهم لم يفعلوا.
المخاطر من سعي الموساد حقيقية، وقدراته المذهلة على معرفة كل شيء عن اللبنانيين في الخارج، لأن لديه في لبنان أرشيف كل اللبنانيين حصل عليه من جواسيس في لبنان منذ سبعين عامًا يجمعون معلومات عن كل لبناني يعيش في لبنان وفي الخارج. والموساد يجند أي لبناني يقبل التجنيد ويوقعه في فخ الطمع بالمال أو فخ الحماية أو الترهيب والابتزاز.
كيف يعرفون عنك كل شيء؟
الموساد يحصل على معلومات كل الحكومات الأميركية والكندية والعربية والأوروبية، وهم من يقدمونها لإسرائيل لوجود اتفاقيات تبادل معلومات معهم.
كيف يوقعون بكم؟
• الأصدقاء الجدد... خصوصًا من تحبونهم بسرعة ولديهم شخصيات مميزة وفكاهية وقريبة من القلب؛ هؤلاء غالبًا محترفون.
• عبر العلاقات العاطفية.
• عبر الطمع بالمال والمنصب والوظيفة والفرصة والشهرة والجوائز والتسهيلات للحصول على الإقامة والجنسية، وهي كلها أدوات ابتزاز، لكن الموساد وأجهزة استخبارات الدول التي يقيم فيها الشخص البريء غالبًا ما تخدع الطامعين ولا تساعدهم أبدًا، بعدما يصبح عبدًا لهم فور قبوله العمل لصالحهم وتصوير محادثاته بالفيديو معهم.
• عبر أصحابكم المقربين وهو نفس أسلوب عصابات ترويج المخدرات.
• عبر الابتزاز بصوركم معهم، ثم يهددونكم بنشر الصور ويقولون: "أنا إسرائيلي، سأُنشر صورتي باللباس العسكري الإسرائيلي وصورتي معك حتى يظن كل الشعب اللبناني أنك عميل لإسرائيل." وهذا أسلوب معروف واستعملوه كثيرًا.
كيف تقاوم هذا الأسلوب؟
• انشر أنت الصور إن نشروها، وانشر قصة محاولاتهم فور حصولها، وابلغ السلطات بحضور محامٍ.
• الأسلوب الثاني: إعطاؤك المال، تعويدك على الدين، عرض وظائف برواتب خيالية، مساعدتك في إيجاد عمل والحصول على جنسية. في هذه الحالات، لا تقبل مساعدتهم أو ابتزازهم، وإن وقعت في فخهم لا ترضخ، واذهب إلى الشرطة وابلغهم وانشر قصتك، ولا تقبل الرضوخ لهم؛ حين تعلن على الملأ قصتك سيهربون من ملاحقتك.
• الأسلوب الثالث: تهديدك بقتل أهلك ومن تحب. لن يقتلوا أحدًا، بل هو مجرد ابتزاز. والجواب هو: "اقتلوهم، ولن أعمل معكم." وافضحهم فورًا في وسائل الإعلام مثل فيسبوك وإنستغرام، وعبر الشرطة قدم شكوى للقضاء.
• التضييق عليك بالعمل أو بالإقامة وتهديدك بالترحيل. قل لهم: "رحلوني، ولن أعمل معكم، وسأفضحكم."
كيف نهرب من التجنيد؟
1. تعلنون على السوشال ميديا ما يحصل معكم.
2. وتخبرون الشرطة فورًا بمحضر رسمي في مركز مخفر بحضور محامٍ.
3. ولا تذهبوا دون محامٍ.
4. ولا تخبروا المحامي قبل وصولكم لمقر الشرطة ما هي المشكلة، بل قولوا: "خذ أتعابك وتعال معي"، والأفضل اختيار محامٍ حقوقي مشهور بالنزاهة.
5. أفضل الأعمال لحماية نفسك هي النشر، ومن ليس لديه صفحة يعمل صفحة وينشر كل القصة بالتفاصيل ويناشد السلطة المحلية حمايته، لأن أجهزة الاستخبارات تخشى الفضائح، وخصوصًا ذكر أساليبها الإجرامية في ابتزاز الأبرياء.
لماذا يلاحقون اللبنانيين؟
لأن معركة اللبنانيين مع إسرائيل ليس اللبنانيين سببها، بل إسرائيل تريد تجنيد أي لبناني يمكنها تجنيده، وكذا تفعل أجهزة الدول التي يقيم فيها المغترب اللبناني. التجنيد يوفر لهم معلومات مجانية، وهم يعدون المجندين بالمال، لكن حين يصبح متعاونًا لا يعطونه ولا فلسًا، بل يبتزونه ويصبح عبدًا لهم.
لمعرفة كيفية الأساليب الخاصة بالتجنيد
أساليب التجنيد والابتزاز الاستخباري
في عالم المخابرات، استراتيجيات التجنيد تعتمد غالبًا على أربعة محاور رئيسية تُعرف بـ MICE:
• المال (Money): تقديم مزايا مالية مغرية أو استغلال معاناة مالية، كأن يُعرض على الشخص وظيفة مغرية أو مبلغ كبير مقابل معلومات.
• الأيديولوجيا (Ideology): استمالة الإنسان عبر معتقداته، مثل تأجيج الشعور بالظلم أو تأكيد الهوية الدينية أو الوطنية.
• الابتزاز (Compromise): استخدام معلومات مذلة أو صور خاصة للضغط على الشخص، إما مباشرة أو لاحقًا.
• الغرور (Ego): استغلال الرغبة في التأثير أو التميز، فمن يظن أنه يستطيع "تغيير العالم" قد يصبح أكثر عرضة.
من الوسائل المتبعة:
• الفخ الجنسي (honeytrap): انتحال شخصية مغرية (مثل امرأة في العلاقات التقليدية) لجذب الهدف، ثم تصويره في وضع يخدم الابتزاز لاحقًا.
• التوظيف الوهمي: إنشاء مكاتب توظيف أو شركات وهمية تحت غطاء تحليل أو تدريب، لجذب مهندسين أو مختصين ثم استخراج معلومات حساسة منهم.
• الروابط المزيفة: التواصل عبر قنوات مشبوهة أو مواقع وهمية تبدو تابعة لدول أو جهات رسمية، لجذب المستهدف إلى فضاء غير آمن.
أمثلة حقيقية:
• مهندسان لبنانيان في شركة الاتصالات "ألفا" تعرضا للتجنيد: الأول أدلى بخطط شبكة الهاتف ومواقع المفاتيح، والثاني تم استدراجه عبر مقابلة في قبرص، وتلقى مبالغ مالية صغيرة جدًا ثم ابتزوه وعُرِض عليه العمل مجانًا لتقديم بيانات مطلوبة جدًا للمراقبة والتجسس.
• حالة "ziyad Ahmad": استُدرج عبر "honeytrap"، وابتُز بصوره في مواقف محرجة، ما أدى إلى اعترافه بالتجسس لصالح الموساد.
• حملة إلكترونية مزيفة: مجموعة مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني أنشأت شركات توظيف وهمية مثل "VIP Recruitment" لاستدراج موظفي أمن من لبنان وسوريا وإيران للاستفادة من معلوماتهم أو ملاحقتهم لاحقًا.
هذه الوقائع تؤكد الخدعة القاسية التي تمارسها الأجهزة الاستخباراتية: تبدأ بجذب ذكي، ثم ابتزاز يطيح بحياة واستقرار المغدور.
الموساد ينشر يوميًا إعلانات عن وظائف يمكن شغلها من المنازل برواتب عالية جدًا ومغرية، لكن حين تقدم الطلب وتصبح عاملًا مهمًا، يصارحونك أنك ستعمل معهم مقابل عدم فضح توظيفك معهم.
ضحايا دفعوا أثمانًا باهظة:
• أولئك المهندسون الذين خانوا المهنة أو الوطن بسبب عرض مغرٍ، فقدوا حريتهم وفرصهم الاجتماعية، وربما انتهت حياتهم داخل السجون أو يُلاحَقون قانونيًا.
• "زياد أحمد" سُجن وتعرض لمساءلات قانونية وأمنية، والتهم الموجهة إليه كانت ثقيلة جدًا، من المتوقع أنها أثرت على عائلته وسمعته.
• الضحايا الإلكترونيون الذين تواصلوا مع شركات وهمية قد يكون مصيرهم اعتقالات أو ملاحقات مستقبلية بناء على معلومات جُمعت عنهم منذ البداية.
كيف ينجو المستهدف من الفخ؟
• التثقيف الذاتي أولًا: يجب أن يعرف اللبناني أساليب MICE وما هي علامات التجنيد البسيطة: عروض غير واقعية، اتصالات مبهمة، طلبات معلومات شخصية بسرعة.
• التحقق قبل الالتزام: أي جهة تتصل أو تعرض عملًا، يجب أن تُسأل عن أوراق رسمية، أرقام يمكن التحقق منها، أسماء أشخاص يمكنهم الاستفسار منهم.
• عدم التفاعل مع العروض الغامضة: في البداية، تجاهل أو أرجئ الرد حتى التحقق من هوية الطرف الآخر.
• اللجوء للمؤسسات القانونية أو الأمنية: إن تلقيت عرضًا مريبًا، أخبر سفارتك أو محاميًا أو حتى أفراد العائلة الموثوقين.
• بناء شبكة دعم اجتماعي وعائلي قوية: البطاقة الأولى للنجاة هي الأسرة والمجموعة المقربة التي تدرك المخاطر وتدعم الهدوء وعدم التسرع.
• عدم الانعزال أو محاولة حل المشكلة وحدك: كثير من المغتربين يترددون في مشاركة خوفهم خوفًا من الإحراج، وهذه أكبر هدية للأجهزة الاستخباراتية.
إليك أمثلة حقيقية وموثقة:
أولًا:
2. "Benjamin Philip" اسم مستعار، عمل عميلًا سريًا للموساد قرابة تسع سنوات دون أي مقابل، وتسبب بمقتل عشرات الأطفال بسبب إخباره الموساد أن المباني التي أشار إليها على الخرائط يسكن فيها أشخاص من الحزب، جمع معلومات عن حزب الله مجانًا فقط بابتزازه وجنّد أشخاصًا آخرين تحت التهديد. عند اكتشاف أمره، تخلى عنه الموساد، وهو الآن يعيش مشردًا في تايلند ويأكل من الزبالة، وقد وجد ميتًا بعد أن عضه كلب مريض؛ تقاتل معه العميل المشرد على بقايا طعام في حاوية زبالة.
3. عميل لإسرائيل من جهاز المخابرات اللبناني (الشرطة): ضُبط في 2006 ضابط لبناني وزوجته وابناه متورطين بتأسيس شبكة تجسس على مصالح حزب الله لصالح إسرائيل، وتضمنت اعترافات بأنهم سببوا اغتيالات في لبنان، وتبين أنهم تسببوا في
تدمير عشرات المباني على رؤوس سكانها، بينها بيوت أقاربهم.
ثانيًا:
لبنانيون جندهم الـ أن الـ أف بي اي
جند ا ل في بي اي شبابا عبر آخرين لبنانيين تلاعبوا بهم عاطفيًا من خلال مرافقتهم لمجالس عزاء حسينية .
سقط الأبرياء البسطاء في فخ التعاطف الطائفي ، عبر تصديقهم. كلام عملاء الاف بي اي وهم لبنانيون خبثاء بانهم من أمن حزب الله وأنهم يعملون ضد إسرائيل . عندما عبّر المغتربون اللبنانيون عن رأي إيجابي بالحزب، جرى اعتقالهم بعد تسجيل المحادثات.ثم اعلن اف بي اي عن انه اعتقل خلية إرهابية تابعة لحزب الله، وأُدينوا بحكم بالسجن 240 سنة دون حق الإفراج المبكر. هم الآن في السجون الأميركية، مع أنهم لم يفعلوا شيئًا سوى الحديث إيجابيًا عن حزب الله وعن المقاومة الفلسطينية.
الدرس هو: اغلق فمك ولا تُعبّر عن رأيك في السياسة أبدًا، لأن أي ضابط أمن أميركي أو في أي بلد تعيش فيه لا يملك إنجازات وقد يحتاج إلى "نصر" يُقدمه لقادته، قد يورطك في عملية تجسس ويُتهمك، والدليل الوحيد هو منشوراتك الداعمة لفلسطين أو الحزب أو المقاومة الفلسطينية… اترك رأيك لنفسك، خصوصًا إذا لم تكن جاهزًا للنضال السياسي ولدفع أثمانه: سجنًا، طردًا وملاحقات.
ثالثًا: لبنانيون جندهم حزب الله خارج لبنان، وانكشفوا ثم اعتُقلوا:
1. علي كوراني وسامر الديبك، عباقرة متعلّمين، ولكنهم يحبون طائفتهم، وقد التقوا عبر فيسبوك بنصاب من الحزب، فاشل أمنيًا، اوقع بهم بعواطفهم الشيعية في فخ العمل لصالحه. هل كان أمنيًا محترفًا؟ لا، كان نصابًا. قال للشبان أن "علي ابن أبي طالب يناديهم والحزب يطلب مساعدتهم" وقال للحزب أن لديه جواسيس لكنهم يرفضون العمل إلا معه. لم يكن محترفًا،
والنتيجة: ضاع مستقبل الشابين العبقريين علميًا ودخلا السجن لمئات السنين، لأن اللبناني الحمار طلب منهم التجند لصالح الحزب، مع علمه أن الهواتف والواتساب مراقبة.
ايضا
اثنان من الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة (البرونكس ودياربورن) جُندوا من قبل حزب الله للتدريب العسكري وعلى ملف التجسس والتخطيط لهجمات داخل أمريكا، لكن اف بي اي وشرطة نيويورك أوقفوهما. من جندهم في بيروت اتصل بهما عبر فيسبوك وتلاعب بعواطفهم الشيعية، ولم يراعِ أنهم مراقبون لمجرد أنهم لبنانيون. لكن اللبناني كان يريد تقديم نفسه لقادة الحزب كفاعل أمني وأنه يحتاج لتمويل أكبر، فصار ثريًا بالأموال التي دفعت له من القيادة لأنه جند لبنانيين، في حين أنه حمار ورّط طلابًا من الطراز الرفيع علميًا عبر فيسبوك، فتم كشفهم وتواصل معهم هاتفيًا مع علمه أن الهواتف مراقبة. ولا يوجد لبناني إلا وهو مراقب 24 على 24، ولا يجب أن يتورط أي لبناني في عمل استخباري ضد البلد الذي يقيم فيه، لأن ذلك حرام شرعًا وخطر على الإنسان، ولا قيمة له إيجابيًا على الشيعة أبدًا. بل، كل شيعي يشتغل استخبارات ضد البلد الذي يقيم فيه هو بهيم لا يفهم أبدًا، لأنه لا يمكنه إخفاء عمله السري طالما أنه مراقب لأنه شيعي ولبناني. أصلًا، لا يجوز دينيًّا أن تخون القوانين المحلية حيث تعيش.
الحكمة من كل ما سبق: لا يجب على اللبناني الخضوع لمحاولات التجنيد، سواء أتت من الموساد أو من الأحزاب اللبنانية أو من المخابرات في البلد الذي يقيم فيه. وأفضل حياة للمغترب هي عدم التعاطي أبدًا مع محاولات التجنيد، واللجوء إلى الإعلان، والإعلام، والقضاء.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 8