كيف تحمي نفسك من فخ التجنيد الإلكتروني: رسالة إلى اللبنانيين والعرب

كتب خضر عواركة

2025.07.21 - 09:06
Facebook Share
طباعة

في السنوات الأخيرة، تحولت وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية إلى أدوات مفضلة لأجهزة الاستخبارات، وعلى رأسها إسرائيل، لتجنيد عملاء جدد. ولأن كثيراً من الشباب العربي، خاصة اللبنانيين، يبحثون عن فرص عمل أونلاين برواتب مغرية، فقد انتشرت الإعلانات الوهمية التي تعد برواتب عالية وفرص تدريب دولية، لكنها في الحقيقة بوابة للتواصل غير المشروع مع جهات استخباراتية.


السؤال الأهم: كيف يمكن تمييز الإعلان الاستخباراتي من الإعلان الحقيقي؟ وكيف يتجنب الشباب الوقوع في هذا الفخ الذي يُعتبر مخالفاً للقوانين ويهدد أمن أوطانهم؟


أولاً: إشارات تكشف الإعلان المشبوه


1. رواتب مبالغ بها مقابل مهام غامضة:
عندما ترى إعلاناً يعرض دخلاً كبيراً مقابل مهام بسيطة مثل “جمع معلومات عامة” أو “العمل من المنزل دون خبرة”، فهذه علامة خطر.


2. غياب المعلومات القانونية عن الشركة:
الإعلان الموثوق يحتوي على عنوان، سجل تجاري، ورقم هاتف أرضي. أما الإعلانات الاستخباراتية فتكون غالباً بلا بيانات واضحة أو تحمل أسماء شركات وهمية.


3. طلب بيانات شخصية حساسة مبكراً:
بعض الإعلانات تطلب صور جواز السفر، عناوين الإقامة، أو حسابات بنكية قبل أي مقابلة عمل، وهذا مؤشر على استخدام تلك البيانات لاحقاً في الضغط أو الابتزاز.


4. خطاب مبالغ في الإغراء:
العبارات مثل: "دخل شهري مضمون يصل إلى 5000 دولار مقابل ساعتين عمل" أو "وظائف سرية تحقق لك ثروة" غالباً ما تكون فخاً.


5. غياب الموقع الإلكتروني الرسمي:
الشركات الحقيقية لها مواقع رسمية موثوقة. إذا كان الإعلان يكتفي برابط قصير أو حساب على منصة مشبوهة، فالأفضل تجاهله.


ثانياً: كيف يبدأ التجنيد الإلكتروني؟
أجهزة الاستخبارات، وعلى رأسها إسرائيل، قد تبدأ باستدراج الضحية بمحادثة عادية بعد التقديم على "الوظيفة"، ثم يُطلب منه "جمع معلومات عادية" عن مناطق أو شخصيات، وتدريجياً يتحول الأمر إلى طلبات حساسة. بعض الشباب لا يدركون أن هذا التواصل يُعتبر تعاوناً استخبارياً مخالفاً للقوانين اللبنانية والعربية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالعدو الإسرائيلي.


ثالثاً: كيف تهرب من الفخ؟
1. دقق في مصدر الإعلان:
تحقق من الشركة عبر الإنترنت، واقرأ تقييمات الموظفين السابقين. إذا لم تجد أي أثر قانوني للشركة، فهي غالباً وهمية.
2. لا تقدم معلومات حساسة:
لا تشارك صور جوازك، أرقامك البنكية، أو تفاصيل عائلتك قبل التأكد من شرعية الجهة.
3. تحقق من الترخيص المحلي:
أي شركة توظيف أو عمل أونلاين يجب أن تكون مرخصة في بلد ما. التواصل مع شركات مجهولة الهوية يعرّضك للخطر.
4. لا تتجاوب مع طلبات غريبة:
إذا طلب منك "جمع معلومات" عن مواقع عسكرية، شخصيات سياسية، أو حتى نشاطات اجتماعية معينة، توقف فوراً وأبلغ السلطات.
5. تذكر أن القانون صارم:
التواصل مع العدو الإسرائيلي، حتى بشكل غير مباشر، يُعتبر جريمة في لبنان ودول عربية عدة، ويعاقب عليها القانون.


رابعاً: نصائح للشباب والمغتربين
• ابتعد عن أي إعلان يوحي بالغموض أو يستخدم لغة تجارية مضخمة.
• استشر أشخاصاً ذوي خبرة قبل قبول أي وظيفة أونلاين.
• إذا شعرت أن الإعلان مشبوه، التزم الصمت، ولا تتجاوب، وامسح أي تواصل سابق.
• تعلّم التمييز بين عروض العمل الحقيقية التي تتطلب مقابلات رسمية وبين تلك التي تبدأ بالدفع المباشر دون شروط واضحة.


العدو اليوم لا يقترب دائماً عبر الحدود أو المعارك، بل يدخل من بوابة الإنترنت، مستهدفاً عقول الشباب الباحثين عن فرص. الوعي هو خط الدفاع الأول. إذا كان العرض مغرياً لدرجة يصعب تصديقها، فغالباً هو فخ، وقد يكون هدفه جرك إلى تعاون مخالف للقانون وخيانة لوطنك دون أن تدري.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 4