"الدواء بالواسطة" السرطان ينهش السوريين.. وطبيب يتوقع ازدياد المصابين

وكالة أنباء آسيا – نور ملحم

2021.03.31 - 07:45
Facebook Share
طباعة

 ازدادت في الآونة الأخيرة حالات الكشف عن مرض السرطان في سورية حتى وصلت 12 آلف مريض في دمشق وحدها، وذلك بحسب إحصائيات جديدة، في الوقت الذي تعاني منه المراكز الطبية والمستشفيات من نقص بالأدوية والأخصائيين.


تقول أم عدنان إحدى المصابين بمرض سرطان بنقي العظام من محافظة حمص، لـ"وكالة أنباء أسيا" أتلقى العلاج منذ أكثر من خمس سنوات، وفي الأشهر الأخيرة أصبح الوضع صعباً للغاية في الحصول على الجرعات. 


وتتابع بالقول: بحكم وجود مشفى وحيد يعالج مرضى السرطان مجاناً، أضطر لشراء الجرعات من خارج المشفى وبأسعار باهضة لعدم توفرها في المشفى، ووضعي المادي سيء وبالكاد أستطيع تأمين لقمة العيش لعائلتي، الأمر الذي يفرض عليّ الاستدانة وهذا ما يرهق كاهلي.


ضريبة الحرب 

يدفع المرضى السوريون اليوم ضريبة التراجع الكبير في المنظومة الصحية السورية وإلى جانب خصوصية حالتهم الصحية، يعاني مرضى السرطان الأمرّين للحصول على العلاج داخل الأراضي السورية، متحدّين ظروف الحرب القاسية، أملاً بأن تتغلب إرادة الحياة على الموت الذي يحيط بهم من كلّ جانب.


يقول مصطفى شاب ذو 39 عاماً وهو مريضٌ من سكّان دمشق: "لا أملك المال لشراء الدواء. تأجّل موعد تلقّي جرعتي من المشفى ثلاث مرّات، بسبب عدم توافر الدواء. وحالتي تسوء يوماً بعد يوم".


ويكمل الشاب، يضطر معظم المرضى، اليوم، إلى شراء العلاج بأنفسهم قبل التوجه إلى المشفى ويقتصر توافر العلاج على صيدليةٍ واحدةٍ فقط في كلٍّ من حلب واللاذقية ودمشق وحمص وفيما تعد تكاليف الأدوية السرطانية باهظةً جداً، لا يجد الفقراء من المرضى حلاً سوى انتظار دورهم للحصول على الدواء المجانيّ من المشفى، أو اللجوء إلى علاجاتٍ تقليديةٍ تعدّ عديمة الفائدة، من وجهة نظرٍ طبية.


العقوبات لها تأثير 

اعتمدت سورية، فيما مضى، على الأدوية السرطانية المستوردة إلا أن كلاً من العقوبات الاقتصادية ما أدى إلى نقصٍ كبيرٍ في توافر الأدوية السرطانية في البلاد بحسب ما أشار إليه الدكتور أحمد الدين طبيب في مشفى البيروني.


ويشير في تصريحه لـ"وكالة أنباء آسيا" أنه ليست هناك أية بدائل محلية الصنع لأدوية السرطان. وقد حظرت قوانينٌ جديدةٌ تأمين هذه الأدوية من أية جهةٍ لا تنتمي إلى ما سمّي بالدول الصديقة لسورية، ما تسبّب بمشاكل قانونيةٍ للعديد من المستودعات التي استوردت الأدوية في وقتٍ سابق، بهدف سدّ الحاجة المتزايدة وإنقاذ المرضى. 


زيادة العدد ...

 يرجّح الأطباء زيادةً مستقبليةً في عدد مرضى السرطان السوريين. والسبب، هو "التأثير طويل الأمد لمخلّفات الحرب، كالتلوّث بالمواد الكيماوية والعضوية والمعدنية".


وبحسب الاحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة "التي اطلعت عليها وكالة أنباء آسيا" تم تسجيل12ألف إصابة جديدة خلال عام 2020، حيث أنّ العدد تزايد عن عام 2019 بنحو 3000 حالة، وأنّ أكثر الحالات شيوعاً في المشفى عند النساء هي سرطان الثدي، وعند الرجال سرطان الرئة والبروستات.


ويشير التقرير إلى وجود نقص في الأدوية السرطانية في المشفى بنسبة 20 بالمئة، ما يستدعي شراء المريض الأدوية والجرعات في بعض الأحيان من الخارج والتي من الممكن أن تكون بأسعار مرتفعة بالنسبة له.


يقول الدكتور جهاد معروف متخصّصٌ في علاج الأورام، نستقبل أكثر من 500 مريض يومياً من جميع المحافظات السورية ولكن المشكلة تكون أن بعض المرضى منهكين وغير مؤهّلين لبدء العلاج، بسبب صعوبات السفر الطويل مع هذا لا يستطيع الكثير من المرضى التوجّه إلى دمشق لاعتباراتٍ مادّية. 


 ويضيف الدكتور في تصريحه لـ"وكالة أنباء آسيا" الكثير من المرضى لا يحصلون إلا على الأدوية السامة للخلايا السرطانية كما يسبب التوافر غير المنتظم للتيار الكهربائيّ خللاً في تقديم العلاج الشعاعي أما العلاج بوحدة الكوبالت فلا يعمل دون وجود مصدرٍ بديلٍ للطاقة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6