" كذبك حلو ".. قـارئة الفنجان وشراء الأمل المفقود للسوريين

وكالة أنباء آسيا – نور ملحم

2021.03.25 - 07:32
Facebook Share
طباعة

 "يا ولدي قد مات شهيداً" هي ليست مجرد جملة من أغنية عبد الحليم حافظ، فـ أم سليمان من منطقة جبلة في اللاذقية تنبأت بعشرات الجنائز لكنها تبرر قائلة: "في تلك الفترة كان أكثر الرجال ملتحقين بالجبهات القتالية، كان الموت اعتيادياً.


تلتم حول السيدة الخمسينية السيدات بدافع الفضول لمعرفة المجهول والغيب وقراءة المستقبل، حيث تطلب من أحدهم أن تضع بصمتها أسفل الفنجان فتخبرها عن فرج قادم تقول الأم لسبعة أطفال لـ"وكالة أنباء آسيا" أرى في فنجان القهوة ما لا يراه غيري فمنذ صغري شعرت بشغف وأنا أراقب النساء وهن يقرأن الفنجان، عن رزقة أو ربما مصيبة قريبة، فالأرقام العربية مكتوبة بوضوح، إذا كانت صغيرة فهي مبلغ سيدفعه صاحب الفنجان، أما إذا كانت كبيرة فهي مبلغ مقبوض، قعر الفنجان الدائري يرمز للعائلة وأفرادها والطلاسم التي فيه تخبر عن ما جرى وما سيأتي، أما ما يُخبرنا عنه جدار الفنجان فهو عن أحداث تتعلق بالمحيط والأقارب والعمل.


وأضافت أنها تستطيع بفراستها أنْ تشعر بطاقة الإنسان الإيجابية والسلبية، وهذا لا علاقة له بالتبصير، بل بالحدس، حسب تعبيرها.


وعن أكثر الأمور التي يرغب الناس معرفتها حالياً من خلال الفنجان، قالت: "هل سأتمكن من السفر قريباً؟ هل يوجد طريق سفر وحقيبة بفنجاني؟"، أما الفتيات، فبحسبها، فيضمرن على نية الزواج وإيجاد الشريك عادةً.


روايات القدماء ...

روايات وأساطير كثيرة تخبرنا عن علاقة الجن بالفنجان، البعض يطلق عليه "فن الجان" وذلك للدلالة على أن ما يتنبأ به المبصّر قارئ الفنجان، ما هو إلا كلام ومعلومات مستوحاة من "القرين" وهو الجان المرتبط بالمبصّر، وأن الطلاسم والرسومات داخل الفنجان المقلوب ماهي إلا لغة الجان، قاموا بكتابتها ورسمها ووحدهم من يستطيع تفسيرها وقراءتها أو الإيحاء للمنجم بمعانيها.


الفضول والأمل ..

ليس جديداً على البشر فضولهم لمعرفة مستقبلهم أو ما سيجري معهم في القادمات من الأيام فهذا الموضوع شغلهم منذ فجر التاريخ بحسب قول وفاء مهندسة مدنية، 

تضيف لـ"وكالة أنباء آسيا": حاولت أن أجد طريقاً للأمل عن طريق قراءة الفنجان فما كان مني إلا أن أرسل فنجاني عبر الواتس بعد شرب القهوة وقلبه حتى يصفى ويجف، مبينة أن رسم التبصير عبر الواتس يكون مقابل تحويل رصيد وحدات بحوالي 5000 ليرة سورية. 


أما بيان صديقة وفاء فهي تفضل أن يقرأ لها الفنجان وجهاً لوجه وبحسب قولها لـ"وكالة أنباء آسيا": صحيح أن الأمر مكلف أكثر ولكن تستطيع أن تكشف الشخص الذي أمامك من خلال ملامح وجهه هل كان صادقاً بقوله حول الأمل الذي يعطيه لنا أو مجرد كلام وهراء. 


وتكمل الفتاة الثلاثينية كلامها هو صحيح أنها مجرد أوهام وأكاذيب ولكن نأخذها من باب التسلية والضحك ومنه نساعد القارئة على تأمين لقمة عيشها فهي لديها عائلة وأطفال ويحتاجون للأكل والشرب ضمن هذه الظروف الصعبة. 


اليأس والإحباط ...

تعمل هذه الظاهرة على تغييب الوعي، وتعويد أفراد المجتمع على التواكل، وانتظار المجهول، ولكن اليوم، وللأسف بسبب الظروف التي نمر بها، أصبح معظم الناس يتعلقون بقشة أمل حتى ولو كانت مصنوعة من خطوط قهوة بحسب رأي الدكتور مصطفى سليمان اختصاص علم نفس.


يقول سليمان لـ"وكالة أنباء آسيا": حين يشعر الإنسان باليأس والإحباط وتكثر عليه الضغوط المادية وفي ظل غياب النظرة العلمية للتعاطي مع مشكلاته وأمراضه وعلى مبدأ الغريق يتعلق بقشّة يلجأ لمثل هذه الأساليب وما نلاحظه اليوم هو انتشار مخيف لهذه الظاهرة التي تجعل الناس يدفعون أموالاً طائلة ليعرفوا، ليكونوا بذلك طعماً جاهزاً لمثل هؤلاء الأشخاص، ومن يلتفون حول القانون بغرض التكسب المادي بطرق غير مشروعة!

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 3