سورية: حلول بديلة أمام ضعف رواتب المدرَّسين!

وكالة أنباء آسيا – حبيب شحادة

2021.03.16 - 05:01
Facebook Share
طباعة

 مع تآكل قيمة الليرة السورية، وفقدان أغلب السوريين لقدرتهم الشرائية، بدأت تظهر مبادرات مجتمعية أهليَّة لدعم المدرَّسين الذين يعانون من الكلفة العالية في التنقل من وإلى مدارسهم. 

في ريف دمشق، تحولت تلك المبادرات لظاهرة انتشرت في عدد من المدارس، حيث قام الأهالي بجمع مبالغ مالية وتوزيعها على المدرسين كي لا يتركوا مدارسهم ويخسر أولادهم التعليم.

ويصف أحد سكان منطقة قلعة جندل " التابعة لمنطقة "قطنا" حال التعليم بالسيئ، وقال لـ"وكالة أنباء آسيا"، "نعلم أنه لا يمكن لأي بلد أن ينهض إلا بالعلم"، وهو ما دفع سكان المنطقة لإقامة حملة لدعم المدرّسين.

المدارس لا علاقة لها بالمبادرات

ولفي الخطيب، مديرة ثانوية "قلعة جندل، نفت أن يكون لمدرستها أيَّة علاقة بتلك المبادرات، وقالت لـ "آسيا" إنَّ تلك المبادرات تتم بالاتفاق بين الأهالي والمدرسين، كدفع أجرة مواصلات لهم من وإلى المدرسة". 

وأضافت الخطيب، بأن الأساتذة المكلفين بالتدريس، يتقاضون ما بين 180- 260 ليرة وفقاً لفئاتهم الوظيفية. مشيرةً إلى أنّ مدرستها تعاني من نقص مدرسين في المواد العلميَّة. 

مبادرات أهلية

قام أهالي عدة مناطق بريف دمشق، بدعم المدرسين مادياَ كي لا ينقطعوا عن تعليم أبناء المنطقة، التي تشكل المواصلات إليها عبء مادي كبير عليهم. كما حصل في مدارس الكسوة، حيث يقوم بعض الأهالي بتقديم معونات ماليَّة، وسلال غذائية من بعض الجمعيات لمدرسين حفاظاً على استمرار العملية التعليمية. 

وبالمقابل لم يسلم الطلاب من آثار نقص دعم المعلمين، لأن بعض الأهالي اتجهوا إلى صرف الأولاد عن المدرسة بحجة عدم وجود تعليم، وبعضهم الآخر اتجه نحو التعليم الخاص، وهم قلة، حسب ما ذكر عدد من الأهالي لـ "آسيا".

المبادرات.. هل تكفي؟

مصدر في مديرية التربية بريف دمشق، قال لـ "آسيا" "إنَّ المبادرات الأهلية الداعمة للتعليم، مثل التي أقيمت في الكسوة والغزلانية وغيرها، تندرج في إطار التشاركية مع المجتمع المحلي". معتبرًا أنها جيدة لكنها "لا تفي بالغرض ولا ترقى لتأمين رواتب المعلمين واللوجستيات التي تحتاج إلى حكومات تخصص كتلة مالية دائمة لحل المشكلة". 

وأوضح المصدر أنه بإمكان المجتمع المحلي التدخل في إصلاح المدارس، والمقاعد، وتقديم كل ما يلزم لاستمرار التعليم في ظل الظروف الراهنة. 

وبيّن المصدر أنه رغم أنَّ المبادرات الأهلية لا ترتقي إلى طموح المعلمين، ولا تكفي لتغطية جزء من التكلفة التشغيلية للمدارس، لكن برأيه، يمكن للتكافل الاجتماعي، إن دعمته المنظمات ووُزع بشكل عادل، أن يكون كافيًا لجميع المدارس. 

تقسيم الدوام بين المدرسين!

لا يختلف الوضع في مدارس ريف دمشق كثيراً عن غيرها من باقي مدارس سورية، حيث يضطر مدرسون في قرى ريف اللاذقية لتخصيص يومين أو ثلاثة أسبوعيا للذهاب للمدرسة، نظراً لارتفاع كلفة المواصلات، وغياب الدعم من قبل المجتمع المحلي لهم، على غرار ما يحدث في ريف دمشق.

تقول المدرَّسة فاطمة، (مختصة علم نفس تربوي) "أقطن في مدينة اللاذقية، ومدرستي في ريفها"، وتضيف أنها في حال التزمت بدوامها طيلة أيام الأسبوع، فأن راتبها لا يكفيها مصروف المواصلات. 

وتوضح المدرّسة أنّ أغلب مدارس ريف اللاذقية تعاني من فائض مدرسين، ما جعل إدارات تلك المدارس تتجه لتقسيم دوام المدرسين على أيام الأسبوع توفيراً للوقت والدخل. 

ويشار إلى أنّ وزير التربية دارم طباع، كشف مؤخراَ عن إجراءات يتم العمل عليها "تنصف المعلمين" وتبصر النور خلال الفترة القادمة، دون تحديده لتلك الإجراءات. 

وبلغ عدد الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 5أعوام و17عاماً، ممن هم خارج المدرسة حوالي 2.4مليون طفل في عام 2020، وفقاً لتقديرات أممية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 1