كيف ستكون العلاقة بين بايدن وبن سلمان؟

إعداد - رؤى خضور

2021.03.06 - 09:26
Facebook Share
طباعة

 
بعد إعلان تقييم وكالة المخابرات المركزية الذي خلص إلى أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أمر بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2018 تدخل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية حقبة جديدة في شراكتهما التي دامت 76 عاماً، لم يقطع الرئيس السابق دونالد ترامب الروابط الشخصية مع الوريث السعودي، لكن جو بايدن أعلن عزمه على جعل هذا الوريث "منبوذاً" في واشنطن وعلى المستوى الدولي أيضاً، وأصدرت وزارة الخارجية قيوداً على التأشيرات لـ 73 سعودياً "يُعتقد أنهم شاركوا في تهديد المنشقين في الخارج" بموجب حملة جديدة لإدانة مقتل خاشقجي تم تنظيمها لإحياء ذكرى الصحافي السعودي الذي اغتيل بوحشية داخل القنصلية السعودية في اسطنبول في تشرين الأول/أكتوبر 2018، وكان الضحية، الذي أقام في المنفى خارج واشنطن العاصمة، قد كتب مقالات انتقادية بين الحين والآخر حول ولي العهد لصحيفة واشنطن بوست على مدار العام الذي سبق اغتياله.


لم تُفرض على ولي العهد أي عقوبة حتى الآن للحفاظ على قدر ضئيل من التواصل والتعاون بين الحكومتين، لكن السفير السعودي السابق في واشنطن، الأمير تركي الفيصل، أشار إلى أن ضلوع ولي العهد في هذه القضية "وصمة عار"، ومن غير المرجح أن تتم دعوته إلى البيت الأبيض لأعوام قادمة، وقد ذكر بايدن أنه من الآن فصاعداً سيتحدث فقط مع الملك سلمان، والد محمد والنظير الرسمي للرئيس الأمريكي، لكن الملك يبلغ من العمر 85 عاماً وفي حالة صحية متدهورة، وفي حال وفاته من المفترض أن يرفض بايدن التواصل مع الملك الجديد، وهو وضع غير مسبوق في تاريخ العلاقات الأمريكية السعودية التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية، وكانت العلاقة الشخصية في الماضي بين الرئيس الأمريكي والعاهل السعودي عاملاً رئيساً في تحديد مستوى العلاقات بين البلدين، وفي هذه المرحلة المسؤول الأمريكي الكبير الوحيد المخول بالتحدث مع ولي العهد الأمير محمد، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الدفاع، هو نظيره وزير الدفاع الجنرال لويد أوستن الثالث، وبالرغم من ذلك، فمن السابق لأوانه التكهن بتأثير هذا الجمود في العلاقات على صعود محمد إلى العرش.


تباين حاد

يتناقض نهج بايدن في التعامل مع الحكام السعوديين كلياً مع نهج ترامب، الذي اختار أن يقوم بأول رحلة له إلى الخارج إلى المملكة العربية السعودية حيث كان يعامل كملك، وكان يتشاور باستمرار عبر الهاتف مع ولي العهد حول السياسة الأمريكية تجاه إيران وتسوية القضية الفلسطينية، وكان لزوج ابنته جاريد كوشنر علاقة عمل وثيقة مع محمد بن سلمان، وتفاخر ترامب بأنه أنقذ ولي العهد من غضب الكونجرس، واستخدم حق النقض ضد قرارات عديدة تدعو إلى تعليق مبيعات الأسلحة للمملكة وتطالب بمعاقبة ولي العهد على الأمر بقتل خاشقجي، ويبقى أن نرى ما هو تأثير سياسة بايدن الجديدة تجاه ولي العهد على مجمل العلاقات الأمريكية السعودية، لكن من المرجح أن يتم تقليصها في الغالب إلى المعاملات الرسمية بين دولة وأخرى وتجنب انقطاع مفتوح لا يريده أي من الطرفين.


وما زال الرابط الرئيس للعلاقة هو مبيعات الأسلحة الأمريكية الضخمة للمملكة السعودية والتعاون السري في (مكافحة الإرهاب)، لكن بعد تعليق بيع الأسلحة "الهجومية" المستخدمة في الحرب على اليمن تخضع مبيعات الأسلحة المرتقبة للمملكة للمراجعة ويفترض أن يحدد أيها دفاعي وأيها هجوم.


وفضلاً عن الخلاف مع ولي العهد، فإن القضية الأكثر إثارة للانقسام والأكثر إلحاحًا في العلاقات الأمريكية السعودية هي كيفية التعامل مع إيران، الخصم اللدود للمملكة على الصدارة الإقليمية، ويبدو أن تحول بايدن تجاه إيران عن موقف ترامب المتشدد سيؤدي بالتأكيد إلى مزيد من الخلاف في العلاقة المشحونة بين الولايات المتحدة والسعودية، وهي علاقة لم تعد مدعومة بالعلاقات الشخصية الوثيقة التي ربطت القادة الأمريكيين والسعوديين في الماضي.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9