المركزي السوري يتدخل بوسائل غير نقدية.. وخبراء: "تصريحات فاضية"

وكالة أنباء آسيا – حبيب شحادة

2021.02.16 - 07:24
Facebook Share
طباعة

 أعلن "مصرف سورية المركزي" التدخل في سوق القطع الأجنبي، بعد وصول سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار إلى مستويات قياسية خلال الأيام الماضية.

وأصدر المصرف، أول أمس الأحد، بياناً "عبر صفحته على فيسبوك" طالب فيه المواطنين وأصحاب الفعاليات الاقتصادية بالتصدي لما سمّاه "الشائعات التي تستهدف التهويل للتخلي عن العملة الوطنية".

إلا أنّ عملية تدخل "المركزي" في سوق القطع الأجنبي لم تكن عبر طرح قطع أجنبي في السوق وفقاً لمراقبين، بل قامت هيئة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والضابطة العدلية، بتدخلات في محافظات دمشق وحماة وحلب أسفرت عن وضع الجهات المذكورة يدها على مجموعة من الشركات والجهات، التي تعمل بالمضاربة على الليرة السورية ومصادرة كميات كبيرة من الأموال بالليرات السورية والدولار الأمريكي، بحسب بيان المركزي. 

وحيال ذلك، يرى الدكتور حسن حزوري المدرس في كلية الاقتصاد بجامعة حلب، أن "البنك المركزي" في حال كان يريد تصحيح مسار الليرة، فعليه البدء بتحرير موجه لسعر الصرف، والبحث عن حلول اقتصادية بعيداً عن الحلول الأمنية.

وقال حزوري في تصريح خاص لـ"وكالة أنباء آسيا" إنّ " مشكلة سعر الصرف اقتصادية بامتياز، وتحتاج لإجراءات اقتصادية ونقدية، وليس أمنية". مشيراً إلى ضرورة الحوكمة خصوصاّ ما يتعلق منها بالسياسة النقدية. 

وأضاف، بأنّه "حتى السياسة النقدية سابقاً، والتي حافظت على سعر الصرف عند 50 ليرة، كانت خاطئة واستنفدت احتياطي المركزي عبر السنوات قبل وبعد الحرب، والمشكلة أنها ذهبت لجيوب التجار الذين قدموا صفر قيمة للاقتصاد الحقيقي الوطني". 

واعتبر حزوري أن أهم مصدر لدعم الليرة السورية الحوالات الخارجية، ولكن هذه الحوالات معظمها يستفيد منها السماسرة وأمراء الحرب ولا تدخل في الدورة المصرفية النظامية، لذلك، لا يعقل أن يقوم المواطن ببيع الحوالة بسعر غير عادل وهو يعلم أن سعرها في السوق الموازي أكثر من الضعف، والدليل على ذلك تسعير الذهب، بحسب حزوري. 

أما عمار معروف أمين سر هيئة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب في المصرف المركزي، فصرح بأن "الإجراءات الأخيرة المتعلقة بضبط سعر الصرف ليست جديدة أو استثنائية، وإنما مستمرة لحماية الليرة" مضيفاً أنه تم تكثيف الجهود نتيجة وجود حملة على السوشل ميديا ترافقت مع طرح الـ ٥٠٠٠ ليرة. 

في حين، قال خبير اقتصادي إنّ " سياسة البنك المركزي بدون تدخل فعلي على الأرض تبقى تصريحات "فاضية" لا تأثير لها". 

وأضاف الخبير الاقتصادي (الذي تحفظ على ذكر اسمه) أنّ أول من ساهم في رفع سعر الصرف "البنك المركزي" عندما صرح أنه لن يتدخل في سوق القطع الأجنبي، كي يحافظ على ذاك القطع لتمويل الاحتياجات الغذائية الأساسية. 

وشهد الأسبوع الماضي، تدهوراً في قيمة الليرة السورية حيث وصل سعر الدولار الواحد في السوق السوداء إلى حدود 3400 ليرة، ما أدى لارتفاع الأسعار بشكل جنوني في الأسواق، فيما ورد على منشور المصرف حوالي أكثر من 300 تعليق، تشير في أغلبها إلى انعدام الثقة بالقرارات المزعومة، وفق ما رصدت وكالة "آسيا".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 2