إساءة جنبلاط.. مش كمامة قلوب مليانة

يوسف الصايغ

2021.01.27 - 01:11
Facebook Share
طباعة

 
ما زال الشارع الدرزي بشقيه الديني والمدني يضج بالإساءة التي تعرض لها الشيخ أبو سعيد انور الصايغ من قبل رئيس الحزب الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، لكن وبعيداً عن العصبيات والمواقف المتشنجة التي سرعان ما تظهر الى العلن من قبل هذه الجهة أو تلك، فإن كلام جنبلاط الأخير ضد مرجعية دينية لها وزنها ليست الاولى من نوعها، وفي هذا الإطار تستحضر أوساط دينية الحادثة التي تعرض لها المرجع الروحي المرحوم الشيخ أبو حسن عارف حلاوي أثناء مروره في منطقة نبع الصفاء قبل سنوات، حيث وصف جنبلاط المشايخ آنذاك بأنهم عبارة عن "أشخاص يرتدون زياً تركياً".
أما بالنسبة لكلام جنبلاط الذي طاول الشيخ أنور الصايغ، تعتبر هذه الأوساط الدينية أن هدفه ربما أبعد من مجرد إنتقاد لمرجعية دينية، بسبب عدم إرتداء كمامة خلال مشاركة في مأتم، وبحسب أوساط دينية فإن الشيخ أنور الصايغ وبعد وفاة المرجع الروحي المرحوم الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ، بات دوره على الصعيد الديني أكثر محورياً وأساسياً، وفي هذا الإطار تستحضر هذه الأوساط مسألة "المدوريات المكولسة" والتي تُمنح للمشايخ الأعلى شأناً على المستوى الروحي عند طائفة الموحدين، وتلفت الأوساط الدينية الى أن الشيخ أنور يُعد أحد أبرز الذي عاصروا الرعيل السابق من المشايخ الأجلاء وتأثروا بهم وحافظوا على مسلكهم، من الشيخ أبو حسن عارف حلاوي، الى الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ الى عدد من المرجعيات الروحية البارزة لدى طائفة الموحدين الدروز.
ومن هنا فإن الشيخ أنور الصايغ المعروف بموقفه الواحد على صعيد التعاطي مع المرجعيات السياسية الدرزية والبقاء على مسافة واحدة منها، يعتبر رقماً أساسياً في المعادلة الدينية ما يجعله مرشحاً طبيعياً لأي منزلة دينية، كما تستحضر الأوساط الدينية مسألة مشيخة العقل والتي ترتبط بشق منها بالتوجهات السياسية داخل طائفة الموحدين الدروز، وهي حالياً محط خلاف سياسي بين الفريقين السياسيين الدرزيين، فالشيخ أنور الصايغ له رأي مقرر، وكلمته مسموعة في الأوساط الدينية، ما يشير الى احتمال ان يلعب دورا في استحقاق مشيخة العقل وبالطبع ليس من اجل مكسب شخصي، لأنه في منزلة دينية تتجاوز موقع مشيخة العقل ودورها.
وبناء عليه ترى الأوساط الدينية أن جنبلاط ربما إستشعر دور ومكانة الشيخ أنور الصايغ الدينية وقدرته على لعب دور محوري وأساسي في عدد من الاستحقاقات، والتي ربما لن تتوافق وحسابات جنبلاط السياسية في الشق الديني فتوجه اليه بهذا الإنتقاد اللاذع، والذي قابله الشيخ الصايغ بحكمة ورويّة حيث رفض أية مواقف للدفاع عنه او لقاءات للتضامن معه، مؤكدا على احترامه لموقع جنبلاط السياسي، وهو ما تفسرّه بعض الاوساط الدينية بأنه رصيد إضافي راكمه الشيخ الصايغ، ما يثبت على أنه حريص كل الحرص في تطبيق وصية "حفظ الإخوان" والحفاظ على وحدة الصف داخل طائفة الموحدين، ما يؤكد على عمق بصيرته غير آبه بأي إساءة أو إنتقاد، مع التأكيد على أن التسامح لم ولن يكون يوماً على حساب الكرامة".
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 1