كيف يقرأ تيار المردة دعوة باسيل الى إنتاج نظام جديد في لبنان؟

يوسف الصايغ - بيروت

2021.01.14 - 05:42
Facebook Share
طباعة

د. ميرنا زخريّا: الشرق الأوسط بأكمله في مرحلة إعادة صياغة وليس لبنان لوحده

برز في المؤتمر الصحفي الأخير لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل دعوته الأفرقاء السياسيين من أجل التفاهم حول إنتاج نظام سياسي جديد في لبنان، وهو ما اعتبرته بعض الجهات بمثابة دعوة الى مؤتمر تأسيسي ما يعني تغيير في تركيبة وشكل النظام السياسي القائم في لبنان، ما سيؤدي الى تقليص حجم ونفوذ بعض الأطراف والقوى، ويؤسس لنظام المثالثة بدل المناصفة، ومن هنا ترى بعض الجهات ان القوى السياسية المسيحية ستكون اول المتضررين من طرح باسيل.


في هذا السياق، ترى عضو المكتب السياسي في تيار المردة" الدكتورة ميرنا زخريّا في حديث خاص لـ"وكالة أنباء آسيا" أنه "بداية علينا ان نتفق على صيغة واضحة لنظامٍ متطور، ذلك أن لبنان رغم كونه ديمقراطي البُنية إلا أن ذلك البناء مشروط  بالصيغة التوافقية حيث العيش المسيحي - الإسلامي لطالما كان نموذجياً، في حين مؤخراً زحفت باتجاهنا جميعاً لغة خلافية مستجدّة بعضها ذات جذور عميقة، وبعضها الآخر مجرّد كلام سطحي غير أنه في الماضي لم يكن قيد التداول، ما يجعل المواطن حائراً خائفاً لجهة ما ستؤول إليه الهوية اللبنانية، إذ لا يخفى على أحد أن التغيير في النصوص الدستورية يؤدي إلى تغييرٍ مقابلٍ في الحياة اللبنانية".

وتشير الى أن "التيار الوطني الحر طرحَ صيغة نظام تنبع من لبنان وتصبّ في لبنان، وهذا تبسيط ساذج لطبيعة الواقع، ليس في لبنان وحسب بل في المحيط الإقليمي ككل، (تماماً كما طرحَ سابقاً قانوناً إنتخابياً ينبع من المصلحة العونية ويصبّ في المصلحة العونية). إنَّ التوافق بين الدول الكبرى يلقي بثقله عند صياغة أي نظام في أيّة دولةٍ بالوقت الحاضر، لذلك من الخطأ بمكان إلقاء خطابات شعبويّة في الوضع الراهن تتمحور بأكملها حول إستقلالية نظامٍ جديدٍ، لكأن التسوية الإقليمية سوف تُخاط على مقاس لبنان، في حين نحن جزء من صياغة كبرى ولسنا محورها، وفي حين أنَّ صراع النفوذ في الشرق الأوسط بين أميركا وروسيا هو في أوجّه. 

وتضيف زخريا:"نؤيد التغيير ولا نؤيد التوقيت، فصياغة دستور جديد هو صياغة جديدة للوطن، ووطننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقتٍ مضى إلى تشكيل حكومة من إختصاصيّين منزّهين، يقومون بإدارة مشاكل المواطنين بأسرع وقت ممكن سيما بعد تدهور الليرة وإنفجار المرفأ، وبعد ذلك لكل حادثٍ حديث.

عند الحديث عن نظام جديد، الإشكالية لا تطال الأطراف الداخلية فقط، بل بحقيقة الأمر الواقع، هي تطال أيضاً أطرافاً خارجية لها أشواطاً بارزةً من التدخّل في الشؤون اللبنانية، وبالتالي هذه الأخيرة، أيًّ تكن، سوف يكون لها كلمتها في القرارات الإستراتيجية، ذلك أنه لا يوجد دولة تمدّ يد العون لدولة أخرى وتتكبّد الخسائر محبةً بها فقط لا غير، لا بل طمعاً بالنتائج التي ترتد إيجاباً عليها هي أولاً.

كما ترى زخريا أن "في لبنان لكل حزب رؤياه وطرحه الذي يحاول تسويقه، وهنا لا أكشف عن سرّ فاللعبة باتت مكشوفة. والسؤال هو كيف نضمن أن التغيير سيبقى على مقاسنا وليس على مقاس روسيا أو إيران أو غيرهما. هناك "إرادة وإدارة" دولية ترسم حضورها في المنطقة، ولن يمر تعديل دستوري في دولةٍ ما دون موافقة خارجية، بحيث توافق دول الخارج فيما بينهم يرسم إلى حدٍ ما سياسة الداخل. ذلك أننا نمرّ حالياً في مرحلة إعادة صياغة للشرق الأوسط بأكمله وليس للبنان بمفرده، أضف أن هناك صراع نفوذ بين أميركا وروسيا في منطقتنا العربية. مع التأكيد بأن كل الدول التي تقدّم للبنان مساعدات، إنما هي تعطي بقدر ما تأخذ أي بقدر حاجتها للبنان".

وتختم زخريا: "الفارق الوحيد بين جميع الدول الخارجية التي تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي هو أن لكلٍ وجهها الثقافي الإجتماعي الخاص بها، أما أعمال وأقوال الخير فهي لا تتعدّى كونها جزءً من عدّة العمل. لذا ضمانتنا هو دستورنا، وعليه، فالأولوية هي توفير الحقوق للمواطنين ومن ثم المضي بحوارٍ جاد حول نظامٍ جديد".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 6